مكرم محمد أحمد

لست علي ثقة من أن تسليح المعارضة السورية يمثل الحل الأمثل للأزمة السوريةrlm;,rlm; رغم حماس السعودية وإنحياز قطر ودول الخليج إلي هذا الحل الذي يقلق كثيرا من دول العالم ترفض المشاركة في أي عمل عسكري ضد نظام الحكم السوريrlm;,

لأنها تعتقد أن الرئيس بشار لا يزال يسيطر علي المؤسسة العسكرية السورية, وتخشي أن يتسع لهيب الحرب الأهلية ويمتد إلي العديد من الطوائف والأقليات العلوية والكردية والدرذية والمسيحية لتأخذ سوريا إلي نفق مظلم, سوف يؤدي بالضرورة إلي تمزيق نسيجها الوطني إن لم يكن تقسيمها إلي إمارات متحاربة, فضلا عن أن تجربة ليبيا لا تزال ماثلة للعيان, حيث تسيطر المليشيات المسلحة علي شوارع العاصمة طرابلس وعدد من المدن الليبية ترفض أن تغادر أو تدمج نفسها في العملية السياسية, رغم أن المعارضة في ليبيا كانت تملك أرضا واسعة تمتد من بنغازي إلي الحدود المصرية, شكلت قاعدة صلبة لإنطلاق العمليات العسكرية ضد نظام القذافي الذي كان لا يزال يسيطر علي النصف الغربي من البلاد!
علي حين لا تملك المعارضة السورية مثل هذه الميزة, حيث يحاصر الجيش السوري بؤر المنشقين في حماة وحمص ودرعا وأدلب وريف دمشق ويضربها بالمدفعية الثقيلة دون حساب لأرواح المدنيين, ويغلق عليها كل المنافذ ويحول دون فتح ممرات آمنة لإخلاء القتلي والمصابين وتمرير المساعدات الإنسانية إلي المناطق المنكوبة!, ولهذا السبب تقترح قطر إنشاء قوة عربية مسلحة تفتح هذه الممرات من خلال التفاوض أو بقوة السلاح وهو أمر يشق علي معظم الدول العربية المشاركة فيه.., وما من شك أن تسليح المعارضة سوف يزيد من أعداد الضحايا الذين يتجاوز عددهم أكثر من المائة في اليوم الواحد لتصل الأعداد إلي حدود الآلاف وفي كل الأحوال فإن السوريين هم الذين سوف يدفعون ثمنا باهظا دون أي ضمانات دولية أو إقليمية أو عربية تحفظ وحدة البلاد أو تحمي المدنيين السوريين! ولا أظن أن أحدا يمكن أن يجادل في أن تسليح المعارضة سوف يؤدي إلي تصاعد الحرب الطائفية خاصة مع وجود نشاط عسكري متزايد لتنظيم القاعدة داخل سوريا يحرص علي أن يكرر في سوريا ما فعله في العراق, سوف يوجه ضرباته للطوائف المسيحية والعلوية والدرذية ليشعل حربا طائفية تمكنه من توسيع نشاطه, وقد يكون الحل الصحيح في مثل هذه الظروف تصعيد العقوبات علي نظام حكم بشار ومنع وصول أي عون عسكري أو مادي إليه, وتوسيع نطاق الغضب الشعبي ضد نظامه, وتفويض الأمر بأكمله للشعب السوري بحيث يصبح وحده صاحب القرار في الحرب أو التفاوض أو التصالح أو استمرار الثورة.