الصحافة الدولية: ثوار ليبيا في حاجة إلى ضبط النفس... وصفقة غواصات كورية لإندونيسيا

عواصم

نصيحة لثوار ليبيا، ودلالات ارتفاع الديون الخارجية في كوريا الجنوبية، واليابان ستعلن اليوم عن رئيس وزرائها الجديد، وصفقة غواصات كورية جنوبية إلى إندونيسيا.... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

نصيحة للثوار

يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان quot;المنتصرون في ليبيا في حاجة إلى ضبط النفسquot;، نشرت quot;تورونتو ستارquot; الكندية افتتاحية أشارت خلالها إلى أن ثمة فوضى عارمة تجتاح العاصمة الليبية بعد دخول نظام القذافي في ساعاته الأخيرة، حيث الأسلحة الأوتوماتيكية وقذائف الصواريخ والقناصة تنتشر في ربوع المكان، لتتلون شوارع طرابلس بلون الدم المسفوح. كثير من المقيمين بالعاصمة الليبية بدؤوا يخافون على أنفسهم، سواء من أنصار القذافي أو من الثائرين المسلحين غير النظاميين، وعلى الرغم من ذلك يغامر بعض المقيمين في هذه الأجواء العصيبة بجلب المواد الغذائية إلى ذويهم. وتشير تقارير صحفية إلى بعض الفظاعات، من بينها وجود جثث لثلاثين من مقاتلي القذافي بعضهم مقيدي الأيدي، ومنهم من كان في المستشفى يتلقى علاجاً، وثمة تقارير طبية مفادها أن قوات القذافي نفذت إعدامات جماعية لأكثر من 16سجيناً، وأحد الناجين من المذابح يقول إن هذه القوات تطلق النار على المجموعات التي تنسحب من القتال. وحسب الصحيفة، فإنه مع بداية أحداث العنف في ليبيا، قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى جراء هذه الأحداث بـ1500 شخص، صحيح أن وقوع خسائر بشرية بهذا الحجم ليست مفاجأة، لكن لا يتعين على الثوار الليبيين المغامرة بحياتهم من أجل الإطاحة بالقذافي، لتكون النتيجة تدشين مسار دموي خاص بهم. الصحيفة ترى أن ثمة أولوية أولى بالنسبة للسيد مصطفى عبدالجليل، والمجلس الوطني الانتقالي تتمثل في إحلال الأمن وتجنب العمليات الانتقامية ضد الموالين للقذافي، أو بالأحرى النظام القديم. الصحيفة تُذكر بعراق ما بعد سقوط صدام عام 2003، حيث حولت العمليات الانتقامية البلاد إلى ساحة للفوضى والعنف، لا يزال العراقيون يدفعون ثمنها حتى الآن. لقد وعد المجلس الانتقالي 6 ملايين ليبي بالحرية والديمقراطية وبمستقبل واعد، والآن حان وقت تنفيذ هذه الوعود. ويتعين على رئيس الوزراء الكندي، حمل رسالة إلى المجلس الانتقالي الليبي مفادها أن أوتاوا ستواصل دعمه سياسياً إذا أبدى ضبط النفس. من غير المحتمل أن يطلب الليبيون قوات حفظ سلام، لأنهم سيدشنون قوات شرطة خاصة بهم، لكنهم يريدون من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الإفراج عن الأرصدة الليبية التي تقدر بعشرات المليارات، كي يتسنى للحكومة الليبية الجديدة إعادة بناء المرافق العامة والخدمية والبنى التحتية، كما يحتاجون أيضاً إلى مستثمرين لتطوير قطاع النفط، وهذه المطالب تبدو مرتبطة بمدى إثبات النظام الليبي الجديد بأنه أفضل من النظام القديم.

ديون خارجية

يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان quot;نمو الديون الخارجيةquot;، نشرت quot;كوريا هيرالدquot; الكورية الجنوبية افتتاحية، نقلت خلالها ما ورد من بيانات أصدرها quot;بنك كورياquot; وتتعلق بديون البلاد الخارجية. للأمر شقين سلبي وإيجابي، السلبي يتمثل في أن ديون كوريا الجنوبية الخارجية قد ازدادت خلال الربع الثاني من العام، حيث وصلت في نهاية يونيو الماضي إلى 398 مليار دولار. هذه البيانات ذكرت الكوريين بالأزمة المالية عام 2008 وبأزمة النمور خلال عامي 1997-1998. وحسب الصحيفة، فإن عدم استقرار الأوضاع المالية العالمية، مرشح للتفاقم، بسب أزمة الديون في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، علماً بأن الاقتصاد الكوري مُعرّض بدرجة كبيرة للتأثر بالمتغيرات والصدمات المالية الخارجية، ما يعني أن بيانات ldquo;بنك كورياrdquo; عن الديون الخارجية يذكر البلاد بمدى انكشافها أمام الخارج.

