سميح صعب
لعله من نافل القول انه على أبواب الانتخابات الاسرائيلية يلجأ نتنياهو الى خيار الحرب على غزة من اجل تحسين شعبيته التي فقدها بتراجع حظوظ اليمين في اسرائيل نتيجة بقاء اوباما في البيت الابيض أربع سنوات أخرى؟
لكن اختيار نتنياهو هذا التوقيت ليفتح حرباً في غزة، لم يمله عليه الشأن الداخلي وحده هو، بل ان ثمة ما يرمي رئيس الوزراء الاسرائيلي الى تحقيقه اقليمياً ايضاً. فهو يريد ان يقول للنظام الجديد في مصر ان اسرائيل لا تزال اللاعب الاقوى في المنطقة وان على الرئيس المنبثق من quot;الاخوان المسلمينquot; ان يراعي هذه المعادلة في توجهاته المستقبلية.
وليس سراً ان نتنياهو يضيق ذرعاً بكل ما يقال عن احتمالات استعادة مصر دورها الاقليمي بعد اطاحة حسني مبارك، بينما ترى اسرائيل ان دور مصر الاقليمي يقوم على حراسة معاهدة كمب ديفيد، وخارج هذا الاطار يصير كل دور تحاول مصر الاضطلاع به سواء أكانت هويتها ليبرالية أم اسلامية، مُسوساً بالمعاهدة التي يجب ان تبقى من وجهتي النظر الاسرائيلية والاميركية فوق كل اعتبار.
وأبعد من مصر قليلاً في النطاق الاقليمي، تنظر اسرائيل بعين الشك والريبة الى كل التطورات المحيطة بها. وعلى رغم كل التطمينات الاميركية، يقلقها نشوء محور من الدول الاسلامية يمتد من مصر الى تركيا الى سوريا (في حال سقوط نظام الرئيس بشار الاسد) الى الاردن التي لن تستطيع ان تقاوم المد الاخواني اذا سيطرت الجماعة على النظام في سوريا كما تستولي على مكونات المعارضة الان.
لكن الحرب على غزة تعجل في اقحام اسرائيل في مواجهة مع النظام الاقليمي الناشىء، خصوصا ان quot;حماسquot; كانت أعلنت انحيازها الى جانب هذا النظام الجديد وتخليها عن المحور السوري - الايراني.
فإلامَ يرمي نتنياهو من وراء التصعيد في غزة ودفع الامور الى حرب مفتوحة؟ هل استشعر ضعفاً من quot;حماسquot; بقرارها الانتقال من محور الى محور فاراد الاجهاز على الحركة في هذا التوقيت الذي يخدم حملته الانتخابية اذا ما نجح؟ على أن من غير المضمون معرفة كيف ستنتهي المواجهة الحالية في ظل الاوضاع المتغيرة والمتقلبة في منطقة ملتهبة أصلاً.
- آخر تحديث :
التعليقات