أثار الشيخ مرجان سالم الجوهري موجة من الاستهجان بدعوته إلى هدم الأهرامات وأبو الهول لأنها أصنام تعبد، ولا تستقيم الشريعة إلا بتكسيرها.


قال الكاتب المصري عبدالمحسن سلامة إن الشيخ مرجان سالم الجوهري الذي أطلق (قذائفه) الغريبة والمثيرة، مطالبًا بهدم الأهرامات، وتحطيم أبوالهول، لكونها أوثانًا وأصنامًا تعبد من دون الله، يتصور نفسه quot; أكثر إيمانًا من عمر بن الخطابrlm;،rlm; وأعلم منه بالكتاب والسنةrlm;،rlm; وأكثر حرصًا على الدين منهrlm;quot;، على حد تعبير سلامة. rlm;

ويرى سلامة أن الشيخ نسي أن عمرو بن العاص فتح مصر في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الذي أطلق عليه الرسول الكريم لقب الفاروق، لقدرته الفائقة على التفرقة بين الحق والباطل، وهو الذي كانت تخشاه الشياطين، فلا يقتربون من الطريق الذي يسلكه، وهو الذي امتدت الدولة الإسلامية في عهده شمالاً وجنوبًا، وشرقًا وغرباً، وفتح الله مصر في عهده على أيدي عمرو بن العاص، ولم يسجل التاريخ حالة واحدة لتحطيم تمثال أو هدم مقبرة أثرية، أو تدمير أثر من الآثار الفرعونية أو الرومانية.
وكتب سلامة في مقاله في صحيفة الاهرام المصرية، أن الشيخ quot; يسيء لنفسه ويشوه صورة المسلمين في العالم كله، ويعيدنا إلي عصور الظلام والتكفير والعشوائية في التفكير، وإلى إشاعة الفتنة وتقسيم المجتمع إلى فئات، كل فئة تكره الفئة الأخرى تحت مسميات بعيدة عن روح الإسلام وسماحته حين يطالب بتحطيم أبوالهول وهدم الأهرامات واعتبارها أصنامًاquot;.
واردف سلامة quot; نجح النبي صلي الله عليه وسلم، في إقامة دولة الإسلام، لأنها الدولة التي حاربت الجهل والفقر والمرض والعبودية والتخلف، فالعرب قبل الإسلام كانوا قبائل متنافرة، لا تعرف إلا لغة الدم والقتالquot;.
ويوجه سلامة السؤال الى الشيخ مرجان ورفاقه ممن يسيرون على دربه، قائلاً quot; أين نحن الآن من الحضارة والتقدم؟، وأين نحن من أوروبا وأميركا واليابان والهند، أو حتى إسرائيل؟، هل نحن أسياد العالم أم هم؟quot;.
ويتساءل ايضًا quot; هل دعاوى التكفير وهدم الأهرامات وأبو الهول هي الكفيلة بتغيير ما نحن فيه من جهل وتخلف وفقر أم أنه من الأولى أن نحاول اللحاق بركب الحضارة لنقود العالم كما كنا، وساعتها سوف ينتشر الإسلام ويسمو ويسود العالم كلهquot;.
وكان الشيخ مرجان سالم الجوهري القيادي بالدعوة السلفية الجهادية في مصر اعتبر أن الدولة الإسلامية التي يحكمها حاكم مسلم لابد عليها أن تقوم بتطبيق الشريعة وتوحيد الله، معتبراً أن ذلك لن يتحقق إلا إذا هُدمت الأصنام سواء كانت تعبد أو لا تعبد.
وأضاف مرجان في حوار مع برنامج الـ(10 مساءً) أنquot;هناك أدلة من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد أن على المسلم الحق أن يقوم بتدمير كافة التماثيل التي تجعل الناس تُشرك من دون الله عز وجلquot;. وتابع quot; أنه بحديثه عن ضرورة هدم الأهرامات و أبو الهول يكون قد اتبع بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي حذر فيه من أنه سيأتي يوماً على المسلمين يعبدون فيه الأصنام، مستطرداً بأنه يُحارب من أجل أن لا يتحقق ذلك من خلال دعوته بضرورة هدم الأصنام جميعها quot;.
