هاني وفا

من يزعم انه يستطيع رؤية المشهد الاخير للازمة في ليبيا فهو بالتأكيد قد جانبه الصواب ، فمن خلال المتابعة والقراءة ما بين السطور لا احد يعرف كيف ستنتهي الازمة او حتى الوقت اللازم الذي قد تستغرقه او حتى المسار الذي ستسلكه.

فمن مواقف غربية متباينة واختلاف على الاستراتيجيات والاهداف الى الانقسام بين المتحالفين وما بينهما من تعقيدات على الارض يؤكد ان الازمة ستطول وهذا الرأي الفرنسي الذي ايدته وجهة النظر الالمانية ان القذافي لن يرحل قريبا وسايره في ذات الاتجاه الرأي البريطاني الذي استبعد تماما وجود قوات للتحالف على الارض ، بل ان موقفا اميركيا يحاول ايجاد مخرج للقذافي بمعنى (منفى) دون ان يلاحق الزعيم الليبي قضائيا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم الجرائم ضد الانسانية ، مرورا باتهام الرئيس اوباما من قبل مرشحة جمهورية للرئاسة ب (الحمق) لدخوله طرفا في الازمة الليبية ، وازيدكم من الشعر بيتا ذاك ان المؤسسات المالية التابعة لنظام القذافي مازالت تعمل !

اعتقد ان النفط هو (كلمة السر) في الازمة الليبية خاصة اذا علمنا ان الاحتياطي النفطي في ليبيا يبلغ حوالي 60 مليار برميل من اجود انواع النفط ، ونحن نعرف (نهم) الغرب لهذه السلعة الحيوية التي تدير عجلة الاقتصاد ، ورأينا كيف ارتفعت اسعار النفط في الازمة الليبية التي تزامنت مع الكارثة النووية في اليابان واعادة الغرب النظر في استخدام الطاقة النووية كمصدر للطاقة لارتفاع نسبة المخاطر رغم الجدوى الاقتصادية ، والا كيف نفسر الاختلافات والسيناريوهات التي يتم تسريبها يمنة ويسرة ، وكيف نفسر عمل مؤسسات مالية تابعة للنظام الليبي مازالت تعمل ، وكيف نفسر تباطؤ الغرب في دعم الثوار الذين (تحمس) لهم في البداية وما لبث ان تراجع ذاك الحماس ووصل الى درجة الاتهام بالانتماء الى القاعدة متبنيا نظرية القذافي في هذا الامر ؟؟؟

كلها اسئلة تظل دون اجابات واعتقد انها ستظل كذلك لفترة طويلة وطويلة جدا حتى يقرر الغرب سيقف على أي جانب يحقق له مصالحه في نهاية الامر.