لكن ماذا عن الجانب الإيجابي في المسألة؟ الصحيفة تقول إن إجمالي الديون الخارجية في ازدياد، لكن على المدى القصير تتراجع قيمة الديون، وهذا يعني أن البلاد لم تصل إلى مرحلة الخطر، أو أنها لم تتجاوز الحد السيكولوجي الذي تصبح عنه الديون مثيرة للقلق وهو 400 مليار دولار. من ناحية أخرى فإن هذه الديون مرتبطة إلى حد كبير بتمويل الصفقات التجارية للمُصدرين، ما يعني أنه مع ازدياد حجم الصادرات تتنامى الديون. كما أن نمو الاقتصاد الكوري، يجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة في الأسهم والسندات، ما يدفع الديون نحو الصعود. لكن الصحيفة تنظر إلى ديون كوريا بأنها ليست قريبة من الدرجة التي عندها يمكن القلق، خاصة في ظل وجود احتياطات نقدية تصل إلى 300 مليار دولار، وفي ظل حصيلة سنوية للصادرات تصل إلى 500 مليار دولار، وفي ظل وجود فائض في الميزان الجاري للمدفوعات يصل إلى 30 مليار دولار.

ما بعد quot;كانquot;

خصصت quot;أساهي تشيمبيونquot; اليابانية أحد تقاريرها ليوم الأحد الماضي لرصد أجواء الاستعداد لخوض سباق انتخابي للبحث عن رئيس جديد لحزب اليابان الديمقراطي، خلفاً لـquot;ناوتو كانquot; رئيس الوزراء الحالي وقائد الحزب الذي استقال من رئاسة الحزب يوم 27 أغسطس الجاري. عدد المرشحين لشغل منصب رئيس الحزب- ومن ثم رئاسة الوزراء- وصل إلى خمسة مرشحين، وهو رقم قياسي. الصحيفة تقول إن السباق سيحتدم بين وزير الخارجية السابق quot;سيجي مهاراquot; البالغ من العمر 49 عاماً ووزير الاقتصاد الحالي quot;بانري كييداquot;وعمرة 62 عاماً. ويتنافس على المنصب كل من وزير الأراضي quot;سوميو مابوشيquot; وعمره 51 عاماً ووزير المالية quot;يوشيكو نوداquot; وعمره 54 عاماً، ووزير الزراعة quot;ميشيكو كانوquot; 69 عاماً. الانتخابات يفترض أنها جرت أمس الاثنين 29 أغسطس بمشاركة 398 عضواً من أعضاء حزب اليابان الديمقراطي، وسيقر البرلمان الرئيس الجديد للحزب ويسميه رئيساً للوزراء اليوم الثلاثاء 30 أغسطس.

غواصات لإندونيسيا

في تقريره المنشور بـquot;كوريا هيرالدquot;الكورية الجنوبية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان quot;كوريا الجنونية على وشك توقيع صفقة لبيع الغواصات إلى إندونيسياquot;، أشار quot;باي جي سوكquot; إلى أن quot;كيم كوتن جينquot; وزير الدفاع الكوري الجنوبي سيزور إندونيسيا مطلع الشهر المقبل، لإبرام صفقة لبيع غواصات لجاكارتا بقيمة مليار دولار. وحسب التقرير، فإنه إذا تمت الصفقة، فإن شركة quot;دايوو لبناء السفنquot;، التي اختارتها السلطات الإندونيسية كجهة مفضلة لبناء الغواصات المفترض شراؤها، ستوقع مذكرة تفاهم، تقضي بتجهيز ثلاث غواصات ذات 1400 طن، وزير الدفاع الكوري الجنوبي، سيصحب معه خلال المحادثات التي سيجريها مع نظرائه الإندونيسيين (خلال الفترة من 7 إلى 9 سبتمبر) تسعة مقاولين في مجال الصناعات الدفاعية من بينهم quot;دايووquot;، خاصة أن الإندونيسيين يرغبون في تطوير أسطولهم البحري. الصفقة المرتقبة، يعتبرها المقاولون المعنين بالصفقات العسكرية منجم ذهب، تتنافس عليها شركات ألمانية وفرنسية، لكن quot;دايووquot; الكورية الجنوبية ربحت الصفقة. وحسب التقرير، فإن الغواصات التي يرغب الإندونيسيين في حيازتها، هي من طراز 209، وكانت ألمانيا هي أول من طورها في سبعينيات القرن الماضي، وكانت كوريا الجنوبية قد حصلت على ترخيص بتصنيع هذا النوع من الغواصات، ناهيك عن الفرنسيين الذين لديهم تقنيات متطورة في هذا المجال. وفوز الكوريين بهذه الصفقة يعني إنهم باتوا ضمن مصدري الغواصات، ما سيمنحهم فرصاً في المستقبل لتصدير هذا السلاح البحري لبلدان أخرى في شرق آسيا. على صعيد آخر ستعزز صفقة الغواصات علاقات التعاون بين كوريا الجنوبية وإندونيسيا في مجال الصناعات العسكرية، خاصة بعد صفقة طائرات تدريب سبق إبرامها بين البلدين في وقت سابق. وضمن هذا الإطار بدأ الطرفان بحوثاً مشتركة لتطوير طائرات نفاثة جديدة بناء على اتفاقية مبرمة حول هذا الأمر في أبريل الماضي، وذلك لاستبدال طائرات من طراز F-4 وF-5 بأنواع جديدة فائقة التقنية.

إعداد: طه حسيب