توقيع هل تغير تركيا سياستها تجاه أطراف الصراع في العراق؟
فاتح عبدالسلام
الآن، هناك أزمتان كبيرتان على حدود تركيا الجغرافية أو السياسية أو الاعتبارية بعد أنْ كانت الأزمة السورية وحدها متصدرة المشهد.
حيث تظهر الأزمة العراقية بقوة قريباً من تركيا منذ أسابيع عدة. لقد دلّت المؤشرات وما جرى تسريبه أيضاً إلى إنّ واشنطن تنأى بنفسها عن أزمة الحكم في العراق، وهذا ما رشح من زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني إلى واشنطن قبل أيام قليلة. لذلك تبدو الفرصة أكبر للأدوار الإقليمية.
ويبدو إنّ خيار المراهنة على دور لدولة إقليمية واحدة هي إيران لم يعد مجدياً في الحسابات السياسية العراقية، وعلى نحو واضح لدى القيادة الكردية التي ترتبط بالجغرافيا المثيرة للجدل والهموم السياسية المزمنة مع كل من تركيا وإيران. وإنّ ما جرى ترجيحه في فترات سابقة لاسيما في ميزان الحزب الكردي الحاكم في السليمانية قد يعطي انطباعاً لا يخدم الضلع الثالث الكردي في المعادلة العراقية على حسب التصنيف التقسيمي للعراق.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتحدث بصورة توحي بنهائية موقفه التقييمي لرئيس الوزراء العراقي الذي وصف سلوكياته تجاه شركائه بأنّها لا تبشر بالخير في العراق وانّه يذكي التوترات الطائفية من خلال تصرفاته في الائتلاف الحاكم حسب قوله.
غير إنَّ هذا الاندفاع السريع في تصريحات تقاطعية قوية ضد نوري المالكي قد تشبه اندفاعاً مماثلاً مارسه أردوغان ضد بشار الأسد في وقت مبكر من تفجر الأزمة السورية قبل أنْ تفتر التصريحات التركية في الشهور اللاّحقة.
فضلاً عن إنَّ تصريحات أردوغان توحي بأنَّ خيط الصلة الحوارية شبه مقطوع مع الحكومة العراقية كما توهم أيضاً أن أنقرة تلتزم جانباً حتى لو كان محّقاً على حساب جانب آخر بيده السلطة والظلم في بغداد، وأنّ الأتراك كانوا دائماً حريصين على إدامة الصلة مع بغداد لاسيما في إظهار العين الحمراء للكرد.
هل تغيرت سياسة تركيا في العراق، فباتت تتجه إلى لملمة الأطراف ضدَّ توجهات المركز أم انَّها مناورة خرجت من سياقها الدبلوماسي مبكراً تحت ضغوط شتى معظمها غير ظاهر ويخص الدور التركي في مباحثات النووي الايراني على غرار أقول واسمعي يا جارة .
حقّاً إنَّ الاقليم الكردي بيضة القبان في الأزمة العراقية الآن، لكنَّها بيضة لا تصلح لأي قبان أو إنّها تبدو أحياناً بيضة من دون وجود ذلك القبان المطلوب ولعلَّ زيارة البارزاني إلى أنقرة كانت في إطار إيجاد ذلك التوازن المفقود، وهي زيارة تعقب زيارات كردية الى طهران التي تستقبل المالكي بعد يومين.
التعليقات