دبي - صباح كنعان
فوجئ كثيرون هذا العام بقرار اللجنة النرويجية لجائزة نوبل منح جائزة نوبل للسلام إلى الاتحاد الأوروبي، وبعضهم انتقد هذا القرار وعارضه صراحة . ورأت اللجنة أنها منحت الجائزة إلى الاتحاد الأوروبي تقديراً لمساهمته الكبرى في raquo;ترقية السلام والمصالحة، والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروباlaquo; .
من بين المنتقدين بروفسور الاقتصاد الكندي البارز ميشال شو سودوفسكي، الذي عمل مستشاراً لحكومات بلدان نامية، وكان أحد الموقعين على اعلان كوالالمبور لتجريم الحرب، والذي كتب في موقع raquo;مركز أبحاث العولمةlaquo; الذي يديره يقول: إن مسألة مساهمة الاتحاد الأوروبي في السلام تبقى قابلة للمناقشة، ولكن المسألة الأساسية هي ما إذا كان اتحاد دول يشكل كياناً سياسياً، واقتصادياً، ومالياً، يمكن أن يكون raquo;مرشحاً مؤهلاًlaquo; لجائزة السلام وفقاً لتفويض اللجنة النرويجية . ذلك أن اللجنة ملزمة بالتحقق من raquo;أهلية المرشحينlaquo; بموجب وصية ألفرد نوبل، التي حدد فيها شروط منح الجوائز القيمة التي تحمل اسمه .
وتنص وصية نوبل، التي تحمل تاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني ،1895 على تقديم جوائز لraquo;الأشخاصlaquo; الذين قدموا إسهامات جليلة إلى البشرية في مجالات الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، وإلى raquo;الشخص الذي قام بأعظم عمل من أجل الإخاء بين الأمم، وإلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة، وتنظيم أو تشجيع مؤتمرات سلام . . والجائزة المخصصة لمناصري السلام تمنحها لجنة مكونة من خمسة أشخاص ينتخبهم البرلمان النرويجي . .laquo; .
وهذا يعني أن اللجنة النرويجية اليوم حرّفت وصية نوبل .
اللجنة النرويجية خرجت عن وصية صاحب الجائزة
في موقع raquo;زي نتlaquo;، انتقدت الناشطة السلمية الإيرلندية الشمالية ميريل ماغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام ،1976 منح جائزة هذا العام إلى الاتحاد الأوروبي، وكتبت تقول:
كان ألفرد نوبل إنساناً مثالياً صاحب رؤية، آمن بامكانية اقامة عالم مسالم منزوع السلاح، وفي وصيته، ترك جائزة نوبل للسلام إلى أولئك الأشخاص الذين يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف السامي .
وحسب وصية نوبل، يفترض أن تمنح جائزة السلام إلى أبطال السلام، أولئك الذين يعملون من أجل إقامة نظام دولي يرتكز على القانون بدلاً من النزعة العسكرية . وكانت رؤية وحلم نوبل استبدال قوة القانون بقوة الجيوش والحروب . وأنا اعتقد أن منح جائزة نوبل للسلام إلى الاتحاد الأوروبي لا يتوافق مع معايير رؤية وروح ألفرد نوبل، وتصوره لعالم مسالم منزوع السلاح .
وفي السنوات الستين الأخيرة، فعل الاتحاد الأوروبي الكثير، من جوانب عدة، من أجل السلام والمصالحة بين الدول، لكن ما يحزن هو أنه لم يفعل شيئاً يذكر من أجل نزع الأسلحة في أوروبا . وفي حين يفرض الاتحاد الأوروبي إجراءات تقشف قاسية على العديد من الدول الأعضاء، فإنه يواصل في الوقت ذاته تعزيز عسكرة أوروبا من خلال دعمه للولايات المتحدة وحلف الأطلسي (المذنبان بارتكاب جرائم حرب في العراق، وأفغانستان، وغيرهما)، كما يواصل دعم سياسات التسلح النووي الأمريكية، بما في ذلك نشر أسلحة نووية في أراضي ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بالذات، وهو يواصل أيضاً دعم مبيعات الأسلحة من دول أوروبية (بريطانيا، وألمانيا، وغيرهما) إلى دول عديدة عبر العالم . وبدلاً من أن يعمل الاتحاد الأوروبي لتدعيم حقوق الإنسان في بلدان مثل فلسطين، فإنه كافأ raquo;إسرائيلlaquo; من خلال منحها وضعاً تجارياً خاصاً، وإعانات مالية ضخمة (من أموال دافعي الضرائب في الاتحاد الأوروبي) لأبحاث وأسلحة جيشها، ما مكنها من مواصلة سياساتها غير المشروعة القائمة على الاحتلال والفصل العنصري في فلسطين .
