القدس
في ضوء استمرار العنف الذي يمارسه نظام الاسد على مواطني سورية، تتساءل وسائل الاعلام العربية في الاونة الاخيرة كيف حصل أن الحكام العرب يغضون النظر ويسكتون عما يرتكب بحق الابرياء من ظلم، في الوقت الذي تحاول فيه الدول الاوروبية والولايات المتحدة حث عقوبات ضد نظام بشار الاسد.
ضعف الجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية انكشف بعد ان كان كل ما فعلوه ردا على القمع العنيف هو الاعراب عن 'القلق'.
في حالة ليبيا، هذه المنظمات انضمت الى قرار مجلس الامن لاستخدام القوة العسكرية الاجنبية، ولكن الخوف من أن يصمد حكم الاسد في نهاية المطاف يدفعهم الى الحذر في حالة سورية.
بالمقابل، فان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي تقرب جدا من الاسد في السنوات الاخيرة، حظي بثناء شديد بعد أن اجتاز الخط الذي توقفت عنده باقي الدول العربية، واتخذ موقفا فاعلا حيال ما يجري لدى جارته من الجنوب.
واقترح على الاسد سبلا مختلفة لاحداث اصلاحات في سورية لغرض مراعاة ارادة الشعب سواء على مستوى حزب السلطة أو على مستوى مؤسسات الدولة. بعد أن انتصرت الانتخابات في تركيا شدد اردوغان الضغط كي يضع حدا لافعال الاسد.
اردوغان لم يتردد في مهاجمة شقيق بشار، ماهر، على العنف الذي انتهجه ضد المواطنين، كما أن تركيا هرعت لمساعدة الاف اللاجئين ونشرت لهم الخيام على حدودها مع شمالي سورية. الاردن، بالمقابل، أغلق حدوده مع درعا السورية حتى اعادة الهدوء الى حالته لدى جارته، هذا ما جاء في بيان رسمي نشرته المملكة الهاشمية.
لا يوجد أي دين في العالم يمكنه أن يسكت على الفظائع التي ترتكبها الانظمة المكروهة من شعوبها، مثل استخدام الاغتصاب بحق مئات النساء كأداة ردع ضد المعارضة في ليبيا، التعذيبات حتى الموت لحمزة، الطفل السوري ابن 12 سنة، او القاء جثث المواطنين في البحر كما يروون في مدينة الشاطىء اللاذقية. كما أن المفتين، الواعظين على أنواعهم، صمتوا متجاهلين واجبهم الديني وواجبهم تجاه الناس.
تركيا أعلنت انها تستطيع استيعاب بضعة الاف من اللاجئين السوريين دون مساعدة دولية. هذه هي ذات تركيا التي تحاول الان البقاء في الظل في موضوع الاسطول التالي الى غزة.
هذه لحظة جميلة لاسرائيل لان تري وجهها الانساني، وان تعرض مساعدة لاستيعاب لاجئين سوريين في تركيا خلال تقديم المساعدات اللوجستية، الطبية وكل ما يحتاجه اردوغان كي ينجح في المهمة.
واضح أن اسرائيل تريد أن ترى حكما مستقرا، حتى وان كان غير ديمقراطي، على حدود مشتركة هادئة مع سورية.
ولكن كيف يمكننا أن نغفر لانفسنا اذا ما سكتنا، حيث أنه قبل بضع عشرات السنين كنا أنفسنا شعبا مضطهدا عانى ابناؤه وبناته الابرياء من أعمال اجرامية.
في الحالة الحالية لا يمكن لاحد أن يتهمنا بالتدخل سياسيا في شؤون ليست شؤوننا. كما أن هذه ستكون بادرة طيبة تجاه الاتراك، يمكنها أن تساعد وان قليلا في تحسين العلاقات بين الدولتين.
معاريف
التعليقات