الجانبان يلتقيان على هدف قتال النظام السوري والحكومة العراقية الداعمة له منذ اندلاع الثورة

بغداد - باسل محمد


كشفت مصادر أمنية في محافظة الانبار, غرب العراق, لـquot;السياسةquot; عن العثور على وثائق مهمة تتعلق بتبلور تحالف عسكري بين quot;حزب البعثquot; بقيادة نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري وبين قيادة quot;الجيش السوري الحرquot;.
وقالت المصادر ان الوثائق تم العثور عليها خلال عملية خاصة نفذتها وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية ضد أحد الاماكن السرية لـquot;حزب البعثquot; المنحل في مدينة القائم على الحدود مع سورية المقابلة لمعبر البوكمال الذي يسيطر عليه quot;الجيش الحرquot;.
وتتضمن الوثائق اتفاق تعاون وتنسيق بين الدوري وبين قيادة بعض الكتائب التابعة للجيش السوري الحر بهدف تسهيل عبور المجموعات المسلحة عبر الأراضي السورية وتنفيذ هجمات قوية في العمق العراقي.
وبحسب الوثائق, تتولى كتائب quot;الجيش الحرquot; إيواء بعض المجموعات البعثية العراقية في المناطق الحدودية الواقعة تحت سيطرتها وتمكينهم من التسلل الى العراق وتقديم السلاح لهم و تعزيز عملية تبادل المعلومات, في مواجهة نظام الاسد والحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة quot;الجيش الحرquot; تحمل حكومة المالكي مسؤولية تعزيز قدرات نظام الأسد على مهاجمة المدن السورية الثائرة, فضلاً عن استيائها من تبني المالكي والمقربين منه موقف النظام السوري الذي يصف الثوار بأنهم عصابات مسلحة مدعومة من الخارج.
وبحسب المصادر, تثبت الوثائق أن الحوارات بين قيادة الدوري وقيادة quot;الجيش الحرquot; وصلت مراحل متقدمة من التحالف الستراتيجي بين الجانبين, حيث تحدث بعضها عن علاقات مستقبلية يتعهد فيها quot;الجيش الحرquot; دعم الدوري وفتح سورية امامه لتعزيز الجهود العسكرية للقضاء على حكومة التحالف الشيعي برئاسة المالكي في العراق.
من جهتها, قالت اوساط في quot;حزب الدعوةquot; برئاسة المالكي لـquot;السياسةquot; ان تحالف الدوري - quot;الجيش السوري الحرquot; يمثل تحدياً أمنياً خطيراً للحكومة العراقية في الفترة الراهنة, لأن هدف هذا التحالف هو دعم مجموعات الدوري للسيطرة على الحدود العراقية - السورية في المرحلة الاولى, سيما أن quot;الجيش الحرquot; يعتبر ذلك ضرورياً لقطع الامدادات العراقية والايرانية عن نظام الاسد.
أما الهدف الستراتيجي فهو اعادة الدوري الى حكم العراق, وهذا معناه ان الطرفين (الدوري والجيش الحر) يخططان لتنفيذ موجة من العمليات الارهابية غير مسبوقة في المدن العراقية خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
واضافت الأوساط ان المعلومات الموجودة بحوزة الاجهزة الامنية العراقية تشير الى ان نائب الرئيس طارق الهاشمي المحكوم بالإعدام بتهم ارهابية لعب دوراً اساسياً في الاتصالات التي جرت بين الدوري وبين قيادات في quot;الجيش الحرquot;, وان بعض اللقاءت بين الجانبين جرت على الحدود التركية - السورية وفي اسطنبول.
ويعتقد quot;الجيش الحرquot;, بحسب الأوساط, ان تحالفه مع الدوري يشكل ورقة ضغط امنية على السلطات في بغداد للكف عن مساعدة نظام الاسد والتنسيق مع ايران بشأن الازمة السورية, كما ان هناك قناعات لدى بعض قادة quot;الجيش الحرquot; بأن الحكومة العراقية الحالية ستكون مصدر تهديد للنظام السوري الجديد بعد سقوط الاسد, ولذلك من مصلحة هذا الجيش ان يتحالف مع البعثيين وغير البعثيين للإطاحة بالمالكي, وهو يرى في الدوري افضل الحلفاء لهذه المهمة.
وأكدت الأوساط العراقية أنه تم رصد تحالف quot;الجيش الحرquot; والدوري منذ أكثر من اربعة أشهر, وان النظام السوري كان أول من أبلغ القيادة العراقية ان البعثيين العراقيين بدأوا فتح قنوات مع quot;الجيش الحرquot; وان بعض القادة البعثيين من العسكريين انضموا بالفعل الى كتائب المعارضة السورية المسلحة وهم يقاتلون ضد قوات الاسد.
واشارت الاوساط الى أن سبب تغير موقف الدوري, الذي عاش فترة في سورية, مرده إلى وقوف ايران الى جانب الاسد في مواجهة المعارضة المسلحة, محذرة من ان تحالف الدوري - quot;الجيش الحرquot; يدبر امراً في محافظتي الأنبار ونينوى القريبتين من الحدود مع سورية, وان الخطة تقضي بإعلان المحافظتين تمردهما على حكومة التحالف الشيعي برئاسة المالكي بعد رحيل أو مقتل الأسد.