طارق محمد الناصر

لا أدري لماذا يصر الأمين العام لحزب الله على إلقاء خطابه، المنقول عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، على طريقة معلم المدرسة الذي يلقي الدرس وطلابه من أمامه يجلسون منصتين.

هذه الطريقة التي يحشد لها الحزب مناصريه للهتاف في آخر الصفوف بينما يتوازع المقاعد الأمامية الحلفاء من شتى الطوائف مسيئة للحضور. إذ إنهم يتجشمون عناء التجمع والمرور عبر إجراءات التفتيش والزحام وترتيب أماكن الجلوس فقط ليجلسوا أمام شاشة ضخمة لمشاهدة زعيم حزب الله يتحدث. في حين أنه كان بإمكانهم مشاهدة ذات الخطاب في منازلهم ما دام أن الوضع هو الجلوس والتطلع إلى الشاشة وكفى الله المؤمنين شر القتال.

عندما أطل السيد حسن في خطابه الأخير متحدثا عن الثورات العربية كان من الواضح أن الحديث كان يجر جراً للحديث عن البحرين وإن حشر مواضيع تونس ومصر وليبيا واليمن لم يكن إلا ذرا للرماد في العيون.

وراء ظهر السيد حسن صفت أعلام الدول التي تناولها في حديثه. كان لافتا أن العلم البحريني كان أول الأعلام، إلا أن ما كان لافتا أكثر كان شكل العلم. إذ من المعروف أن العلم البحريني، وفقا للدستور، يحتوى على خمسة مثلثات بيضاء بين اللونين الأبيض والأحمر وترمز لأركان الإسلام الخمسة.

طائفيو البحرين لم يكن يرضيهم هذا الرمز فحولوا المثلثات الخمسة إلى اثني عشر مثلثا . لا شك لدي بأن زعيم حزب الله يعرف تماما التزوير الطائفي الواقع بالعلم البحريني لكنه وضعه كرسالة للطائفيين ولكيد الوطنيين.

نصر الله في حديثه عن البحرين قام بتحريض المعارضة الطائفية تحريضا مباشرا ضد وطنهم ومواطنيهم، بل ووصل الأمر به للوعد بالمساندة والدعم. ذلك التحريض السافر لم يكن كل ما قدمه الحزب إلى الطائفيين. إذ كشف وزير الخارجية البحريني عن أن لدى البحرين وثائق تؤكد تورط عناصر من الحزب في دعم وتدريب الطائفيين.

بدأت حديثي بالاستغراب من الطريقة التي يخاطب بها نصر الله مناصريه وحلفائه، وأنهيه بتساؤل حول مكسب الحزب من الخطاب؛ فالخطاب لم يفد الطائفيين وأضر بصورة الحزب وكشف عن تورطه، وهو فضلا عن ذلك جعل كثيرين ممن سبق لهم أن خدعوا بالمقاومة المزعومة للحزب من العرب يدركون الأجندة الطائفية التي ينطلق منها ..

لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.

يتعين على مناصري حزب الله نصحه بأن يدرس الأوامر الخارجية التي ترده لا أن ينفذها رغم أنها تساهم في فضح دوره.