وأنا لا يمكنني أن أويد هذا القرار لمنح جائزة السلام إلى الاتحاد الأوروبي، وأناشد السلطات السويدية أن تحاسب لجنة نوبل على منحها، مرة أخرى، جائزة سياسية بدلاً من مساندة أشخاص يتخذون مواقف شجاعة ومحفوفة بالمخاطر في كثير من الأحيان، من أجل مساعدة الأسرة البشرية على الانتقال من علاقات دولية قائمة على القوة العسكرية إلى علاقات قائمة على الحلول السلمية للنزاعات .
واعتقد أن إصلاح لجنة نوبل للسلام هو الآن ضرورة وكما هي الحال بالنسبة لجميع لجان جوائز نوبل الأخرى، المكونة من خبراء في حقلهم الخاص، فقد آن الأوان أيضاً لكي تتشكل لجنة جائزة نوبل للسلام من أشخاص متمرسين في حقل صنع السلام والقانون الدولي .
خيارات مشكوك فيها
الكاتب الأمركي دوغ باندو، الباحث في مركز raquo;كاتوlaquo; للدراسات، يرى هو أيضاً أن جائزة نوبل للسلام منحت هذا العام لغاية سياسية . وكتب يقول عبر موقع مجلة raquo;فوربسlaquo;:
اشتهرت جائزة نوبل للسلام منذ زمن طويل بخياراتها المشكوك فيها، ومعظم الذين حصلوا عليها في الماضي غير معروفين اليوم، ولا أحد يتذكر مساهماتهم المفترضة في السلام العالمي .
وكانت هناك اختيارات بدت غير منطقية . فقد منحت الجائزة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وهي منظمة قد تكون عظيمة الشأن، ولكنها لا تعمل من أجل السلام بمعناه الشائع . وفي ما بعد، كانت هناك اختيارات مماثلة، مع منح الجائزة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة raquo;أطباء بلا حدودlaquo; الدولية، كما منحت الجائزة إلى مجموعة raquo;الحملة الدولية لحظر الألغامlaquo;، التي تعمل من أجل قضية نبيلة، ولكنها يمكن في الواقع أن تزيد من احتمال الحرب عن طريق الحد من استخدام سلاح دفاعي .
ومنحت الجائزة بصورة مشتركة إلى (وزير الخارجية الأمريكي) هنري كيسنجر و(المفاوض الفيتنامي الشمالي) لي دوك ثو مكافأة على مفاوضاتهما ل raquo;إنهاءlaquo; حرب فيتنام، وهو ما أدى ببساطة إلى مزيد من القتال وانهيار فيتنام الجنوبية بعد بضع سنوات .
ومنحت الجائزة إلى الغواتيمالية ريغوبرتا مانشو، تقديراً لجهودها من أجل raquo;العدالة الاجتماعيةlaquo; وليس السلام، وقد تبين في ما بعد أنها لفقت سيرة حياتها . وتقاسم (نائب الرئيس الأمريكي) آل غور واللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية جائزة سياسية في الجوهر تقديراً لجهود من أجل البيئة لم يكن لها شأن بالعمل من أجل السلام .
وكان (آخر رئيس للاتحاد السوفييتي) ميخائيل غورباتشيف فائزاً أكثر جدارة، في حين أن الفائز محمد يونس، المصرفي الذي كان رائد استراتيجية جديدة للتنمية، لم تكن له صلة بصنع السلام . ثم جاء منح الجائزة عام 2009 إلى (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما، الذي لم يفعل أي شيء من أجل السلام .