واختتم القيادي السلفي الجهادي حديثه موجهاً رسالة للرئيس محمد مرسي، إنه إذا كان بالفعل حاكماً مسلماً لدولة إسلامية لابد أن يتبع شرع الله ويصدر أمراً فورياً بالقضاء على جميع الأصنام وبكل أشكالها.
وحول الموضوع نفسهكتبت بشائر محمد في صحيفة الوطن السعودية عن دعوات بعض الإسلاميين الذين يتسمون بأسماء وشعارات مختلفة، ويتبعون لتنظيمات وأحزاب وجماعات متباينة، التي quot;لا تخلو من التطرف والمبالغة في أحيان كثيرة، بل ويسعى هؤلاء إلى فرض وجهة نظرهم المتطرفة على كل شرائح المجتمع، حتى لو كان مجتمعًا جبل على التعدد والاختلاف والوسطيةquot;.
وانتشرت دعوات في دول الربيع العربي، تنادي بعودة المرأة إلى مربع الحريم وعصور الجواري، وتعديل الدساتير من أجل السماح بتزويج القاصرات، اتكاءً على ما استشهدوا به من التراث الإسلامي، وهي دعوات تنبئ عن علاقة مأزومة بين هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة والمرأة ككائن بشري، وهذا ليس بجديد. ولمصر تحديداً بوصفها إحدى الدول التي مر بها ربيعنا العربي، وضع مختلف جدًا، بحكم حضارتها الفرعونية القائمة على المنحوتات والمحنطات والتماثيل والصور، وهذا ما أزعج البعض من الطالبانيين.
تتابع بشائر الحديثquot; خرج أحد شيوخهم الجهاديين منادياً على الفضائيات بأن يقوم المسلمون بواجبهم الذي لم يقم به عمرو بن العاص في مصر، وهو هدم وتحطيم الأصنام: أبو الهول، وخوفو، وخفرع، ومنقرع، وتوت عنخ آمون، وكل ما يعثر عليه من أوثان على شاكلتهم، أسوة بما فعل طالبان بالصنم بوذا انتصاراً للدين، فلا فرق ـ في نظره ـ بينها وبين الأصنام التي حطمها إبراهيم الخليل عليه السلام، ولا بين اللات والعزى وغيرها من الأصنام التي حطمها المسلمون في عصر النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، غاضاً الطرف عن ثورة المهتمين بالتراث الإنساني، الذين يرون في هذا عبثًا، وأن هذا التراث ملك لكل الناس، وليس للإسلاميين وحدهمquot;.
ويرفض أصحاب تلك الدعوات كل محاولات الإقناع التي تفيد أنquot;أبا الهولquot; مجرد تمثال، والكثير من الفقهاء برروا إبقاء عمرو بن العاص على مثل هذه الأصنام، وإبقاء المسلمين في العصور الإسلامية على بعض التماثيل في البلاد المفتوحة بانتفاء العلة، وعدم وجود من يتعبد بتلك التماثيل.
وبحسب بشائر فإن quot;مثل هذه الدعوات المتسرعة غير المدروسة بشكل جيد، والتي لم ولن تنال إجماع العلماء المسلمين، تعطي انطباعًا سيئًا عن الإسلام، وتخيف كل شرائح المجتمع من غلبة التيارات المتشددة، وترى فيه تطرفًا وإقصاء للآخر وتهميشاً لقناعاته وسلبًا لمقتنياته وإرثه الحضاري باسم الدين. هذا الشعور سوف يمتد إلى المسلمين أنفسهم، الذين لا يرون في هذا الفكر صواباً ومنطقية واعتدالاً، فكيف يرى العالم الإسلام اليومquot;.