بشار الأسد حول نفسه إلى هدف مثالي للجهاديين، فهو مستكمل لشروط الشر المستطير والصافي، هو دموي إلى حد التوحش، وكاره لأهل السنة..

إيلاف: يتحدث الكاتب يحيى الامير عن اخبار متواترة تدعو الى القلق تفيد بوصول مجاهدين من الكويت أو من السعودية أو من غيرهما الى سوريا للمشاركة في الثورة هناك ، مؤكدًا بأن هناك مسؤولية مهمة وتاريخية تقع على عاتق الكثير من القوى والمنابر الدينية في المنطقة، تتمثل في ترسيخ أن ما يحدث في سوريا ثورة لا مكان فيها لتدفق المجاهدين، بل ولا بد من تجريم ذلك الفعل وبيان خطره .
وعلى الصعيد نفسه،يناشد الكاتب شملان يوسف العيسى الحكومة الكويتية أن تسارع بالاعلان أن العمل الجهادي في سورية من قبل شباب الكويت الذين يعبرون الى هناك مرفوض ويعاقب عليه القانون .
وبحسب العيسى، فإن الكويت دولة صغيرة مسالمة وليست ثمة حاجة لأن تنتقل مشاكل الاسلام السياسي في الوطن العربي اليها ، بسبب بعض النواب الذين يتاجرون بالدين للوصول الى كرسي مجلس الأمة على حساب الوطن ومستقبله.
لكن مشاري الذايدي يعتقد أن الساحة السورية الآن، بعد استفحال المجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد السكان المدنيين السنة، وحتى غير السنة من أنصار الثورة، كما جرى في مدينة سلمية الإسماعيلية، أصبحت ساحة مغرية لكل من يريد الجهاد ضد الطاغوت السوري الحاكم في دمشق.
ويشير الذايدي الى أن بشار الأسد حول نفسه إلى هدف مثالي للجهاديين، فهو مستكمل لشروط الشر المستطير والصافي، هو دموي إلى حد التوحش، وكاره لأهل السنة، وعميل لإيران. كلها مواصفات مثالية لجعل من لا يفكر في الجهاد من الشبان أو الناس الذين يرون العالم فقط على هيئة حرب بين أهل الإسلام وغيرهم، يلتهبون شوقًا للقتال.
سوريا.. أرض الثورة وليست أرض الرباط
ينبه الكاتب يحيى الامير في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن السعودية الصادرة هذا اليوم الى أن quot;مفهوم الثورة لا يتسق أبدًا ومفاهيم الجهاد. الثورة مرتبطة بالدولة، وليست بالأمة.. تنطلق من قيم الحرية والخروج من الظلم والاستبداد، بينما الجهاد ينطلق في الغالب من مفاهيم فقهية تجعل من الطائفة والمذهب عوالم للفرز والتقسيم والاستعداءquot; .
ويعترف الامير بأن هناك quot;فهمًا خاطئًا لما يحدث الآن في سوريا من قبل بعض القوى الدينية في المنطقة، أبرز محاور ذلك الفهم هو إسباغ أدبيات الجهاد على ما يحدث في سوريا، وتحويل قضية الثورة السورية إلى قضية جهاد وفق المفهوم الوحيد والقائم للجهاد، وهذا أحد جوانب الخطورةquot;.
ويذكّر الامير بأن quot;الجهاد مفهوم أممي عابر للحدود، بمعنى أنه لا يعترف بالأبعاد القطرية والدولية التي يختص بها الوضع في كل دولة، بل إن إقامة الجهاد والتوجه إليه في أي دولة هو تفريغ لتلك الدولة من مفهومها القطري، وتحويلها إلى ثغر من ثغور الجهاد، وهو ذات ما حدث في العراق، والكثير من الشباب الذين توافدوا للجهاد في العراق لم يتجهوا إلى هناك ليمثلوا عامل استقرار للعراق بل ليدافعوا عن (الإسلام) ولينصروا الأمة، وليقيموا الجهاد لرد المحتل. وهو المفهوم الذي لا ينسجم أبدًا مع الثورة السورية.quot;
ويتطرق الامير الى الانباء الواردة حول quot;ما تعرض له كثير من الشباب السعودي الذين ذهبوا للجهاد في العراق حين تحولوا إلى لعبة رخيصة في أيدي الجماعات التي باعتهم واشترتهم بأبخس الأثمان، وتحولت أجسادهم إلى قنابل ترمي بها تلك الأيدي المتنازعة في وجوه بعضها البعض. أما من نجا منهم فقد عاشوا أسوأ ظروف اعتقال وتعذيب، وتحولوا بعد ذلك إلى قضية حقوقية وإنسانية بذلت فيها المملكة جهدًا كبيرًا لاستعادة من تبقى منهمquot;.
ويشير الامير الى أن quot;جماعات العنف الجهادي هي في الواقع من أكبر الخاسرين بعد موجة الربيع العربي، بل إن أفكار التغيير الجهادي المسلح شهدت تراجعًا وانحسارًا كبيرًا، فبعد ما يزيد عن عشر سنوات من أحداث الحادي عشر من سبتمبر واندلاع أعمال عنف في كثير من دول العالم، واتساع الجماعات الإرهابية، اتضح جليًا عدم قدرتها على إحداث أي تغيير، وسقطت نظريات التغيير بالسلاح والإيديولوجيات، ليبدأ زمن الثورات السلمية التي استطاعت أن تحقق في فترات وجيزة ما عجزت عنه تلك الجماعات المسلحةquot;.
