فهد الرمضان

بعد رحلة من المعاناة وسنوات قاسية، وبلهجة عراقية ممزوجة بالكويتية تحدث علي الحربي، الذي افرجت عنه السلطات العراقية صباح أمس، بعد أن أمضى حوالي 8 سنوات بين سجون الجنوب في جوكة وسجون الوسط في أبوغريب، والشمال في بادوش وسوسة، بعد أن ذاق معاناة الاعتقال من قبل الأميركان، وتعرض لطرق شتى من التعذيب لسحب الاعترافات.
وصرح الحربي لـrdquo;الجريدةrdquo;، في حفل استقبال أقامته أسرته له اليوم في منزلها بالعقيلة، بأنه كان قد دخل إلى الأراضي العراقية عام 2004 مع صديقه الاماراتي حمد ldquo;تهريباًrdquo; بهدف شراء بعض الخيول العربية الأصيلة للمتجارة بها، موضحا أنه فور اعتقاله فصل عن صديقه الذي ينتمي إلى أصول عراقية.
وقال إن القوات الأميركية اعتقلته وصديقه في عدة سجون، حيث تعرضا لضغوطات نفسية شديدة لسحب الاعترافات منهما، لافتاً إلى أنه في أول معتقل تم وضعه فيه هدد بالتعذيب والضرب والايذاء النفسي، حيث يتم تجريد السجناء من كل ملابسهم، والتحقيق معهم بطريقة وحشية.
وأضاف أنه بعد نقله إلى المعتقل الثاني، الذي لا يعرف اسمه، تغيرت طريقة تعامل المحققين وتحسنت كثيرا بحيث يأخذ السجين بعض الحقوق الانسانية، مشيرا إلى أن الأميركان بعد ذلك سلموه إلى الجانب العراقي الذي باشر معه اجراءات التحقيق من البداية.
في ldquo;أبوغريبrdquo;
وأوضح أنه تنقل بين عدة سجون، منها سجن جوكة في الجنوب وأبوغريب في بغداد، ثم بادوش في الموصل، ليستقر اخيرا في سجن سوسة في كردستان العراق الذي استقر فيه نحو 5 سنوات، لافتا إلى أن أكثر السجون التي أحس فيها بخطر على حياته، كان سجن أبوغريب، وسجن بادوش، نظرا لما سمعه عما في أولهما من طرق شتى للتعذيب، ldquo;غير أنه عند دخولي إليه كانت القوات العراقية قد تسلمته، واقتصر دور الأميركان على ادارة القواعد العسكرية فقط.
وأشار الحربي إلى أن طريقة تعامل الحراس داخل السجون العراقية اتسمت بالطائفية في الاعوام من 2005 حتى 2007، ثم بدأت الامور تأخذ منحى عرقيا أكثر بحيث تم التعامل على أساس الانتماء العرقي، مستدركا بأن الامور بدأت تتحسن داخل السجون عام 2009 بعد مراقبة المنظمات الانسانية عليها.
وذكر أنه كان قد تعرف على اصدقائه الذين ذهبوا معه إلى العراق خلال دراسته في الامارات العربية المتحدة، حيث كان يدرس تخصص المحاسبة في كلية التجارة بجامعة عجمان فرع أبوظبي، لافتا إلى أنه كان طالبا عند تعرضه للاعتقال في العراق.
تباشير الإفراج
وعن تباشير الإفراج عنه، قال إنها بدأت عندما زاره السفير الكويتي علي المؤمن في السجن برفقة القنصل سالم الشنفا، وأخبره بأنه حصل على عفو جمهوري خاص بعد القمة العربية السابقة بثلاثة أيام، وأبلغه أنه لم يعد أمامه سوى بعض الإجراءات التي ستستغرق ثلاثة أيام، ليعود بعدها إلى حضن الكويت.
ولفت إلى أن هناك خطأ اجرائيا تسبب في تعطيل الافراج عنه لتصل إلى 7 أيام، تم بعدها تسليمه إلى القنصل سالم الشنفا، وبعدها تم ترحيله إلى الكويت عن طريق رحلة ترانزيت مرورا بإمارة دبي، حيث وصل إلى البلاد فجر اليوم الجمعة.
وتوجه الحربي بالشكر الجزيل إلى كل من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وإلى الحكومة ووزارة الخارجية والسفير المؤمن والقنصل الشنفا، وكل من ساهم في خروجه من السجون العراقية، معربا عن تقديره الكبير لجهود الجميع، وامتنانه الشديد لهم على ما بذلوه من عمل لأجله.