والآن، اختارت لجنة نوبل الاتحاد الأوروبي . وعلى الأقل، أدرجت اللجنة كلمة raquo;السلامlaquo; في حيثيات قرارها، قائلة إن الاتحاد الأوروبي عمل من أجل raquo;ترقية السلام والمصالحة، والديمقراطية وحقوق الإنسانlaquo; . لكن في الوقت الذي تتصارع منطقة اليورو مع أزمة عميقة، وتتعاظم المعارضة لسلطة مركزية أوسع في بروكسل، يبدو أن لجنة نوبل قد وضعت في ذهنها غاية سياسية لاختيار الفائز بالجائزة هذا العام .
وقد شرح رئيس اللجنة ثوربيورن ياغلاند بالقول: raquo;رأينا أن الجائزة يمكن أن تكون مهمة من أجل توجيه رسالة إلى الرأي العام الأوروبي حول أهمية الحفاظ على ما تحقق في هذه القارةlaquo; . ثم أضاف أن إيجاد حل لهذه الأزمة الاقتصادية ضروري من أجل raquo;صون الوحدة الأوروبية وتمكين الاتحاد الأوروبي من التقدم إلى الأمامlaquo; .
مكافأة على الحرب
في موقع raquo;زي نتlaquo; أيضاً، لاحظ الكاتب السياسي والمؤرخ والناقد الثقافي الأمريكي مايكل بارانتي، الذي لعب دوراً ناشطاً في نضالات سياسية وحركات سلام معارضة للحرب، أن الفرد نوبل أوصى بوضوح بمنح الجائزة إلى raquo;شخصlaquo;، في حين أن الاتحاد الأوروبي ليس شخصاً، ولا هو عمل من أجل إلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة، كما لم يعمل من أجل أية أجندة سلام . وكتب يقول: بدا منح الجائزة إلى الاتحاد الأوروبي مثيراً للاستغراب بعض الشيء، ولكن وسائل الإعلام الكبرى وجدت مبرراً في الإنجاز المفترض للاتحاد الأوروبي بتحقيقه raquo;ستين سنة من السلامlaquo;، وraquo;ستين سنة من دون حربlaquo; . ولم تلبث وسائل إعلامية أن تحدثت عن raquo;سبعين سنة من السلام في القارة الأوروبيةlaquo;، ولكن الاتحاد الأوروبي كان قد عرف في البداية عام 1958 باسم المجموعة الاقتصادية الأوروبية ولم ينشأ باسمه الحالي، الاتحاد الأوروبي إلا في العام ،1993 أي قبل حوالي 20 سنة .
ثم أن لجنة نوبل وأعضاء الاتحاد الأوروبي، ووسائل الإعلام الغربية، جميعهم أغفلوا الإشارة إلى الحرب الجوية الشاملة التي شنها الاتحاد الأوروبي عام 1999 ضد يوغسلافيا، الدولة الأوروبية التي كانت قد أمنت حياة كريمة لمختلف شعوبها السلافية، كما لايزال يشهد العديد منهم حتى اليوم .
والاتحاد الأوروبي لم يعارض ذلك العدوان . وفي الواقع، انضم عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها ألمانيا وفرنسا، إلى حرب 1999 التي اندلعت على أرض أوروبية وقادتها أساساً الولايات المتحدة . وعلى مدى 78 يوماً، قصفت قوات أمريكية، وأخرى أطلسية أهدافاً في يوغسلافيا، من مصانع، ومنشآت، ومحطات طاقة، وشبكات سكك حديدية، وجسور، وفنادق، ومبانٍ سكنية ومدارس ومستشفيات، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين . وكل ذلك كان باسم عملية إنسانية، روجت لها حكايات لا سند لها عن raquo;أعمال إبادةlaquo; . وكل هذه الأعمال الحربية وقعت على أرض أوروبية .
