أنقرة: أكدت مصادر تركية واسعة الاطلاع أن laquo;نقلة نوعيةraquo; في الأداء التركي حيال الأزمة السورية سوف تظهر تباشيرها مع انتهاء الانتخابات التركية وتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما تبددت آمال القيادة التركية في laquo;تغيير فعليraquo; في المقاربة السورية لملف الاحتجاجات والإصرار على ما سمته المصادر استخدام laquo;القمع بديلاً من الحوارraquo;.

وقالت المصادر لصحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; لقد laquo;أعطيناه (الرئيس السوري بشار الأسد) كتيبًا كبيرًا يتضمن كل خبرتنا في مجال تأسيس الأحزاب والجمعيات وحل القضايا بالحوار، وكان رحّب الصدر دائمًا، لكننا لم نجد ترجمة فعلية لهذه الإيجابيةraquo;.

وأوضحت المصادر أنه من المفترض بالأسد أن laquo;يضحّي بأقرب الناس إليه من أجل المصلحة العامةraquo;، مكررة أسماء، مثل اسم شقيق الرئيس الأسد ماهر، ورجل الأعمال رامي مخلوف، وغيرهما، مشيرة في المقابل إلى وجود أسماء laquo;مقبولة من الناس يمكن استمرارها مثل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وبعض القيادات العسكرية السورية التي لم تتلوث بالقمعraquo;، على حد تعبير المصادر.

وسيطر الجيش السوري سيطرة تامة على مدينة جسر الشغور في شمال غرب البلاد، حيث يشنّ عملية واسعة النطاق منذ الجمعة ضد quot;تنظيمات ارهابية مسلحةquot;، كما اعلنت وسائل الاعلام السورية الرسمية مساء الاحد.

وقالت وكالة الانباء السورية quot;ساناquot; ان quot;وحدات من الجيش العربي السوري سيطرت على مدينة جسر الشغور بالكامل وتلاحق فلول التنظيمات الارهابية المسلحة في الاحراج والجبال المحيطة بهاquot;. واضافت سانا ان quot;وحدات من الجيش دخلت مدينة جسر الشغور، وقامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحةquot;.

واوضحت انه بعد استعادة السيطرة على المدينة quot;تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات المسلحة بحق عناصر المركز الامني في جسر الشغور (...) كما ارتكبت التنظيمات المسلحة فظائع بجثث الشهداء التي تم إخراجها من المقبرة الجماعيةquot;.

وبحسب دمشق، فإن 120 شرطيًا قتلوا في السادس من حزيران/يونيو في هجمات شنّتها quot;مجموعات مسلحةquot; على قوات الامن بينهم 82 عنصر امنيا قتلوا في مقر الامن العسكري. غير ان معارضين وشهودا نفوا الرواية الرسمية، واكدوا ان افراد الامن قضوا اثناء تمرد.

واكدت سانا انه quot;تم إخراج عشر جثث من المقبرة الجماعية، معظمهم مقطوعو الرؤوس والاطراف بالسواطير، وعليهم آثار اطلاق نار في اماكن عدة على الجثثquot;. وكان التلفزيون الرسمي اورد بداية هذه الانباء.

وبحسب الوكالة فقد quot;اعترف احد اعضاء التنظيمات الارهابية المسلحة بارتكاب المجازر، وبتنفيذ المقابر الجماعية بحق قوى الشرطة والامن في جسر الشغورquot;. واكدت سانا ان اهالي قرية الكسير في جسر الشغور استقبلوا الجيش quot;بالورود والارزquot; ونفوا تعرض الجيش لهم.

ومدينة جسر الشغور التي تعد 50 الف نسمة، شبه خالية منذ اسبوع، بسبب معارك دارت فيها. ويتحدث النظام عن مواجهات مع quot;تنظيمات مسلحةquot;، في حين يتحدث شهود عن تمرد، وعن تمشيط منهجي ودام من قبل السلطات.

وفي وقت سابق ذكر التلفزيون الرسمي ان الجيش دخل الاحد جسر الشغور لكي quot;يطرد منها المجموعات المسلحةquot;، مضيفًا ان صدامات عنيفة وقعت بين قوات الجيش وعناصر من المجموعات المسلحة المتحصنين في محيط المدينة وداخلها.

من جهتها اكدت وكالة سانا ان وحدات الجيش دخلت مدينة ادلب (330 كلم شمال دمشق)، مركز محافظة ادلب، حيث تقع مدينة جسر الشغور، quot;بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقاتquot;.

واضافت سانا ان quot;اشتباكات شديدة دارت بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلهاquot;، مشيرة الى ان المعارك انتهت بمقتل quot;اثنين من عناصر التنظيمات المسلحةquot; وquot;استشهاد جندي واصابة اربعة اخرين من وحدات الجيشquot;. وتم بحسب الوكالة السورية القاء القبض على quot;أعداد كثيرةquot; من المسلحين الذي quot;ضبطت اسلحة رشاشة بحوزتهمquot;.