أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن حركات التحرر العربية التي وصفها بـ quot;الربيع العربيquot; أثارت إعجاب الفرنسيين وينبغي التواضع أمامها، وأنها أثرت على القراءات الجيوسياسية.


باريس: حث وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اليوم السبت الجهات السياسية على quot;تواضعquot; أمام موجات الحركات المعارضة التي تجتاح العديد من الدول في العالم العربي في ظاهرة وصفها بأنها quot;الربيع العربيquot;.

وأكد جوبيه في ندوة لمناقشة التغيرات السياسية في العالم العربي بحضور دبلوماسيين وباحثين ووسائل اعلام وأكاديميين وأعضاء من المجتمع المدني أن quot;حركات التحررquot; التي ظهرت في عدد من الدول العربية أثارت اعجاب الفرنسيين.

وقال quot;نادرا ما يتخذ القادة السياسيون هذا الموقف لكن من وقت لآخر علينا انتهاج فعل يظهر التواضعquot; مضيفا انه لم يتوقع هذه الحركة الكبرى من أجل الحرية التي أثرت بطريقة عميقة على القراءات الجيوسياسية. وقال quot;لا ندرك دائما بشكل صحيح تأثير هذه الحركات والطريقة التي يعملون بها والتوقعات التي يعبرون عنهاquot; مشيرا الى أنه لا تزال هناك شكوك حول كيفية التفاعل مع الحركات الوليدة في بعض الدول.

وأضاف انه مازال هناك تردد بين الحماس والقلق ازاء هذه الحركات فيما اعرب عن اعتقاده انها تحمل آمالا كبيرة وتشكل فرصة يجب ألا ندعها تمر اذا كنا نعتقد داخل أنفسنا بأن الحرية والديمقراطية ودولة القانون تمثل عوامل التقدم. وتابع quot;لكن في نفس الوقت نحدد جميع مصادر قلقنا والقوى المضادة التي يمكن أن تتطور وأي عملية ثورية تنطوي على مخاطرquot; الا أنه عاد ليؤكد انه مقتنع بأن الفرصة ستتفوق على المخاطر اذ حكم على المواقف بشكل صحيح.

كما أشاد جوبيه بالتونسي محمد بوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه ليشعل فتيل مظاهرات واحتجاجات حاشدة في تونس في ديسمبر الماضي. وكانت فرنسا تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب عدم تفاعلها بشكل سريع مع الحركة الجماهيرية ودعمها الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لفترة طويلة. وشهدت الندوة التي عقدت في معهد العالم العربي حضور عدد كبير من ممثلي وسائل الاعلام الفرنسية والعربية والدوائر الأكاديمية المرموقة في فرنسا والحكومة الفرنسية.

كما وجهت الدعوة أيضا الى نشطاء من تونس ومصر وعضو في المجلس الوطني الانتقالية المؤقت التي شكلته المعارضة في ليبيا لحضور أعمال الندوة.

من جهته قال رئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس أمام المشاركين في الندوة ان شعوب العالم العربي انتفضت دون قيادة أو توجيه لكنها كانت ارادة الشعوب من أجل التغيير. وقال ان العصر قد تغير الآن حيث لم يعد اليوم أي شخص ارتكاب مجزرة ضد الشعب في الخفاء مشددا على انه يتعين الآن البناء على ما أنجزته المظاهرات الحاشدة.

واضاف ان السؤال يبقى مطروحا حول كيفية تعزيز المساحة التي فتحتها هذه الثورات الآن. واتفق العديد من الأكاديميين المشاركين في الندوة لاسيما الأستاذ زكي العايدي الذي يحاضر في معهد الدراسات السياسية مع هذا التوجه.

وشدد على أن نجاح عملية الانتقال في تونس ومصر يمثل أمرا جوهريا وعاملا أساسيا على الاطلاق. وكانت التجربة الديمقراطية الكويتية حاضرة في الندوة حيث طرح اسم دولة الكويت باعتبارها نموذجا لبلد عربي أرسى دعائم الديمقراطية وصاغ دستور يرجع تاريخه الى حقبة الستينيات من القرن الماضي. ووضع مدير قناة العربية الاعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد دولة الكويت محل المقارنة في ظل غياب الديمقراطية في عدد من الدول الأخرى. وقال أمام المشاركين ان الكويت واحدة من الدول التي حاولت تثبيت دعائم الديمقراطية فهناك برلمان وانتخابات ديمقراطية في هذه الدولة . كما اشار الى ما تم تحقيقه من خلال حصول المرأة الكويتية على حقوقها الدستورية والسماح لها بالترشح والتصويت اسوة بالرجال.