وقد تم تمزيق يوغسلافيا، فظهرت على أنقاضها مجموعة جمهوريات يمينية صغيرة، قامت بتخصيص كل شيء ليحل الفقر محل الوفرة، وتحقق شركات الغرب أعمالاً مربحة .
وفي خارج أوروبا، أرسلت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي قوات إلى أفغانستان، والعراق، وليبيا، وأماكن أخرى في إفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وكان ذلك في معظم الحالات تحت رعاية ماكينة الحرب الأمريكية .
ولكن ماذا كان يمكنني أن أتوقع؟ فعلى مدى سنين، كنت أؤكد بسخرية أن أفضل طريقة للفوز بجائزة نوبل للسلام هي شن حرب، أو دعم أولئك الذين يشنون حروباً بدلاً من صنع السلام . وربما يبدو هذا وصفاً مبالغاً فيه، ولكن دعونا نلقي نظرة .
لنبدأ في العام ،1931 مع فائز لم يكن متوقعاً إطلاقاً، هو الأمريكي نيكولاس موري باتلر، رئيس جامعة كولومبيا . وخلال الحرب العالمية الأولى، حظر باتلر صراحة على كل من في الجامعة انتقاد حرب الحلفاء ضد قوى الوسط .
وقد ساوى بين المواقف المعارضة للحرب والتخريب والخيانة . كما أدعى أن raquo;طبقة عمالية مثقفة هي مصدر دائم للقلاقل وخطر على كل دولةlaquo; . ومنذ العشرينات، كان باتلر قد أصبح نصيراً معلناً للديكتاتور الفاشي الإيطالي بينتو موسوليني . وبعد سنوات، أصبح معجباً بألمانيا النازية ذات النزعة العسكرية . وفي العام ،1933 بعد سنتين من منحه جائزة نوبل للسلام، دعا باتلر سفير ألمانيا لدى الولايات المتحدة إلى إلقاء كلمة في جامعة كولومبيا دفاعاً عن هتلر، ورفض نداءات طلاب لإلغاء هذه الدعوة، متذرعاً بأن ذلك سيشكل انتهاكاً للحرية الأكاديمية .
ولنقفز إلى ،1973 العام الذي منحت فيه جائزة نوبل للسلام إلى أشهر مجرمي الحرب، هنري كيسنجر . فطوال الجزء الأكبر من فترة عقد، عمل كسينجر مستشاراً للرئاسة الأمريكية لشؤون الأمن القومي، ووزيراً للخارجية، وأشرف على إراقة الدماء في الهند الصينية، وتدخلات أمريكية عنيفة في أمريكا الوسطى وأماكن أخرى . ومن إدارة قصف جوي كلي التدمير إلى دعم كتائب موت كان كسينجر حاضراً لضرب أولئك الذين تجرأوا على مقاومة القوة الأمريكية . وفي كتاباته وتصريحاته، كان كسينجر يتحدث على الدوام عن الاحتفاظ بالنفوذ العسكري والسياسي الأمريكي عبر العالم . وإذا كان هناك من شخص لا تنطبق عليه شروط ألفرد نوبل لمنح جائزة السلام، فهو هنري كيسنجر .
وفي العام ،1975 نشهد منح جائزة نوبل إلى أندريه سخاروف، العزيز على الصحافة الأمريكية، والمنشق السوفييتي الذي كان دائماً يمجد الرأسمالية . وقد تهجم سخاروف على حركة السلام الأمريكية بسبب معارضتها لحرب فيتنام، واتهم السوفييت بأنهم وحدهم الملومون على سباق التسلح العالمي، وأيد كل تدخل أمريكي مسلح في الخارج باعتباره raquo;دفاعاً عن الديمقراطيةlaquo; . وبينما كان الغرب يكيل المدائح لسخاروف raquo;نصير حقوق الإنسانlaquo;، فهو لم يتفوه بكلمة نقدية واحدة ضد الانتهاكات المرعبة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أنظمة فاشية تابعة للولايات المتحدة، بما فيها تشيلي بينوشيه وإندونيسيا سوهارتو، وكان يتهجم بانتظام على أولئك النشطاء في الغرب الذين عارضوا التدخلات العسكرية القمعية الأمريكية عبر العالم .