وبحسب الامير، فإن quot;مفهوم الثورة لا يتسق أبدًا ومفاهيم الجهاد، فالثورة مرتبطة بالدولة، وليست بالأمة، وهـي تنطلق من قيم، على رأسها قيمة الحرية والخروج من الظلم والاستبداد، بينما الجهاد ينطلق في الغالب من مفاهيم فقهية تجعل من الطائفة والمذهب عوالم للفرز والتقسيم والاستعداء، لكن الثورة يقوم بها مواطنون من مذاهب وطوائف متعددة يجمعها الوطن فقطquot;.
ويلفت الامير الانتباه الى quot;أن بعض الفضائيات الدينية والأصوات الدينية التي لا يوجد لها سوى تعريف واحد لكل حركة ثورية وهو التعريف الديني (الجهاد) تبالغ كثيرًا في طمس معالم الثورة السورية لتصبح أرض الرباط، مما يشكل تحريفًا للثورة وإمدادًا لكل من يناهضها بالمزيد من المبرراتquot;.
تصدير الإرهابيين
ويرى الكاتب الكويتي شملان يوسف العيسى في مقاله الذي نشرته صحيفة الوطن الكويتية في عددها الصادر اليوم الى أن quot; الحكومة الكويتية لم تتعلم من دروس العمل الجهادي في أفغانستان quot; ، لافتًا الانتباه الى الاخبار المتداولة عن
أن quot;عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية في سورية للمشاركة في عمليات (الجهاد) الى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات نظام بشار الاسدquot; .
وهذا الخبر الخطير- بحسب العيسى - يثير تساؤلات عدةحول quot;من شجع ونظم هؤلاء الشباب للانخراط في العمل الجهادي في سورية؟ ولمصلحة من يقتل شبابنا في سوريا؟ وهل يعلم اهالي الجهاديين عن تطوعهم وهل الحكومة على علم بما تقوم به احزاب الاسلام السياسي من تشجيع لشبابنا للانخراط في العمل الجهاديquot;.
ويتساءل العيسى quot; لماذا دفع شبابنا للجهاد؟ ما هي مصلحتنا في محاربة النظام السوري ، وهل يقبل نوابنا الذين يجمعون التبرعات ويشجعون المظاهرات ضد النظام السوري أن يقوم النظام السوري بتسليح بعض الشباب المغرر بهم للقيام بعمليات ارهابية في بلدناquot;.
ويتابع العيسى: quot; نحن متخوفون على مستقبل بلدنا خصوصاً وأن لدينا نوابًا يعتبرون علم البلاد ورمزها مجرد (خرقة) أو قماش. كما هناك نائب آخر لا يقف احتراماً للسلام الأميري.. ونواب آخرون يجمعون التبرعات في دواوينهم وهم بذلك يخالفون القانون ولا احد يعرف اين تذهب هذه الأموال.. ربما لدعم العمل الجهادي في سوريا أو تمويل الشباب المجاهدquot;.
الاسد..هدف مثالي للجهاديين
وفي مقاله الذي نشرته صحيفة الشرق الوسط في عددها الصادر اليوم، يشير الكاتب مشاري الذايدي الى نفي قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد قبل أيام حول ما توارد من أنباء بشأن مشاركة كويتيين في القتال مع الجيش الحر على الأراضي السورية.
وكانت صحيفة القبس الكويتية أوردت أنباء، في عدد الأحد الماضي، عن دخول مواطنين كويتيين إلى الأراضي السورية للمشاركة في القتال الى جانب الجيش الحر ضد قوات الحكومة. وأكد الأسعد حسب صحيفة الوطن الكويتية أن ما يثار عن وجود مقاتلين من جنسيات عربية غير صحيح جملة وتفصيلاً، وقال إن النظام السوري يسعى الى بث مثل هذه الأخبار لإيهام العالم.
ومن وجهة نظر الذايدي quot; فإن الساحة السورية الآن، بعد استفحال المجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد السكان المدنيين السنة، وحتى غير السنة من أنصار الثورة، كما جرى في مدينة laquo;سلميةraquo; الإسماعيلية، أصبحت ساحة مغرية لكل من يريد (الجهاد) ضد (الطاغوت) السوري الحاكم في دمشقquot;.
ويعتقد الذايدي أن بشار الأسد quot;حول نفسه إلى هدف مثالي للجهاديين، فهو مستكمل لشروط الشر المستطير والصافي، هو دموي إلى حد التوحش، وكاره لأهل السنة، وعميل لإيران. كلها مواصفات مثالية لجعل من لا يفكر في الجهاد من الشبان أو الناس الذين يرون العالم فقط على هيئة حرب بين أهل الإسلام وغيرهم، يلتهبون شوقًا للقتالquot;.
ويرى الذايدي أن quot; بشار الأسد وأجهزته جربوا الاستفادة من هذه الطاقة الجهادية الجامحة، في العراق ولبنان، ولا يغيب عن البال استخدامه لجماعة فتح الإسلام في لبنان، ثم استخدامه لبعض الشيوخ الجهاديين في تجنيد الشبان العرب للذهاب إلى العراق ومشاغلة أميركا هناك، وقد تحولت حدود سوريا نحو 5 سنوات بعد سقوط صدام حسين في أبريل (نيسان) 2003، إلى محطات شحن وإسناد للزرقاوي وغيره في العراقquot;.