سعيد الحمد

بيان جمعية الوفاق الصادر يوم الاحد يحرق اخر اوراق الجمعية امام الجمهور البحريني فهو بيان يناقض بشكل صارخ كل مواقفها السابقة خلال الاربعين يوما المظلمة والكئيبة التي مرت على البلاد وذاق مرارتها العباد بسبب الوفاق وتوابعها الست الذين عادوا بالبلاد الى المربع الاول وهدمو ما انجزناه وما حققناه خلال عشر سنوات من مسيرة الاصلاح التي دشنها وقادها جلالة الملك مؤازرا ومؤيدا من شعبه المتطلع الى البناء الاصلاحي والنهضوي.
جاء البيان الاخير وقد تبدلت فيه اللغة وتغيرت المفردة التي سادت وهيمنت خلال الاربعين يوما المظلمة وهو تبدل وتغير زاد الطين بلة باستخفافه بعقول المواطنين وبوجدانهم ومشاعرهم واحاسيسهم المجروحة من الوفاق نفسها. فهذا الالتفاف وخلع القمصان وتبديل اللهجة والدخول على نبط المرحلة الجديدة laquo;مرحلة ما بعد الدوارraquo; دون حتى اعتذار من شعب البحرين ناهيك عن الاعتذار من قيادته يستفز جميع المواطنين الشرفاء والمخلصين الذين ظلوا ينزفون خوفا وقلقا وهلعا وفزعا طوال اربعين يوما من عمر المحنة دون ان تراعي الوفاق ادنى مشاعرهم بل زادت الضغط عليها في شماتة سادية لا نظير لها ولامثيل.
نقول ان هذا الالتفاف وتبديل القمصان واصدار بيانات كمثل البيان الاخير لن ينفع ولن يداوي جراح المواطنين بل سيعمق منها كونه يتذاكى بقباء سياسي مغلف كالعادة بتقية سياسية سقطت اقنعتها في محنة الدوار ما يحتاج معه ترميم الموقف الشعبي من الوفاق وتوابعها الى عمليات جراحية كبيرة في تلتك الجمعيات تزيل الاورام الخبيِثة من جسدها وفي مقدمتها استقالة جميع قادة وزعماء تلك الجمعيات وفي المقدمة منها قادة الوفاق وزعماؤها واعتزالهم العمل السياسي نهائيا بعد الفشل الذريع والمأزق العميق الذي جروا البلاد وقادوها اليه برعوتهم ومغامراتهم السياسية الطائشة ورهانهم على مشروع الاغراب المستورد من هناك للنيل من الوطن.
ليس المطروح اليوم اختلاف وتباين رؤى حول مشروع برغبة في البرلمان يمكن ان يستحمل الصخب حوله هذا الشعب ولكن ما جرى كاد ان يدمر البلاد ويضيعها ويبيعها للاغراب وبالتالي لا يمكن معه وبعد ان جرى كل ما جرى ان يتقبل شعب البحرين بيانا يلتف على حقائق المحنة وتفاصيل الهول العظيم ويقول بخبث خبيث عفا الله عما سلف ولنبدأ ثانية.
قبل البداية الجديدة لابد من فهم جديد لواقع جديد فما قبل مرحلة الدوار ليس مشابها لمرحلة ما بعد الدوار. ومن يفهم الابجديات الاولى في السياسة يفهم هذه الحقيقة ويعمل وفق معادلاتها المجتمعيعة البالغة الدقة والحساسية.
فليس اسوأ وليس اردأ من ان تجرح وتطعن شعبا في خاصرته ووطنا في قلب قلبه ثم تتبرى مما جرى له حتى دون ان تطلب الصفح من شعبه والغفران من ربه لعل وعسى ان ينسى الشعب ويغفر الرب.
بيان الوفاق الاخير يخلط الاوراق بشكل مكشوف في عملية اعادة انتاج فاشلة لعلمية حرق المراحل التي سادت في محنة الدوار وكادت وكدنا معها ان نفقد الوطن مجانا وان تذهب البلاد رخيصة الى الاغراب.
وبالنتيجة وبالمنطق ستكون مثل هذه البيانات استفزازية للشعب كونه لا يحتاج معها الى لغة ضربني وبكى فهي لغة تستثير جراحه وتتحدى مشاعره ولا يمكن له الان وفي هذه اللحظة ان يستحملها او يتقبلها بل سترفع من ردة فعله وفعله تجاهها وتجاه الجمعية التي اصدرتها في تكتيك سياسي تبلدت مشاعره فلم يراع مشاعر الشعب حين لم يعتذر منهم او يعترف بخطأ تجاوز الخطأ الى الخطيئة بحق الوطن.
هذا التخبط السياسي متوقع وربما تصاعد واستمر طالما ان قيادات وزعامات الجمعيات السبع اصرت على التمسك بمناصبها وكراسيها ولم تقدم استقالاتها في خطوة اعتراف بالفشل الذريع.