تل أبيب
أصداء مقتل بن لادن في عملية سرية في باكستان، واتهامات بالنفاق لأعضاء عرب في الكنيسيت، والذكرى الثالثة والستين لقيام إسرائيل... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية.
دروس لتل أبيب
تحت عنوان quot;دروس بن لادن لإسرائيلquot;، نشرت quot;يديعوت أحرنوتquot; مقال رأي لـquot;رافي إسرائيليquot;، أستاذ الإسلام والشرق الأوسط في الجامعة العربية بالقدس، دعا فيه إلى استخلاص الدروس والعبر من عملية قتل زعيم quot;القاعدةquot; الأسبوع الماضي على أيدي وحدة من قوات العمليات الخاصة الأميركية بمنزل في مدينة quot;أبوت آبادquot; الباكستانية. وفي هذا الإطار، قال الكاتب إن إسرائيل تستطيع استخلاص عدة دروس في هذه الحادثة، ومن ذلك أنه من أجل قتل زعماء العدو من دون أن يقول العالم شيئاً، ينبغي أن يكون البلد الذي يقدم على ذلك قوة عظمى، مذكراً بأن إسرائيل لاقت التنديدات عندما اغتالت الزعيم الروحي لحماس أحمد ياسين ودمرت المفاعل النووي العراقي، ولاقت التحذيرات من مغبة اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وبالمقابل، يتابع كاتب المقال، قام الأميركيون باغتيال بن لادن، وحاولوا قتل هتلر، وتعقبوا صدام ثم قضوا عليه؛ ومع ذلك لم ينبس أحد ببنت شفة، مضيفاً إنه مقابل كل عملية اغتيال نفذتها إسرائيل، قوبل الإسرائيليون بكم هائل من التنديدات والاحتجاجات، في حين أن العمليات quot;الجراحيةquot; الأميركية في اليمن وأفغانستان وباكستان وليبيا والعراق تقابل بالصمت. وأضاف يقول: في كل مرة يؤذي فيها الإسرائيليون مدنيين عن غير قصد، فإن العالم يثور ويحتج؛ ولكن عندما يحدث ذلك في ليبيا أو العراق أو صربيا أو كوسوفو، فلا أحد يرفع صوته للاحتجاج. أما الدرس الآخر، يتابع إسرائيلي، فيتمثل في ضرورة أن يتجرأ الإسرائيليون، عندما يُتهمون ويُقذفون ويُشهر بهم، على الشكوى، ويقارنوا صراحة الأفعال التي يأتون بها بأفعال بلدان أخرى تحارب quot;الإرهابquot;، ويطلقوا نقاشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومجلس حقوق الإنسان، حتى وإن لم يحققوا النجاح بشكل فوري.
عرب الكنيسيت
حول ما وصفته بـquot;نفاق أعضاء الكنيسيت العربquot;، أفردت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; افتتاحية عددها ليوم الجمعة للتعليق على ما سمته quot;نفاقquot; أعضاء الكنيسيت العرب، مشيرة في هذا الإطار إلى أن ثلاثة نواب عرب شاركوا الأسبوع الماضي في حفل المصالحة بين quot;فتحquot; وquot;حماسquot; بالقاهرة، ومعتبرة أن حقيقة أن quot;حماسquot; تستبعد بشدة أي تفاوض مع إسرائيل أو اعتراف بها يبدو أنها لا تضعف حماس البرلمانيين quot;الذين يتلقون رواتبهم من الدولة التي تتعهد حماس بتدميرهاquot;. لقاء شكل مناسبة بالخصوص لنتنياهو الذي ناشد الرئيس الفلسطيني عدم التخلي عن طريق السلام عبر الانحياز إلى quot;منظمة إرهابيةquot; ترفض حق إسرائيل في الوجود. وتزعم الصحيفة أن استفزازات النواب العرب في الكنيسيت باتت روتينية، إذ يبدو منذ وقت طويل أن الممثلين المنتخبين للقطاع العربي الإسرائيلي يتنافسون مع بعضهم بعضاً على الفوز بلقب أكبر منتقد لليهود، مشيرة في هذا الإطار إلى مشاركة النائبة العربية في الكنيسيت quot;حنين زعبيquot; في أسطول مرمرة الزرقاء الذي كان متوجها إلى غزة العام الماضي.
