سركيس نعوم

عن انتخابات الرئاسة المصرية والمرشحين فيها تحدّث المسؤول المخضرم نفسه الخبير في الشرق الادنى داخل quot;الادارةquot; الاميركية المهمة اياها، قال: quot;الدكتور محمد البرادعي لا يصلح للرئاسة. فهو إما مُستشرق او مُستمصِر. الحديث يتردد اكثر عن احتمال وصول عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية الى الرئاسة. انه سيئ وجزء من النظام القديم. لكن له شعبيته عند المصريين. ومرد ذلك الى سببين. الأول، ان مبارك الرئيس اقصاه عن وزارة الخارجية وارسله الى quot;الجامعةquot; المشار اليها بقصد التخلص منه منافساً محتملاً له. اما الثاني، فهو حصوله على شعبية في الشارع بعد اغنية quot;شعبان عبدالرحيم quot;شعبولا quot; quot;بحبّ عمرو موسى وبكره اسرائيلquot;. لنعد الى مصر ورئيسها المخلوع مبارك. هذا الاخير لم يكن قرّر حتى تاريخ إرغامه على التنحّي ترشيح ابنة جمال لرئاسة الجمهورية. ولا مرة، وفق معلوماتنا، قرّر مبارك ان جمال سيخلفه. سوزان زوجته ارادت ذلك وضغطت عليه، لكنه لم يتجاوب. كل ما فعله في هذا الخصوص انه قال لابنه: اذهب الى الحزب (الوطني الديموقراطي) وشوف. ذهب ولم ينجح في الحزب. يعني ذلك انه اقصاه. ويعني ذلك ايضاً انه (اي مبارك) أُقصي لسبب لم يكن صحيحاًquot;. علّقت: حسناً لكن مبارك كان يفكّر على ما تردد كثيراً في ترشيح نفسه لولاية رئاسية سادسة. لم يُعلِّق. لكنه ختم بحديث عن اليمن اشار في بعضه الى quot;احتمال وقوع حرب اهلية متنوعة في اليمن: جنوب وشمال وقبائل وquot;قاعدةquot; وحوثيون وسنّة وشيعةquot;. ووصف فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالمتغطرس والفوقي الذي يتعاطى مع الجميع من فوق بمن فيهم اقرباؤه الذين عيّنهم والذين يخافهم الناسquot;.
ماذا في جعبة مسؤول رفيع جداً في quot;الادارةquot; المهمة الاميركية نفسها يتعاطى مباشرة مع قضايا الشرق الاوسط؟ سألته بداية عن سوريا وكانت التظاهرات الشعبية فيها بدأت، وتحديداً عن اسباب استبعاد قسم كبير من الذين قابلتُهم في واشنطن وخارجها ان تشهد هذه الدولة ما شهدته مصر وقبلها تونس من ثورة وتغيير. اجاب: quot;صحيح. ان التكهّن في هذا الموضوع امر صعب جداً. وصحيح ان السلطات السورية المتنوعة quot;كامشةquot; اي ممسكة بـquot;الارضquot;. وصحيح ان ما جرى في حماه عام 1982 لا يزال في الذاكرة. لكن هذه الذكرى صارت بعيدة. ولا يعرف احد اذا كان تكرارها ممكناً في الظروف الراهنة، وخصوصاً اذا استغرق ذلك وقتاً، وبعدما اتجه المجتمع الدولي إلى ضرب الزعيم الليبي معمر القذافي بسبب العنف الشديد الذي يمارسه مع شعبه. فضلاً عن ان بشار الاسد، وعلى رغم مهاراته وخبرته التي تنامت، ليس والده حافظ الاسد. ما حصل في درعا السنّية كان مفاجئاً للجميع. وهي كما يعرف الجميع على الحدود الجنوبية مع الاردن. كنا كلنا نتساءل او نخشى ربما إذا كان سيحصل شيء ما في المناطق الشمالية حيث يوجد أكراد. يجب ان ننتظر لنرى ماذا سيحصل. اعتقد ان الرئيس الاسد سيستعمل اسلوبين في وقت واحد لمعالجة هذا الموضوع الامني ndash; الاجتماعي ndash; الديموقراطي ndash; الاقتصادي المتفاقم. الاسلوب الاول، هو القيام باصلاحات قد تكون جزئية او غير جذرية وخصوصاً على صعيد الاقتصاد وغلاء السلع وعلى صعد اخرى. اما الاسلوب الثاني، فهو استعمال القمع والملاحقة بواسطة الاجهزة الامنية المتنوعة، ولكن بطريقة تحقق الاهداف المطلوبة من دون ان تدفع المجتمع الدولي الى الغضب وتالياً الى اتخاذ موقف سلبي من سوريا ونظامها. هذا الاسلوب المزدوج قد يمكّن الاسد الابن من الخروج من مأزقه الحالي، لكن ذلك على المدى المتوسط فقط، اذا نجح، وليس البعيد. في النهاية عليه ان يختارquot;.
هل استطعتم اقامة حوار مع سوريا منذ وصول سفيركم الجديد روبرت فورد الى دمشق؟ اجاب: quot;لا استطيع القول ان الحوار كامل وشامل. حقّق السفير بعض الامور، والاتصالات مستمرة. لكن quot;الاختراقquot; لم يحصل بعدquot;. علّقتُ: كثيرون منكم يعتقدون ان سوريا الآن اضعف منها في السابق وخصوصاً حيال ايران الاقوى منها. ولا ادري اذا كان في استطاعة سوريا تخطّيها. اجاب: quot;هذا امر يمكن ان تجرِّبه ايران مع سوريا في لبنان حيث لها اليد الطولىquot;. سألتُ: هل تعتقد ان التقدم في سوريا بمطالب صعبة قبل التخلي عن التحالف مع ايران معقول؟ اجاب: quot;لا اعتقد ذلك ولا تستطيع ان تفعل ذلك. لكن بالحوار اذا مشت فيه سوريا يمكن التوصّل الى تفاهم متدرِّج حول الكثير من الامور. وفي النهاية على سوريا ان تختار في اي طريق تمشيquot;.
سألتُ: هل تعتقد ان ما يجري في سوريا الآن وفي البحرين يؤثر في لبنان؟ بماذا اجاب؟