إبراهيم الأمير

لو أخذنا في الاعتبار المدة الزمنية التي يمكن تصورها لانتهاء ملامح الثورات العربية في كل من ليبيا واليمن وسورية.. لنصل إلى نتيجة مقنعة، فإنه من المفيد استلهام تجارب مشابهة عبر التاريخ. لنأخذ مثلا الثورة الفرنسية، هذه الثورة التي بذلت فيها فرنسا الكثير لإصلاح الوضع استمرت 10 سنوات كاملة، بينما الثورة المكسيكية التي اندلعت عام 1910 استمرت 30 عاما.
إن الحالة المتأزمة في هذه الدول الثلاث ( ليبيا واليمن وسورية ) تعكس حالة الانشطار الفكري والسياسي المخيف. فالانقسام الذي نتج عن الثورة أفرز 3 فئات، هي ( الإسلامية ـ العلمانية ـ الليبرالية) وجميعها دخلت في مواجهات ومعارك طاحنة فيما بينها طمست كثيرا من رونق الثورة وأهدافها.
وبكل بساطة اتسمت تلك التعددية الحزبية بالرعونة، حرصا على المصالح العامة والنفوذ السياسي، مما عمق الأزمة ودفع أتباع تلك الأحزاب إلى مزيد من التمرد والاستبداد.
هنا تجب الإشارة إلى أن هذه القوى السياسية بحاجة إلى مرحلة انتقالية، فهي مطالبة بالتحول إلى تنظيم وطني موحد تتركز اهتماماته وانشغالاته في حدود الوطن فحسب. وهذه النقلة لن تتم في ظل هذا التعنت ومحاولة إقصاء الآخر.
لذا، فالحل يبقى مرهونا بتدخل إقليمي دبلوماسي عاجل قادر على الخروج بميثاق تصالح وتعايش يحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم وأديانهم ومذاهبهم. وإلا فإن خطورة الأمر قد تمتد إلى نطاق عربي أوسع، وحينها سيتطلب الحل عقودا من الزمان لا سنين.