ولننظر أيضاً في حالة (الزعيم الروحي للبوذيين في التيبت) الدالاي لاما، الذي منح جائزة نوبل للسلام عام 1989 . وعلى مدى سنين، كان الدالاي لاما على جدول رواتب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية raquo;سي آي إيهlaquo;، وهي وكالة ارتكبت أعمال قتل بحق عمال، وفلاحين، وطلاب ثائرين في بلدان عدة عبر العالم . وشقيقه الأكبر لعب دوراً نشطاً في منظمة شكلت واجهة ل raquo;السي . آي . إيهlaquo;، والدالاي لاما ليس داعية سلام . فقد أيد التدخل العسكري الأمريكي - الاطلسي في أفغانستان، كما أيد قصف يوغسلافيا، أما بالنسبة لسنوات التدمير والمجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق، فقد امتنع الدالاي لاما عن اتخاذ موقف، وصرح في العام 2005 بأنه raquo;من السابق للأوان القول ما إذا كانت (الحرب) صواباً أو خطأlaquo; . وفي ما يتعلق بالعنف الذي ارتكبه أفراد من طائفته ضد طائفة منافسة، فقد قال إنه raquo;إذا كان الهدف جيداً، فهو جائز، حتى إذا كان في الظاهر من النوع العنيفlaquo; . لقد تحدث في الواقع كفائز حقيقي بجائزة نوبل للسلام .
وفي العام ،2009 كان من دواعي السخرية أن جماعة أوسلو منحت جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس باراك أوباما، في الوقت ذاته الذي كان يمرر ميزانيات عسكرية قياسية، ويشرف على ثلاثة أو أربعة حروب، وعلى عدد من عمليات هجومية أخرى تلتها بعد سنوات حروب إضافية في اليمن، وغرب باكستان، وليبيا .
وقد كان بإمكانكم رؤية أوباما وقد فوجئ بعض الشيء - وربما حتى شعر بالاحراج - لمنحه الجائزة . فقد كان هذا القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية يدير ضربات الطائرات بلا طيار، محاولاً إظهار انه محارب صلب العود، يستقبل نعوش جنود مغطاة بالعلم الأمريكي في يوم، ويهاجم أماكن وأناساً آخرين في اليوم التالي . وكل هذا يشكل أعمال عنف دعماً للنظام العالمي الجديد، ويستحق عن جدارة ميدالية نوبل للسلام .
وهناك على الأرجح صقور حرب آخرون فازوا بجائزة نوبل . وأنا لا أدعي أنني مطلع على كل فائز بهذه الجائزة . وهناك بضعة فائزين جديرين بالجائزة، مثل مارتن لوثر كينغ، ونلسون مانديلا، وداغ همرشولد .
ولكن دعونا نعود إلى نقطة البداية: هل الاتحاد الأوروبي مؤهل حقاً لنيل هذه الجائزة؟
أفضل تعليق سمعته كان قول الفنانة الكندية جنيفر براوز: raquo;جائزة نوبل إلى الاتحاد الأوروبي؟ هذا يبدو بالأحرى موافقة طنانة في الوقت المناسب على إجراءات التقشف الوحشية التي تفرض حالياً . وها هي منظمة تجمع دولاً، وتعمل لإلغاء السيادة الوطنية بالنيابة عن مصالح الطبقات الحاكمة، وتحصل على جائزة سلام . ومن جانب آخر، إذا كان الاتحاد الأوروبي يعامل كشخص، فيجب أن يلاحق قضائياً لفرضه سياسات تؤدي مباشرة إلى قمع عنيف لمحتجين سلميين، وإلى بؤس مواطنين معذبينlaquo; .
باختصار، جائزة نوبل للسلام لا شأن لها بالسلام في أغلب الأحيان، بل هي ذات صلة وثيقة بالحرب . فهي تنظر إلى raquo;السلامlaquo; بعيون طبقة الأثرياء الحاكمة في الغرب . ولهذا السبب وحده، يجب ألا ننضم إلى جوقة التهليل .
التعليقات