أنور ماجد عشقي
مع نهاية عام 2012م وفي الأسبوع الأول من الشهر الأخير، حدث تحول في الموقف الروسي وتغيير على الأرض في سوريا. وتم لقاء جمع بين كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري ونظيرها الروسي لافروف، والمبعوث الدولي إلى سوريا الإبراهيمي في العاصمة الإيرلندية دبلن، حيث فاجأت موسكو العالم بوصفها النظام السوري بأنه أصبح عاجزا.
لم يكن اجتماع دبلن خاصا بأحداث سوريا بل كان بمناسبة اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فقد وصلت الأحداث في سوريا إلى حدود حلف الأطلسي مما دعاه إلى نشر صواريخ باتريوث في تركيا، لكن القلق أخذ يساور الجميع من احتمال استخدام بشار السلاح الكيماوي، لهذا كان التعجيل بتحقيق السلام في سوريا أمرا ملحا.
لقد جاء التغيير في الموقف الروسي مشجعا على التفاهم حول البحث عن مخرج للأزمة السورية برعاية دولية، هذا الموقف الذي اعتبر استجابة للتطورات الميدانية التي تشير إلى تقدم قوات المعارضة في معارك دمشق وريفها ، حيث اعتبرت معركة الحسم.
ومع اقتراب ساعة الحسم فإن المخاطر تتصاعد فإذا لم ينجح التدخل الدولي، فإن الموقف قد يتحول إلى كارثة ويستخدم النظام السلاح الكيماوي لكن الورقة الأخيرة في يد النظام هو نقل الأزمة إلى لبنان وهو ما تشير إليه الدلائل.
فالنظام في سوريا أخذ يدفع مع إيران في تأزيم الوضع بين 8 آذار و 14 آذار مما قد يعجل بالصدام بين الضاحية الجنوبية في لبنان، والضاحية الشمالية فيها، لإدخال حزب الله في حلبة الصراع، مما يجعل طرابلس تنضم إلى الثوار في سوريا وحزب الله إلى النظام.
إن المؤشرات تقول بأن الوضع في لبنان سوف ينخرط في الأزمة السورية.
إن على الحكومة اللبنانية أن تتدارك الوضع وتجمع الفرقاء من الطرفين على طاولة واحدة لتوقيع ميثاق الشرف بالتعاون وعدم التصعيد وتشكيل حكومة وفاق وطني، وبهذا تكون لبنان نأت بنفسها عن الأحداث وأنقذ قادتها بلدهم. والسؤال هل بدأت ساعة الحسم في سوريا.
- آخر تحديث :
التعليقات