سوسن الشاعر


ليس سراً‮ ‬أن موضوع البحرين كان ضمن مفاوضات تأمين سلامة انسحاب القوات الأمريكية من العراق،‮ ‬وموقف المرجعيات الدينية لحزب الدعوة العراقي‮ ‬كان واضحاً‮ ‬من الأحداث البحرينية،‮ ‬لقد كان داعماً‮ ‬لحزب الله البحريني‮ ‬على جميع المستويات؛ على المستوى الرسمي‮ ‬والديني‮ ‬والحزبي،‮ ‬بالإضافة للدعم الإيراني‮ ‬اللامحدود وأيضاً‮ ‬على جميع المستويات‮. ‬
راقبوا تصريح مقتدى الصدر أمس حول تأمين انسحاب الجنود الأمريكيين واتصال السيستاني‮ ‬بعيسى قاسم،‮ ‬وموقف حزب الدعوة العراقي‮ ‬الذي‮ ‬أعلن الحرب على البحرين من قنواته الفضائية‮ (‬ومعلومات أخرى لست في‮ ‬حل من ذكرها جميعها ربطت بين انسحاب القوات الأمريكية من العراق والقضية البحرينية‮)‬،‮ ‬باختصار إيران تفاوض على سلامة الجنود الأمريكيين بأوراق عربية عراقية لبنانية بحرينية‮. ‬
بالمقابل إن الدعم الذي‮ ‬وعدت به بعض الدوائر الأمريكية لحزب الله البحريني‮ ‬ما كان ممكناً‮ ‬أن‮ ‬يروج له داخل الأوساط الأمريكية إلا عبر إقناع تلك الأوساط أنهم إنما‮ ‬يساعدون ويدعمون‮ (‬الشعب البحريني‮) ‬لا حزب الله‮.‬
فالترويج صعب لدعم فرع أو ذراع لحزب الله وإلا ضربت المصداقية الأمريكية في‮ ‬مقتل أمام الرأي‮ ‬العام الأمريكي،‮ ‬لذلك لابد أن‮ ‬يكون الحراك تحت‮ ‬غطاء أن هذا الحزب‮ ‬يتحدث باسم‮ ‬70٪‮ ‬من شعب البحرين،‮ ‬وأن هذا الحزب هو‮ (‬المعارضة‮)‬،‮ ‬هذه هي‮ ‬المعلومات التي‮ ‬تروجها بيوت الاستشارات الأمريكية والمستقاة من السفارة الأمريكية في‮ ‬موقعها‮.‬
تحت هذا الغطاء المضلل‮ ‬تبرر تلك الدوائر اتصالها أو مساعدتها لحزب الله البحريني،‮ ‬ولو عرفنا كيف نفضح تلك الحقائق لمنعنا وتصدينا لهذا التحرك المشبوه‮.‬
تلك مهمة وطنية رسمية وشعبية،‮ ‬إذ لابد أن‮ ‬يعرف العالم أن من‮ ‬يتعاملون معه هنا هو حزب الله قلباً‮ ‬وقالباً‮ ‬وتأسيساً‮ ‬ودعماً‮ ‬سرياً‮ ‬وعلنياً،‮ ‬وأن من‮ ‬يتعامل معهم هو متصل ومتعامل ومتفق مع حزب الله‮.‬
ثانياً؛ إن ذلك الحزب‮ ‬يتحدث عن نفسه وأتباعه،‮ ‬ولا‮ ‬يحق له أن‮ ‬يتحدث باسم شيعة البحرين،‮ ‬فما بالك وهو الذي‮ ‬يدعي‮ ‬أنه‮ ‬يتحدث باسم البحرينيين‮.‬
لهذا فإن تحرك كل القوى السياسية والمدنية لابد أن‮ ‬يكون منسقاً‮ ‬وواضح الرسالة على المستوى الدبلوماسي،‮ ‬وطلب مقابلة كل السفراء لابد أن‮ ‬يكون بشكل موحد وجماعي‮ (‬نحيي‮ ‬الروح التي‮ ‬تحدث بها دكتور علي‮ ‬أحمد حول موضوع الائتلاف‮)‬،‮ ‬تذكروا أن حزب الله روج أنه‮ ‬يمثل الأغلبية برقم أعضائه في‮ ‬الأوساط الدبلوماسية والإعلامية ولم‮ ‬يقارعه أحد بالحجة وبرقم آخر‮.‬
على صعيد آخر لابد أن تتحرك القوى الاقتصادية المتضررة من مواقف حزب الله المؤثرة سلباً‮ ‬على الاقتصاد الوطني‮ ‬لتوضيح الروابط بين الحزب البحريني‮ ‬والحزب اللبناني؛ على‮ ‬غرفة التجارة أن تخاطب مثيلاتها وتوضح لهم هذه الحقيقة،‮ ‬فلرجال الاقتصاد تأثير على أعضاء الكونجرس،‮ ‬عليكم فقط اختيار الأعضاء واللجان‮.‬
كذلك بيوت الاستشارة الأمريكية هي‮ ‬منابع للقرار والوصول لها لابد أن‮ ‬يكون بتنسيق وبتوحيد مواقف بين القوى السياسية الوطنية لتوضيح تلك الحقائق الرافضة لمحاولات سيطرة حزب الله الإرهابي‮ ‬على البحرين،‮ ‬وأن شعب البحرين‮ ‬يرفض أي‮ ‬اتفاقيات تضر بأمنه واستقراره،‮ ‬وإن كنا حلفاء نحن والولايات المتحدة الأمريكية كما كنا لمدة خمسين عاماً‮ ‬فعليهم أن‮ ‬يحافظوا على هذا الحلف لا أن‮ ‬يهدموه لمصلحة وقتية بالإمكان تحقيقها دون خسائر مروعة كالتي‮ ‬ترتكبها الإدارة الآن‮!! (‬ولنا مقال آخر حول هذا الموضوع‮).‬
بالإمكان الاستفادة من الكثيرين من المقيمين الأمريكيين والأجانب في‮ ‬البحرين وغيرهم ليكونوا قوة ضغط على سفارتهم لو تحركوا بالتنسيق مع القوى الوطنية،‮ ‬وكثير منهم تحركوا حباً‮ ‬في‮ ‬البحرين من تلقاء أنفسهم وأرسلوا رسائل احتجاج لوسائل الإعلام،‮ ‬هؤلاء بحاجة لأن توجه لهم دعوة من قبل القوى السياسية‮. ‬
ثم رسالتي‮ ‬للأفراد‮ ‬من أهل البحرين الأوفياء‮.. ‬لقد فزع أهل البحرين لوطنهم فزعة رجل واحد،‮ ‬ولم‮ ‬يبقَ‮ ‬رجل أو امرأة أو طفل إلا وساهم بالدفاع عن وطنه،‮ ‬لم‮ ‬يبقً‮ ‬سيناتور ولا وسيلة إعلام ولا منظمة حقوقية إلا وراسلتموها،‮ ‬لا تيأسوا لابد من توضيح تلك الحقائق،‮ ‬لابد أن‮ ‬يسمع العالم موقفكم من حزب‮ ‬يريد أن‮ ‬يختطف صوتكم ويتحدث باسمكم ويقرر نيابة عنكم،‮ ‬البحرين كانت ومازالت قوية وشوكة في‮ ‬عظم من أراد ابتلاعها وهذا قدرها‮. ‬
ونكمل في‮ ‬الغد ما الذي‮ ‬يجب أن نفعله في‮ ‬الداخل لمنع الجولة الثانية‮.‬