جهاد الخازن

غلاف مجلتنا laquo;لهاraquo; ازدان بصورة للمغنية الحسناء لطيفة وقرأت في الداخل مقابلة طويلة لها عن برنامج laquo;يلا نغنيraquo; وعن البومات وraquo;كليباتraquo;، وكله خارج نطاق اهتمامي أو اختصاصي، فما يشدني إلى بنت تونس (صدق أو لا تصدق) أنها ذكية وحسنة الاطلاع جداً على الأمور السياسية، فلا أراها إلا وتكون قرأت الصحف وسمعت الإذاعات وهي مستعدة أن تناقش القضايا المطروحة.

أرى لطيفة عادة في بيروت، وهي كانت زارتني في بيتي في لندن ومع أصدقاء، وهي في أول مشوارها الفني، فكانت زيارتها بدء صداقة مع العائلة كلها، ورأيتها بعد ذلك ترتقي سلم النجاح كما تستحق.

وأكمل بقصص أخرى:

- تركت بيروت إلى لندن ورأيت لطيفة على غلاف laquo;لهاraquo; وذهبت إلى مكاتب laquo;الحياةraquo; ووجدت أن العمل اكتمل في جزء جديد من قاعة المعارض الكبرى أولمبيا التي تجاورنا. وما كنت لأنظر مرتين إلى البناء لولا انه حمل الاسم laquo;وست هولraquo;.

laquo;وست هولraquo; مبنى تاريخي في الجامعة الأميركية في بيروت يستضيف حفلات ومحاضرات وندوات، وقد قضيت شطراً من العمر على المقاعد أمامه بانتظار الأصدقاء، خصوصاً من بنات الجامعة الحسان.

كانت أجمل سنوات العمر، وأترك بيروت فتتبعني إلى لندن.

- ومن لبنان وبريطانيا إلى إسرائيل، أي فلسطين المحتلة، ففي الأخبار أن محكمة دانت أيهود أولمرت، رئيس الوزراء السابق، بتهمة الفساد. وهناك محاكمة قديمة جديدة لحارس المواخير أفيغدور ليبرمان. وكان مجرم الحرب أرييل شارون وابنه حوكما يوماً. أما موشي كاتساف الرئيس الثامن لإسرائيل فهو في السجن بعد إدانته بالاغتصاب.

الاغتصاب الأسوأ هو ما تعرضت له فلسطين، وكلهم من أصحاب السوابق ورجال العصابات. وبالمناسبة، كاتساف ولد في مدينة يزد، في إيران، واسمه الحقيقي موسى قصاب.

- هناك إسرائيليون آخرون غير مجرمي الحرب في الحكومة، وأقدم إلى القراء اليوم جماعة laquo;مقاطعة من الداخلraquo; التي تضم يهوداً من دعاة السلام الذين ينتصرون للفلسطينيين، فهم طلبوا من مسرح laquo;غلوبraquo; اللندني سحب الدعوة إلى مسرح هانيما الإسرائيلي للمشاركة في مهرجان مسرحيات شكسبير، وحجتهم أن المسرح الإسرائيلي قدم حفلات في المستوطنات.

جماعة laquo;مقاطعة من الداخلraquo; تسعى إلى فرض مقاطعة دولية على إسرائيل، بما في ذلك الاستثمار والمشاريع المشتركة والعلاقات الأكاديمية والثقافية.

- laquo;المسلمون قادمونraquo; ألا أنها جت سليمة هذه المرة، فالكلمتان هما عنوان برنامج قدمه أربعة كوميديين من الأميركيين المسلمين في ولايات أميركية جنوبية، جورجيا وألاباما وتنيسي، ولقي استحسان الجمهور وتقبلهم. وهدف الكوميديين إطلاق حوار بين الأديان عبر الكوميديا، وتحسين فهم الإسلام بين المواطنين الأميركيين.

- عطفاً على ما سبق، قرأت أن طلاباً مسلمين في جامعة لندنية ذات شهرة عالمية قاطعوا محاضرات تتحدث عن داروين ونظرية النشوء والارتقاء، بحجة أنها تتعارض مع دينهم ونظرية الخلق.

اسأل هل هذا عذر كافٍ لعدم سماع محاضرة. الطلاب غير مأمورين أن يقبلوا أو يصدقوا النظرية، وإنما هي معرفة إضافية، ربما قدموا حججاً تنقضها.

لا يجوز أن نخاف من التعليم. الخوف هو من الجهل.

- طويت الجريدة بيدي وقرأت laquo;قتلى وجرحى في طرابلسraquo; وفتحت الجريدة بسرعة، وأنا أفكر في طرابلس لبنان، ووجدت أن الحادث بين ثوار ليبيين في طرابلس الغرب.

أرجو من الثوار في كل بلد عربي أن يلقوا السلاح ويعودوا إلى العمل، قبل أن يترحم الناس على النظام الراحل.