الصحيفة ترى أن النواب الذين تتنافس معهم زعبي في السباق على quot;أكثر خطاب معاداة لإسرائيلquot; لم يعاقَبوا عن عشرات الرحلات التي قاموا بها إلى عواصم بلدان عدوة، حيث تحاوروا مع أشخاص معروفين بعدائهم لإسرائيل، وألقوا خطابات نارية معادية للإسرائيل، مضيفة أن ذلك يدفع الإسرائيليين للتساؤل ما إن كان quot;تسامحهمquot; يشجع البعض على الصفاقة والإتيان بأفعال شائنة ويساهم في تطرف وتشدد القطاع العربي الإسرائيلي. واعتبرت أن ذلك الازدراء تجاه إسرائيل أخذ تدريجياً يتحول إلى موضوع انتخابي جالب للأصوات على نحو متزايد في الشارع العربي؛ وهو ما يشجع المرشحين على السعي للتفوق على بعضهم بعضاً في التعبير عن مثل هذا الازدراء، محذرة من أن هذه الدائرة المفرغة خطيرة لإسرائيل والعرب الإسرائيليين على حد سواء.
تجنب الواقع
quot;إسرائيل بلد يتجنب الواقعquot;... هذا ما طرحته صحيفة quot;هآرتسquot; في افتتاحية عددها ليوم الاثنين الماضين لتأمل أحوال إسرائيل اليوم بمناسبة حلول الذكرى الثالثة والستين لقيامها. وفي هذا السياق، قالت إن إسرائيل تبدو أكثر من أي وقت مضى مثل quot;الفيلا وسط الغابةquot;، ذلك أنها تتمتع بحكم مستقر، وديمقراطية قوية، وقوة اقتصادية، وهدوء نسبي على الجبهة الأمنية، مثلما تقول، في حين أن الأرض في المنطقة التي من حولها تهتز تحت جيران إسرائيل والأوضاع الجيوسياسية أخذت تتغير، حيث تسقط أنظمة ولا يتوانى بعض الزعماء في قتل مواطنيهم.
الصحيفة تقول إن إسرائيل لا تعيش على كوكب مختلف عن ذاك الذي يعيش فيه جيرانها، وإنها لا يمكنها أن تعزل نفسها عن العواصف التي تستعر في الشرق الأوسط، أو عن روح المرحلة، أو عن عزلتها المتزايدة. ولكن تلك ليست الطريقة التي تفكر بها الحكومة الإسرائيلية على ما يبدو، تتابع الصحيفة. فحال إسرائيل اليوم في الذكرى الثالثة والستين لقيامها، بقيادة رئيس وزراء يقوم على نحو غريزي بتجنب أي مبادرة أو تغيير، ويزرع الخوف ويحبط أي آفاق إيجابية، ويميل إلى نفي وجود شريك لحوار دبلوماسي. إسرائيل اليوم تبدو اليوم بلداً منغلقاً ومتقوقعاً يشله الخوف، ويقوم بقمع ما يراه من النافذة، تقول الصحيفة، التي تعتبر أن مبادرات إسرائيل تعكس احتضانها القوي لكل وضع قائم، حيث تندد بأي تغيير، وتشتكي للعالم، وتخيف مواطنيها من الأخطار المحدقة في الغابة وquot;الحرب التاليةquot; التي لا مفر منها.
quot;بارنبويم ليس رجل سلامquot;
صحيفة quot;يديعوت أحروتquot; نشرت ضمن عددها ليوم الجمعة الماضي مقال رأي لجوليو موتي كال فيه سيلاً من الانتقادات والاتهامات لقائد الأوركسترا وناشط السلام الأرجنتيني الإسرئيلي دانيال بارنبويم الذي أحيا مؤخراً حفلاً موسيقياً في قطاع غزة تم خلاله عزف معزوفات موسيقية مشهورة لبيتهوفن وموزارت. ولكن الكاتب لا ينظر إلى هذا الحفل بعين الرضا إذ يقول: quot;إن المايسترو وعازف البيانو الإسرائيلي تخطى خطاً أحمر بعمل غير أخلاقيquot;. وفي هذا السياق، قال quot;موتيquot; إن أداء بارنبويم لقطع موسيقية لفنانين عالميين مشهورين لا يمكن أن يكون ذريعة لـquot;عدم مسؤوليتهquot;، مشيراً في هذا الصدد إلى أن بارنبويم رفض المشاركة في احتفالات الذكرى الستين لقيام إسرائيل، في حين قام بتوقيع كتاب ألفه مع الكاتب والناقد الفلسطيني الأميركي الراحل إدوارد سعيد؛ كما رفض أن تحاوره صحفية من إذاعة الجيش الإسرائيلي فقط لأنها كانت ترتدي بذلة عسكرية للجيش الإسرائيلي. وفي 2008، حصل بارنبويم على جواز سفر فلسطيني اعترافاً بجهود السلام التي يقوم بها، وهي خطوة وافقت عليها حكومة الوحدة الوطنية السابقة بقيادة حماس، كما يقول الكاتب.
إعداد: محمد وقيف
التعليقات