القاهرة - محمد أدهم
أكد مصدر دبلوماسي مصري مسؤول أن قضية مياه النيل بالنسبة إلى مصر ليست محلاً للمساومات، وأنه من غير المسموح لأي دولة من دول المنابع أن تنتقص من الحقوق المصرية فيها، لأن مصر تعاني بالفعل من الفقر المائي بخلاف كافة دول الحوض .
وقال المصدر لrdquo;الخليجrdquo; إنه يجب على دول المنابع أن تدرك أن مياه النيل بالنسبة لمصر تمثل قضية حياة، وإنه إذا كانت هذه الدول تسعى إلى التنمية فنحن سنساعدها في عملية التنمية بالرغم من أن الموارد المتاحة لمصر حالياً تكاد تكفي المجتمع المصري .
وطالب المصدر بضرورة أن يكون هناك دور أكبر لمنظمات المجتمع المدني المصرية والبرلمان الجديد بعد انتخابه لمساندة الدور المصري الرسمي في إفريقيا ودول حوض النيل، وقال إن لمصر صورة جديدة حالياً أمام العالم كله وينبغي أن نستغل هذه الصورة وأن تتكاتف جميع أطياف الشعب المصري في العودة بقوة إلى إفريقيا .
وشدد المصدر على أن القاهرة في حاجة إلى زيادة التأثير المصري على دول حوض النيل، موضحا أن التأثير هنا لا يعني مجرد إرسال خبير في مجال معين إلى دولة ما أو إطلاق بعض التصريحات الإيجابية، وإنما زيادة التأثير تأتي من خلال زيادة المشاركة المصرية على كل المستويات في حلول كافة المشكلات التي تتعرض لها القارة، بمعنى أن يكون هناك دور مصري قوي واستعادة الدور المصري في كافة مشكلات القارة .
وقال المصدر: على سبيل المثال يجب أن يكون لنا دور في حل المشكلة في كوت ديفوار أو الصومال، فكل القضايا والمشكلات الإفريقية نحن في حاجة لأن يكون لنا دور فيها ووجود ملموس، مضيفا ldquo;وأنا أتصور أنه يجب أن يكون هناك حضور على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء في كافة المؤتمرات التي تعقد في دول القارة، وأن يتم تكثيف اللقاءات والزيارات الثنائية للمسؤولين المصريين في كافة دول القارةrdquo; .
وشدد المصدر على أهمية إنشاء كيان وطني متكامل للشؤون الإفريقية، والحاجة إلى فتح مكاتب إعلامية في جميع الدول الإفريقية، مضيفا ldquo;نحن في حاجة إلى توطيد العلاقات بشكل كبير مع دولة جنوب السودان ورغم أن لمصر وجوداً في هذه الدولة الوليدة لكننا في حاجة إلى وجود فعلي على الأرضrdquo; .
وقال المصدر ldquo;سيتأثر موقفنا في موضوع مياه النيل بعودتنا إلى إفريقيا، معربا عن أمله في أن تكون أول زيارة للرئيس المصري بعد انتخابه لدولة إفريقية، حيث سيكون هذا الأمر رسالة قوية بأن مصر متوجهة إلى إفريقياrdquo; .
وأكد المصدر ضرورة وجود خطاب إعلامي مصري جديد لإفريقيا وإنهاء كافة الصور السلبية التي يقدمها الإعلام المصري عن الدول الإفريقية مثل السخرية من أسماء الدول أو السخرية من الشعوب الإفريقية، وعدم التعامل مع فكرة اللون كأنها عائق أمام عودتنا لإفريقيا . . هذا أمر يحتاج إلى توعية كبيرة لتأثيره السيئ على علاقاتنا مع الشعوب الإفريقية .
التعليقات