سليمان صالح


عوفاديا يوسف..هل تعرفون هذا الاسم؟! إنه أشد حاخامات اليهود تطرفاً، وهو الزعيم الروحي لحركة شاس الدينية. وهو يدعو إلى إبادة العرب.
عوفاديا هذا يوجه اليهود في عظته الأسبوعية إلى أن يصبوا غضبهم على العرب استناداً إلى نص في التوراة، ويبدأ خطابه دائما بالدعاء أن ينتقم من العرب ويبيد ذريتهم ويسحقهم ويمحوهم من على وجه الأرض.
كما يوصي اليهود بعدم استخدام الرحمة مع أي عربي، ويطالب الجيش الإسرائيلي بقصف العرب بالصواريخ بهدف إبادتهم.
وهكذا خرج عوفاديا من نطاق الدعاء إلى توجيه الجيش لارتكاب المذابح ضد العرب من دون رحمة.
هذا الكلام يجب أن نأخذه على محمل الجد فعوفاديا يوسف يتمتع بشعبية جارفة بين يهود العالم خاصة اليهود الشرقيين الذين يدعوهم إلى الانضمام للجيش لكي يقوموا بإبادة العرب.
وهذا الحاخام الذي ولد في العراق عام 1920 يعتبره اليهود أهم مرجع ديني، ويتبعون فتاواه بلا نقاش فهو الحاخام الأكبر وأهم شخصية دينية يهودية.
ومن أشهر العبارات التي نقلتها وسائل الإعلام عن هذا الحاخام قوله: إنه يجب على الرب أن يصيب الفلسطينيين بطاعون يقصيهم من على ظهر الأرض.
ورغم تأييده لإجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنه ألقى خطاباً قبل محادثات أجريت في واشنطون بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي دعا فيه على أبي مازن والفلسطينيين بالفناء والوباء.
فهو يريد السلام مع الفلسطينيين، ولكن بشروط أهمها عدم الاقتراب من قضية القدس وعدم عودة اللاجئين، وبقاء المستوطنات الإسرائيلية. وهو يصف العرب بأنهم صراصير، ويبرر قتل اليهودي للمسلم مستنداً إلى نصوص دينية تؤكد أن قتل المسلم مثل قتل الثعبان أو الدودة، ويأمر اليهود بتنفيذ ما جاء في التلمود: إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل النساء إماء والرجال عبيداً لك أو اقتلهم مع أطفالهم.
وهو لا يكف عن الهجوم على المسلمين ووصفهم بأقبح الصفات، والهجوم على الإسلام، كما أنه يعتبر أهم دعاة العنصرية في العصر الحديث، ففي حوار أجرته معه جريده إسرائيلية قال: إن الرب خلق الأغيار لخدمة اليهود، وأنه خلق الأغيار فقط من أجل هذا الهدف، ولذلك فإن على اليهود أن يستريحوا وأن يقوم الأغيار بخدمتهم.
والأغيار هو مصطلح تلمودي يشير إلى كل من هم غير اليهود.
ولكي لا أصدم مشاعر إخواني المسلمين كما صدمت فلن أنقل مقولاته المشبعة بالكراهية والحقد ضد الإسلام.
لكنني أحدثكم عن هذا الحاخام لأنه يقوم الآن بحملة عالمية لإطلاق سراح الرئيس حسني مبارك.. تصوروا!!، وقال إنه سيطلب من شيخ الأزهر أن يصدر فتوى تبيح العفو عن مبارك لأنه صديق وفي ظل يدافع عن أمن إسرائيل لمدة ثلاثين عاماً!
ما رأيكم أيها السادة. هل بدأ الدم يغلى في عروقكم؟!! حسناً.. للأسف تلك هي الحقيقة، فمبارك كما وصفه قادة إسرائيل كان الكنز الاستراتيجي لإسرائيل، وظل يدافع عن أمنها 30 عاما.
ومبارك أيها السادة كان صديقاً شخصياً لعوفاديا يوسف، الذي يصلي الآن من أجل أن ينقذ الرب صديقه، كما صلى من قبل طويلاِ عندما كان مبارك يعالج في ألمانيا. وفي الوقت الذي يصلي فيه من أجل إنقاذ مبارك لا يكف عن الدعاء على من يكرهون إسرائيل وهم العرب بالإبادة والطاعون، وهو يطالب الجيش الإسرائيلي بتدميرهم بالصواريخ.
وتشير المعلومات التي نقلتها وسائل إعلامية أهمها جريدة الوفد أن نتنياهو قد كلف عوفاديا يوسف الذي ربطته صداقة طويلة وعميقة مع حسني مبارك بأن يشن حملة دينية للإفراج عنه في الوقت الذي أعلن فيه بن أليعازر أن الإسرائيليين يشعرون بالحزن والألم وهم يشاهدون مبارك ينهار أمام المظاهرات.
على أية حال نحن نشعر بالسعادة كلما شعر الإسرائيليون بالحزن على كنزهم الاستراتيجي، وستكون أهم نتائج ثوراتنا العربية أن أهم شروط تولي الرئاسة كراهية إسرائيل للرئيس القادم، وأن كنوز إسرائيل الاستراتيجية قد انتهت إلى الأبد.