Bruce Riedel - The Daily Beast


ما نحتاج إليه هو جواب عربي وإسلامي، وقوة عربية لحماية بنغازي وبرقة، فقد سبق أن تدخلت مصر هناك منذ الحرب الحدودية القصيرة مع القذافي خلال السبعينيات، فالدرع المصري سيكون أكثر من كافٍ لوقف القذافي، ويجب أن تتمكن الطائرات الأميركية الموجودة في مصر من الدفاع عن أجواء الشرق.

يوم السبت، صوتت الجامعة العربية بكل حزم على قرار يدعم فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، لكن الاستخبارات الأميركية في المقابل تعتبر أن القذافي قد يربح الحرب الأهلية التي شنها، حيث يناقش بروس ريدلز في ما يلي مخاطر انجرار الولايات المتحدة إلى مستنقع الحرب، والطريقة التي يمكن أن تساعد فيها الدول الإقليمية،

فلابد من توافر خيار عربي مسلم.

لقد قال مدير الاستخبارات الوطنية جيم كلابر ما لا يريد أحد سماعه: أمام معمر القذافي فرصة جيدة للفوز بالحرب الأهلية الليبية، فهو صمد في وجه المرحلة المتسارعة الأولى من الثورة التي قامت ضده، كما أنه يملك أسلحة متفوقة وما يكفي من المنظمات التابعة له، ويتمتع بدعم مناصريه، للدفاع عن طرابلس، فهل يستطيع، في المرحلة المقبلة، استعادة مناطق الشرق التي يسيطر عليها الثوار، أي برقة وبنغازي؟ إذا نجح في ذلك، فستقع كارثة حقيقية لأن القذافي سينتقم من شعبه، وعندها ستتدفق أعداد هائلة من اللاجئين شرقاً باتجاه مصر.

يحق للرئيس أوباما أن يتردد في جر الولايات المتحدة إلى حرب ثالثة في العالم الإسلامي، فنحن لا نستطيع تحمل كلفة مغامرة عسكرية أخرى مجهولة النتائج، ولا نريد أن نحول شتاء الثورات العربية إلى حرب بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة والعرب والإسلام من جهة أخرى، ولا شك أن القذافي و'القاعدة'- بينهما عداوة حتى الآن- سيرحبان بأي تدخل أجنبي، ولاسيما إذا أدى إلى تعزيز الانقسام في البلاد. لاتزال الذكريات العائدة إلى آخر حرب غربية في ليبيا- أي تلك التي شنها موسوليني خلال الثلاثينيات- محفورة في صميم ليبيا، ونتيجة تلك الحرب، قُتل نصف الشعب أو غادر إلى المنفى، ومعظمهم إلى مصر، وكذلك، قال وزير الدفاع روبرت غيتس، عن وجه حق، إن فرض منطقة حظر جوي يبقى خياراً صعباً ومكلفاً، ولن يؤثر كثيراً في مسار الحرب.

ما نحتاج إليه هو جواب عربي وإسلامي، وقوة عربية لحماية بنغازي وبرقة، فقد سبق أن تدخلت مصر هناك منذ الحرب الحدودية القصيرة مع القذافي خلال السبعينيات، فالدرع المصري سيكون أكثر من كافٍ لوقف القذافي، ويجب أن تتمكن الطائرات الأميركية الموجودة في مصر من الدفاع عن أجواء الشرق، ويمكن أن توفر بلدان مسلمة أخرى، مثل تركيا أو باكستان أو المملكة العربية السعودية أو الأردن، وحدات عسكرية لتقديم المساعدة والغطاء السياسي.

يكمن مفتاح الحل في القاهرة، لكن هل النظام العسكري الذي حل مكان مبارك مستعد للتحرك أم أنه سينتظر وقوع كارثة لاجئين؟ وهل ثوار ميدان التحرير مستعدون لمساعدة إخوانهم الليبيين؟ وهل عمرو موسى والجامعة العربية مستعدان لإنقاذ بنغازي؟ لقد أرسلت الجامعة العربية قوات الردع في الماضي إلى الكويت ولبنان، فهل تستطيع مساعدة ليبيا؟ من المتوقع أن تقدم الأمم المتحدة دعمها لقوة عربية مسلمة أكثر من تأييد تدخل حلف شمال الأطلسي في هذا الوضع.

يجب أن يبدأ أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإجراء الاتصالات اللازمة عاجلاً لا آجلاً، كما يمكننا تقديم المساعدة عبر الوسائل الدبلوماسية واللوجستية، ويمكننا المساعدة عبر عزل القذافي ومنعه من تلقي الإعانات والإمدادات من الأنظمة الفاسدة مثل فنزويلا أو بيلاروسيا عبر فرض حظر على الأسلحة، أو إذا كان العرب يفضلون ذلك، يمكننا الامتناع عن التدخل بأي شكل وتركهم يدافعون عن شعبهم وكرامتهم. كذلك، يجب أن تقدم لندن وبرلين وباريس المساعدة عبر الحث على إبداء رد إقليمي موحد، فإذا ثبتت صحة كلام كلابر، فإن ذلك يعني أن الوقت بدأ ينفد.

قد تكون ليبيا الفرصة الأمثل للولايات المتحدة كي تطلق شراكة استراتيجية جديدة مع مصر في حقبة ما بعد مبارك، ويُعتبر هذا الأمر وحده هدفاً يستحق العناء، كما نريد مصر قوية كي تؤدي دوراً إقليمياً ضد التطرف، ويُعتبر القذافي الهدف المثالي لتحقيق ذلك.