اسرائيل اليوم
قبل نحو شهر انتشرت شائعة جديدة في واشنطن بان اسرائيل لا تريد أن ترى الاسد يسقط. منتقدو اسرائيل ادعوا حتى بان السبب الذي لا يجعل ادارة اوباما تضغط على سورية بذات الشكل الذي تضغط فيه على ليبيا هو اسرائيل.
عمليا، اسرائيل كانت حذرة على نحو خاص في الا تعرب عن الرأي بالنسبة للثورة في سورية كون هذه موضوعاً داخلياً. من الجهة الاخرى فان اكاديميين وموظفين اسرائيليين سابقين تحدثوا في مقابلات صحافية عديدة كمواطنين خاصين في وسائل الاعلام العالمية، وكان نهجهم المركزي هو أن من الافضل لاسرائيل ان تعمل مع 'الشيطان المعروف' من أن تعمل مع شيطان مستقبلي غير معروف.
تفسير آخر اعطي للسياسة الاسرائيلية هو انها تحاكي سياسة الغرب. مقال في صحيفة 'هآرتس' في 10 حزيران ( يونيو) عدد الاسباب المركزية في أن الغرب لا يزال يفضل بشار الاسد، رغم المذبحة بحق المواطنين: 'سورية تعتبر دولة قادرة على كبح حزب الله، تحديد قدر التدخل الايراني في لبنان، ومساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى الامل في أن يوافق الاسد على تطبيق اصلاحات ذات مغزى، دون أن يضطر الى الرحيل عن منصبه'. وحسب ذاك المقال: 'اسرائيل غير مخولة لان تتخذ سياسة مغايرة للسياسة التي تتخذها الان الدول الغربية'.
ما هي المصلحة الاسرائيلية بالنسبة لما يجري في سورية؟ محظور أن نخطىء بالنسبة لنظام الاسد. فقد كان بشكل ثابت عدوا لاسرائيل. الاسد امسك به متلبسا بتطوير سلاح نووي هدفه الوحيد تهديد اسرائيل. ترسانة السلاح السورية تضم مئات صواريخ سكاد، التي الكثير منها مزود برؤوس متفجرة كيماوية. الاسد هو حليف استراتيجي لايران دعم ووفر ملجأ لحزب الله وحماس. معظم صواريخ حماس انتجت في سورية.
اولئك الذين يفضلون أن يروا الاسد باقيا يشيرون الى أنه لم يفتح جبهة في الجولان لانه فهم قدرة الردع الاسرائيلية. وهم يخشون من أن يكون خلفاؤه، ولا سيما اذا كانوا جاؤوا من الجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يفهموا قوانين الردع بذات الشكل.
ولكن رغم هذه الادعاءات، من المهم أن نرى كيف أن سقوط نظام الاسد سيغير المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط. ايران ستفقد الحليف الاقليمي المركزي لها في العالم العربي. معظم تزويد السلاح لحزب الله يأتي بطائرات نقل ايرانية تهبط في مطار دمشق. ومن هناك ينقل السلاح في شاحنات الى لبنان. خط التوريد هذا سيقطع وحزب الله سيضعف وسيعزل على نحو كبير. بينما بعد حرب لبنان الثانية اعجب معظم السوريين بحزب الله على موقفه حيال اسرائيل، فانه اذا ما سقط الاسد فمن المتوقع بالذات موجة قوية من الغضب ضد ايران وحزب الله في اوساط السوريين. السبب في ذلك هو مشاركة هؤلاء في قمع الاسد ضد شعبه. عمليا، الامر سيضعف كل جريرات ايران. في المدى القصير يوجد خطر في أن يحشر الاسد في الزاوية ويحاول تصعيد النزاع كسبيل أخير للفرار. على اسرائيل أن ترقب بسبعة عيون وأن تقدر اذا كان السوريون يخططون لتسخين الحدود الشمالية.
لا خلاف في أنه حذار على اسرائيل أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، ولكنها لا يمكنها أيضا ان تتجاهل سفك الدماء. لا ينبغي لاسرائيل أن تعلن أنها تتوقع انهيار نظام الاسد ولكن من المهم ان يعرفوا في الغرب بان ليس لاسرائيل مصلحة بوجود النظام الحالي. اذا رغبت اسرائيل ذات يوم في ان تدير علاقات مع الشعب السوري، فانه سيتعين عليها أن توضح لهم ايضا بانها لم تكن السبب في أن الاسد بقي في الحكم لزمن كثير جدا في النظام الحالي.
التعليقات