تمرّ موجة الثورات غير المسبوقة التي تهزّ العالم العربي بمرحلة دقيقة حاليًا، لا سيما في دول مثل تونس ومصر، في ظل عدم توافر مساعدة دولية كافية، وتعثر الانتفاضات في بلدان أخرى، وفق ما خلصت إليه ندوة الربيع العربي التي عُقدت في فرنسا.


باريس: حذر عدد من الخبراء والفاعلين في هذه الثورات من المخاطر التي تنتظر الانتفاضات العربية، وذلك خلال منتدى تحت عنوان quot;الربيع العربيquot;، نظمته وزارة الخارجية الفرنسية السبت في معهد العالم العربي في باريس.

وقال فرهاد خوسروخافار الاستاذ في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ان شعوبًا عدةquot;بدأت تشعر بالاحباطquot;، ولا سيما في ليبيا، حيث الوضع مهدد بالمراوحة، معتبرًا أن quot;على الغرب مساعدتها اقتصاديًا حتى تتخطى هذه المرحلة الانتقاليةquot;.

وأوضح طاهر العدوان الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ووزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال أنه quot;من غير الممكن التفكير بأن الوضع سيتغير في الدول العربية في غضون شهرين او ثلاثة اشهرquot;، مضيفًا quot;يظنّ البعض أن ما حصل في مصر وفي تونس يمكن أن يحصل في بلدان اخرى، لكن هذه ليست الحالquot;.

من جهتها، اشارت النائبة المغربية مباركة بوعيدة الى quot;تسارع الاصلاحاتquot; في بلادها، معتبرة ان النظام الملكي، الذي تعزز دوره كضامن للوحدة المغربية، بحاجة الى quot;تغيير صورتهquot;.

وان اتفق معظم المشاركين على ان الانتفاضات والثورات المختلفة في العالم العربي لا يمكن التكهن بالمسار الذي ستسلكه، فقد ابدى البعض حذرًا حيال مستقبلها، سواء في الدول التي يراوح الوضع فيها أو في الدول التي تعتزم إجراء انتخابات.

ورأت رئيسة الاتحاد الدولي لحقوق الانسان سهير بلحسن التونسية الأصل أن ثمة quot;خطرًا فعليًا بأن يعمّ الإحباطquot; تونس، محذرة من وجود quot;مخاطر تهدد الثورة التونسيةquot;، ومنها عدم تحقيق نمو والمشهد السياسي الرتيب وانعدام الامن ووجود متطرفين من التوجهات كافة.

وقال محمد بن سالم العضو في حزب النهضة الإسلامي التونسي quot;اننا مترددون بين الحماسة والقلقquot;.في حين ذكرمحمد عفان العضو في جماعة الاخوان المسلمين معلقًا على الوضع في مصر، حيث اوقف الرئيس السابق حسني مبارك ونجلاه جمال وعلاء على ذمة التحقيق بتهمة قمع المتظاهرين، انه quot;من اجل صيانة الثورة يجب ان تجري المحاكمات في اسرع وقت ممكنquot;.

من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الى زيادة المساعدة الاقتصادية الدولية، مؤكدا ان التحرك الاكثر فاعلية، الذي يمكن ان يقوم به الشمال، هو quot;الاستثمار بشكل كثيف لمساعدة الدول التي تمر بمرحلة انتقال الى الديموقراطية على تصحيح وضعها الاقتصادي، وتحقيق وتيرة نمو كافية من جديدquot;.

واوضح الخبير الاقتصادي غي سورمان ان quot;احلال الديموقراطية يتطلب نسبة نمو تتراوح بين 8 و10%quot;، فيما نسبة النمو المتوقعة في تونس تتراوح بحسب التقديرات الرسمية بين صفر و1% للعام 2011.

وقلل الخبراء من مخاطر ان تغتنم احزاب راديكالية فترة الغموض السياسي الحالية. وقال فرهاد خوسروخافار ان quot;الاسلاميين الراديكاليين سوف يهمشون امام الحركة الديموقراطيةquot;، معتبرا ان الثورات ستساعد على قيام مجتمعات مدنية.

وتعهد ممثلو الاحزاب الاسلامية بـquot;مفاجأةquot; الغربيين بمواقفهم الداعمة للديموقراطية، ورد جوبيه على ذلك quot;فاجئونا! لا اطلب اكثر من ذلكquot;، داعيًا الى الحوار مع الحركات الاسلامية العربية التي تنبذ العنف وتقبل بقواعد اللعبة الديموقراطية.

وقال فرهاد خوسروخوفار أخيرًا إن quot;على الغرب ان يأخذ مسافةquot; من الدول التي تتصدى للثورات، ذاكرًا منها إيران وسوريا والسعودية، التي أرسلت قوات إلى البحرين ضمن قوات درع الجزيرة.