حضر موضوع الربيع العربي بقوة في منتدى quot;أميركا والعالم الإسلاميquot; الثامن، الذي تحتضنه العاصمة الاميركية واشنطن، وسيطر على العناوين الرئيسة، التي تمت مناقشتها ضمن جدول الأعمال.


محمد الأمير من واشنطن: لم يستطع 400 مشاركًا في منتدى quot;أميركا والعالم الإسلاميquot; الثامن من ساسة وأصحاب فكر وإعلام وأكاديميين تجاوز الثورات التي يشهدها عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، حيث حرص الجميع على تقديم رؤيته الخاصة لما يجري في البلدان العربية.

وتحدثت ورش العمل للمؤتمر، الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع مركز بروكنز الأميركي للدراسات الاستراتيجية،عن الاسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بهبوب رياح التغير التي ضربت بعض الدول العربية.

وبدا الاهتمام الأميركيّ تجاه ما يدور في الندوات التي عُقدت واضحًا، فتحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بإسهاب عن الربيع العربي، الذي هبّت نسائمه على بعض من الدول العربية أخيرًا فقالت: quot; الشتاء العربي بدأ يعرف الدفء، وللمرة الاولى منذ عقود توجد فرصة حقيقية لتغيير دائم في منطقة الشرق الاوسط (..) ومن دون الشروع بإصلاحات حقيقية، فإن الربيع سيتحول في نهاية المطاف إلى سرابquot;.

وتراجع بشكل كبير موضوع الارهاب، الذي كان محل إهتمام داخل اروقة واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر/ايلول، حيث شهدت العلاقة الاميركية بالعالم الاسلامي صدامًا كبيرًا، إحتلت الولايات المتحدة بعده كلٍ من افغانستان والعراق.

وقال مارتن أنديك مدير مركز سابان لسياسات الشرق الاوسط في مؤسسة بركنجز إن الدورات السابقة لهذا المنتدى كانت تعقد في وقت كانت الهوة كبيرة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الاميركية مثل القاعدة والحركات الاسلامية المتطرفة والإرهاب وغيرها من المشاكل.

ولفت أنديك إلى أن المنتدى يعقد والظروف قد تحسنت كثيرًا، حيث اسهمت الثورات العربية في خلق أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة الامريكية والعالم الاسلامي، وأصبحنا نتشارك اليوم في قضايا مثل حقوق الانسان وخلق فرص عمل أفضل وغيرها من القضايا التي جلبتها الثورات.

اتفق عدد من المشاركين في منتدى أميركا والعالم الاسلامي على أن الديمقراطية وبدء عملية الاصلاح سوف تجفف مستنقع الارهاب الذي غرقت أكثر من دول عربيةوإسلامية فيه، وتقلل من التأييد للمنظمات الارهابية لدى شعوب المنطقة.

لم تُخف الولايات المتحدة خشيتها من تراجع نفوذها ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية بعد الثورات التي نجحت حتى الآن بالإطاحة بزين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر لمصلحة عدوتها إيران.

وقال زبغنيو برجنسكي مستشار الأمن القومي الاميركي في عهد الرئيس الامريكي جيمي كارتر: quot;إن الولايات المتحدة الاميركية يجب أن تساهم في المشاركة الفاعلة للديمقراطية حرصًا على المصلحة العليا (..) ويأتي ذلك عبر دعم الديمقراطية لكي لا تستغلها دول متطرفة مثل إيرانquot;.

وقدمت البلدان الاسلامية نفسها أمام المنتدى، الذي يُعقد للمرة الأولى في الولايات المتحدة، بعدما جرت العادة إقامته في الدوحة على مدى سبع سنوات، بصورة أفضل، خصوصًا أنّ الديمقراطية التي شهدها بعض من دولها كانت المسألة الابرز التي قد شغلت المشاركين.

وقال أكمل الدين إحسان أوغلي في تصريح لـquot;إيلافquot; quot;لا شك أن الثورات في عدد من البلدان الاسلامية صححت صورتنا أمام العالم، ومن ضمنهم الاميركيون، فبعدما كان الكثير يربط المسلمين بالارهاب والتطرف، بدا الحديث بأنه ليس أقل تحضرًا من غيره، وهذا تصحيح للمسارquot;.

يحتل المنتدى مكانة مهمة لإعتبار العلاقات الاميركية مع العالم الاسلامي قد أصبحت على المحك، بعدما نجحت الثورات في إزاحة أنظمة حليفة لواشنطن، ظلت تحرس مصالحها عقودًا كثيرة من الزمن.

ويحرص صانع القرار في الولايات المتحدة على فهم الصورة كاملة لما حدث من تغير سريع ومفاجئ في منطقة الشرق الاوسط، عبر تبادل الاراء مع المشاركين في المنتدى، من أجل رسم رؤى تقودالى عملية التواصل مع الانظمة الجديدة.