سركيس نعوم

لم يعلق المسؤول الرفيع جداً في أكبر تجمع للجمعيات اليهودية الاميركية على جوابي عن تساؤلاته اللبنانية، بل انتقل الى مصر قائلاً: quot;الجيش المصري وقيادته معنا. لكنها لا تعرف اذا كان هناك تغلغل اسلامي اصولي للفئات المتوسطة الرتب فيه أو لعناصره. كما انها لا تعرف حجم التغلغل في حال وجوده. على كلٍّ التعاون والتنسيق بينها وبين واشنطن مستمر. الدكتور محمد البرادعي غير مؤهل لقيادة مصر. جعل نفسه واجهة لـquot;الاخوان المسلمينquot;. انه في رأيي عميل ايراني لن يقبله المصريون رئيساً لهمquot;. علّقت: هناك عمرو موسى الامين العام الحالي لجامعة الدول العربية. انه جزء من النظام السابق. لكن رغم ذلك له شعبيته الواسعة. بين موسى والبرادعي من تفضل؟ ربما يكون موسى افضل رغم quot;الانتهازيةquot; التي يتهمه بها البعض. أجاب: quot;ربما عمرو موسى افضل. لكن لا بد من ثالث. المرحلة خطيرة، لا بد من التحوّط. quot;حماسquot; تتحرك في غزة في حرية وفي سيناء تتحرك quot;القاعدةquot; في حرية. أُحرقت مؤسسات مصر كلها في سيناء. وهناك كلام على اقامة منطقة لـquot;القاعدةquot; هناك. لا بد من العمل في سرعة تداركاً لأخطار ذلك. الادارة الاميركية غير صالحة نهائياً، باستثناء اوباما. السعودية رفضت زيارة اقترحت هيلاري كلينتون ان تقوم بها لها. رفض بشار الاسد ان يتحدث مع هيلاري على الهاتف. قال انها وزيرة خارجية فلتحكِ مع وزير خارجيتنا وليد المعلم. شباب الثورة في مصر (قادتها) رفض معظمهم الاجتماع بها عندما زارت القاهرة. ماذا عن السعودية والبحرين؟quot; سأل. أجبت: اخطأت السعودية بإرسال جيشها الى البحرين. قد يدفع ذلك ايران الى محاولة زعزعة استقرارها الداخلي. علّق: quot;انا لا اعتبر ذلك خطأً. السعودية فعلت ذلك كي لا تقلب ايران الاوضاع في البحرين وكي لا ينتقل تالياً التغيير لمصلحة ايران الى دول خليجية اخرى. الكويت على الطريق. هناك شبكة واسعة اقامتها ايران في البحرين وهي تستعملها بجدارة. وهي كانت اخذت سوريا والعراق وغزة وتحاول اخذ الخليج انطلاقاً من البحرينquot;. علّقت: كان على السعودية ان تضغط على ملك البحرين للتجاوب مع مطالب الاصلاحيين او بعضها. 70 في المئة أو 60 أو 65 من مواطني البحرين شيعة عرب. لماذا تحولهم السعودية ومعها ملك البحرين شيعة ايرانيين هم الذين افتخروا دائماً بعروبتهم وتمسكوا بالبحرين الدولة العربية المستقلة؟ أجاب: quot;لا تنسَ ان البحرين كانت المقاطعة الثالثة عشرة في ايرانquot;. بعد ذلك تناول الحديث مع المسؤول الرفيع جداً نفسه في اكبر تجمع للجمعيات اليهودية الاميركية الاوضاع في السعودية، من جهة صحة الامراء الكبار قادة الدولة وخلافاتهم واصطفافاتهم الداخلية، وخصوصاً في ضوء عودة الامير بندر بن سلطان الى دائرة العمل الفاعل في المملكة، وكذلك من جهة اسباب الخلاف الاخير بينها وبين سوريا. وهنا اشار الى سوريا مجدداً وعلاقاتها مع فرنسا فقال: quot;انها لم تعطِ فرنسا شيئاً فعلياً، وان فرنسا خرجت كما يقول المصريون من المولد بلا حمص بعدما فتحت ابوابها ثم ابواب اوروبا للنظام السوري والرئيس بشار الاسد. ولا يبدو ان العلاقة بين باريس ودمشق جيدة حالياًquot;. ثم سأل: quot;ما رأيك في حكومة ميقاتي، أو بالأحرى في الحكومة التي يُفترض ان يؤلفها؟quot;. أجبت: انه صديق سوريا وهي اختارته رئيساً مكلفاً. اراد ان تؤيده جهات محلية واقليمية ودولية اخرى غير سوريا على تناقضها في ما بينها ومع سوريا. الأخيرة لم تكن مستعجلة، خلافاً لموقفها الآن، وهو اضاع الوقت وقدم على الارجح التزامات متنوعة وربما متناقضة لا يمكن الوفاء بها. 8 آذار صار مزعوجاً منه وربما quot;شاكّاًquot; فيه، و14 آذار يريد ان يحبطه. سوريا صارت لها مشكلات داخلية. ربما لم يعد لها متسع من الوقت كثيراً له. لكن حلفاءها اللبنانيين لا يحبذون استمرار الحال الراهنة لأن حكومة سعد الحريري ستعود الى العمل وان مستقيلة في حال طرأت ظروف قاهرة. سأل: quot;ماذا عن وليد جنبلاط؟quot;. اجبت: اتخذ الموقف الذي حفظه وحمى طائفته، ولن يغير، على الاقل الآن. سأل: quot;هل انت متأكد من ذلك؟quot; اجبت: نعم. الا اذا وجد باعجوبة ان quot;حزب اللهquot; وسوريا وايران لم تعد موجودة او تلقت خسارة فادحة او هزيمة. quot;ماذا عن مستقبل المسيحيين؟quot; سأل اخيراً. أجبت باسهاب وكان جوابي متشائماً في رأي الكثيرين وواقعياً في رأيي.
ماذا في جعبة باحث يهودي اميركي مرموق يعمل من زمان لإقامة دولة فلسطينية جدِّية ويدعو بلاده الى حوار مع quot;حماسquot;؟