جاسر الجاسر

بوضوح، ودون تقديم أي مسوغات ولا تمهيد إنشائي، يجب تأكيد أن دول الخليج العربية جميعاً، من دولة الكويت إلى سلطة عمان وحتى المملكة العربية السعودية، مستهدفة من إيران؛ فالعقيدة السياسية التي تُبنى عليها العقيدة العسكرية الإيرانية وضعت ورسخت لدى كل من يؤول إليه أمر إيران من أيام إسماعيل الصفوي أن laquo;هؤلاء العرب هم من دمَّر إمبراطوريتنا، وأنهم هم من هدموا تراث كورش، وأنه لا يجوز أن يسود العرب وأن يحكموا العالم الإسلاميraquo;؛ ولهذا فقد ابتدع إسماعيل الصفوي (ديناً جديداً) بعد أن حرَّف كثيراً في المذهب الجعفري، وأدخل ممارسات هي في الأصل مستوحاة من المجوسية والزرداتشية، ومن هذا الخليط فُرضت الصفوية على عموم أرض فارس، وأُجبر أهل فارس والعرب في خراسان على اعتناق هذا الخليط المحرَّف، ثم عبروا إلى العراق، ومن يومها يُبطن الصفويون هدفاً لا يبرح عن أذهان أحفادهم، هو تدمير العرب ودولهم انتقاماً لتدميرهم حضارة كورش، وإذ أفلحوا في تحقيق هذا في العراق بعد محاولات عدة، انتهت بإلحاق هذا القطر العربي كحديقة خلفية للصفويين، فهم الآن يعملون دون أي تورية على أن يحققوا القفزة الأخرى من خلال الاستيلاء على مملكة البحرين من خلال إقامة ما يُسمَّى ب(جمهورية البحرين الإسلامية)، وإن كانوا صادقين لقالوا (البحرين الصفوية).

حسم القيادة البحرينية ومساندة قادة دول مجلس التعاون أفشلا المخطط، ولكن يجب ألا نستكين إلى هذا؛ فالصراع والمواجهة مع هؤلاء الصفويين مستمران، وأعوانهم في داخل دول المجلس من خلال خلاياهم النائمة، التي أوقظ بعضها وأُسندت إليها أدوار مالية أو إعلامية وحتى سياسية للتشويش على قرار إرسال قوات (درع الجزيرة) للبحرين.

هذا الصراع الذي له جذور عنصرية وطائفية، تغذيها أحقاد عنصرية منذ أيام إسماعيل الصفوي، يتطلب على دول الخليج العربية أن تحزم أمرها، وتُعدّ عدتها لمواجهة عدوان الصفويين وغدرهم، ولكي تستطيع دول مجلس التعاون مواجهة القوة العدوانية الغاشمة للصفويين فإنه يجب الارتقاء بمستوى العمل التعاوني بين دول مجلس التعاون، والانتقال إلى اتحاد كونفدرالي يربط الدول الست بسياسة واحدة ومنظومة عسكرية متكاملة ضمن هيكل مالي اقتصادي واحد؛ حيث يكون هناك عمل عسكري ونهج اقتصادي ومالي وفق سياسة موحَّدة تلتزم بها جميع دول مجلس التعاون، مع احتفاظ كل دولة بخصوصياتها الأخرى.

إذا أردنا البقاء في مواجهة مؤامرات الصفويين وعبث خلاياهم النائمة فعلينا الإسراع في توحُّدنا، ولتكن البداية الكونفدرالية تمهيداً لاستكمال خطوات توحيد وبناء القوة الخليجية العربية الواحدة.