اسحاق يعقوب الشيخ

إن كل الحيثيات اللوجستية تشير ان لجنة تقصي الحقائق مرفوضة من البعض في أساس قدومها من اطراف معينة.. منذ ان حطّت اقدامها على ارض البحرين في تقصي الحقائق المأساوية التي استباحت أمن واستقرار وطمأنينة نفس ولقمة عيش المواطنين في مملكة البحرين!! لان هناك من يريد طمس هذه الحقائق وليس اظهارها والتحقيق فيها (!!!)، وكان التشكيك في النزاهة وانعدام المصداقية.. والانحياز الى مظلومية تقصي الحقائق.. وليس الى عدالة ونزاهة تقصي الحقائق.. وكان هذا التجنّي يأخذ مداه في الداخل والخارج.. قبل ان تبدأ لجنة تقصي الحقائق عملها.. وهو ما يعني انها مرفوضة في نوايا البعض من الاساس. ورغم ان أولويات النتائج التي توصلت اليها لجنة تقصي الحقائق تشير الى فكفكة وحلحلة الكثير من المظالم والجرائم الحقوقية التي نالت الكثيرين.. وأن الكثيرين غادروا المعتقلات وان الكثيرين عادوا الى اعمالهم وان هناك ملامح انفراج وطني وحقوقي واجتماعي وسياسي أخذ نبضه يتجلّى واقع عدل حقوقي في خضم انشطة رجالات لجنة تقصي الحقائق الذين يكدحون ليل نهار تحت ضغط كثرة القضايا الحقوقية التي خلّفتها الاحداث المأساوية التي غرزت سكاكين الطائفية البغيضة في قلب الوطن. العنف والتطرف والانغلاق والارتهان للخارج.. لا يستهدف لجنة تقصي الحقائق وحدها وانما يستهدف الوطن برمّته وفي حقيقة مشروعه الوطني الديمقراطي الاصلاحي.. انها حقيقة على جميع القوى الوطنية والديمقراطية ان يعيدوا حقيقة مواقفهم فالاحداث المأساوية الذي تفجرت وفجّرها (الدوار) على هذه القوى الوطنية والديمقراطية ان تستخلص دروساً منها.. بعد ان تزيل من نفوسها علائق تراثية المذهبية الطائفية.. التي ما برحت تُتعتع بعض كوادر وقيادات هذه القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية. ان الالتفات الى الوراء في التأمل والتنقية مفيد للتقدم الى الامام.. فالذي لا يجيد رقصة laquo;التانغوraquo; كما يقول laquo;الابraquo; اللبناني انطوان ثابت لا يجيد رقصة السياسة. ان رشاقة خطوة الوراء واقع جمالي لتوثب الجسدين في خطوتين رشيقتين الى الامام على ايقاع همس الموسيقى في ايقاع التانغو.. وايقاع السياسة على حد سواء!! وليس من الحكمة السياسية في شيء والوطن يمر في ظروف تراجيدية استثنائية معقدة.. ان تدير القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية ظهرها عن المشاركة في الانتخابات التكميلية البرلمانية.. بالرغم من جميع الحسابات والتبريرات والامكانات.. فإن عدم المشاركة يشكل تجييراً سياسياً فجّاً بالاقتفاء خلف مواقف الوفاق البلهاء في المقاطعة والردع على ايقاع التشدد والتطرف ومغازلة فضائية (العالم) وحزب الله وربما كانت الحكمة السياسية تقتضي من هذه القوى الوطنية والديمقراطية المشاركة لإبداء حسن الظن ومن ثم الانسحاب لطرف آخر من المرشحين!! إن اجندة العنف والتصعيد السياسي ما برحت هواجسها اللوجستية المتطرفة تتجدد في مواقف واعمال المتطرفين والطائفيين المرتبطين بأجندة ولاية الفقيه وغير المرتبطين. ويأخذ التشكيك والتحريض ضد لجنة تقصي الحقائق ليس من الخارج وانما من الداخل ومن على منابر المساجد.. وكان امام وخطيب جامع الامام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم يدفع في اتجاه التهميش والتشكيك ضد اداء لجنة تقصي الحقائق قائلاً: laquo;نتمنى لهذه الهيئة التحقيقية ان تكون مستقلة وان تكون عادلة وان تقف الى جنب المظلوم وضد الظالمraquo;. وهذا تضمين ضمني تشكيكي: انها غير مستقلة وغير عادلة ولا تقف الى جانب المظلوم وضد الظالم.. مؤكداً laquo;ان دورها انتهى الى لا شيءraquo;، وفي هذا استخفاف واستعداء على ما آلت اليه هذه الاعتداءات الدنيئة ضد اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق!! ان على جميع القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية والحقوقية وذوي الارادة الطيبة في هذا الوطن.. ان تقف بجانب (اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق)، وأن تدين وتستنكر هذا الاعتداء الآثم ضدها وتبارك مواصلة أعمالها الحقوقية في تقصي العدل والانصاف لحقوق الانسان في مملكة البحرين!!