لندن - كتب حميد غريافي


حضت أوساط ديمقراطية في الكونغرس الاميركي قيادة quot;الجيش السوري الحرquot; ورئاسة quot;المجلس الوطني السوريquot; المعارض على quot;فصل مدينتي حمص وحماة او احداهماquot; عن سيطرة قوات النظام, وتحويلها الى بنغازي أخرى تتجمع فيها وتنطلق منها المقاومة المسلحة الى مختلف المحافظات, في إشارة إلى مدينة بنغازي, التي انطلقت منها الثورة الليبية, مطلع العام الماضي.
وقال أحد أعضاء وفد ديمقراطي اميركي يزور تركيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر والامارات quot;إننا لانفهم حتى الان اسباب تردد الجيش السوري الحر والمعارضة الخارجية والداخلية التي تدعمه في السيطرة على مدينة حمص التي اصابها تدمير النظام الكامل بنسبة 60 في المئة على الاقل, لأنه يعتبرها حصنا سنيا الى جانب اعتباره السابق مدينة حماة حصناً آخر قضى عليه وحوله الى خراب ودمار في مطلع الثمانينات من القرن الماضي, طالما ان قادة هذا الجيش يعلنون منذ اسابيع ان عدد المنضوين تحت لوائه ممن انشقوا عن الجيش النظامي بلغ الخمسين الف جندي, فيما السيطرة على حمص مثلا او حماة لا تحتاج لاكثر من 15 إلى 20 الف ضابط وجندي, حتى ولو لم يكونوا يمتلكون اسلحة ثقيلة ومدافع, إذ ان تجربة السيطرة على حي بابا عمرو في حمص قبل نحو شهرين مشجعة جداً, حيث أن عدداً قليلاً من جنود quot;الجيش الحرquot; لا يتجاوز عددهم السبعين مقاتلا تمكنوا من صد هجمات قوات ماهر الاسد الخاصة الأكثر كفاءة وتدريباً, قبل أن ينفذوا انسحاباً تكتيكياً بعد نفاد ذخيرتهمquot;.
من جهته, قال عضو آخر في الوفد لدى وصوله الى لندن لmacr;quot;السياسةquot; ان اعضاء الوفد التقوا قيادة quot;الجيش السوري الحرquot; في تركيا, الأسبوع الماضي, ونقلوا الى كبار ضباطها وجهة نظر عسكرية أميركية من قيادة وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; مفادها ان quot;ضرورة الانتهاء بسرعة من النظام الأسدي يحتم على هذا الجيش الحر ارسال نصف عناصره المنتشرة الآن في اماكن مختلفة من البلاد للتجمع في مكان واحد مثل حمص أو حماة او اللاذقية او حلب, بعد احتلالها بالكامل وتحويلها الى مقر قيادة عسكرية سياسية للثورة, كما بدأ الحال في بنغازي الليبية التي منها انطلق الزخم الثوري وانتشر في مختلف انحاء البلاد وادى الى سقوط النظامquot;.
وذكر الوفد القادة العسكريين السوريين المنشقين بأن quot;سلخ احدى المدن السورية عن هيمنة الجيش النظامي وتحصينها جيدا يفتح الطريق امام ارسال اطنان من الاسلحة عبر البحر إليهم, قد تكون بينها اسلحة ثقيلة في مرحلة لاحقة قريبة مثل الدبابات والمدفعية والصواريخ والاسلحة المتوسطة ومدافع الهاون والقذائف المضادة للدروع والدبابات والطائرات, وكذلك يفتح الطريق أمام تدفق مقاتلين مدنيين من قوى الثورة ممن خدموا في الجيش وهم الآن لا يجدون اماكن ثابتة ومحمية للالتحاق فيها بالجيش الحر, ومن آلاف المقاتلين العرب من مختلف الدول العربية لمحاربة نظام الاسد على غرار ما كان يفعله منذ احتلال العراق العام 2003 حتى الامس القريب من ارسال سلفيين ارهابيين من مختلف انحاء العالم يتجمعون في معسكرات تشرف عليها الاستخبارات البعثية لتأهيلها وارسالها لمقاتلة العراقيين وبث الفوضى والخراب في العراقquot;.
وكشف أعضاء الوفد الأميركي لقادة quot;الجيش الحرquot; ولعدد من قادة المعارضة السورية في الدول التي زاروها أن بسط سيطرة القوات المنشقة على احدى المدن السنية الساحلية القوية ذات العدد السكاني الكبير مثل حمص او حماة او حلب او اللاذقية او طرطوس سيعفي quot;المجلس الوطنيquot; السوري من quot;استعطاءquot; تزويد quot;الجيش الحرquot; بالأسلحة, اذ ستتمكن الدول الغربية والعربية الداعمة لهذا التسليح من ارسال الاسلحة والمقاتلين مباشرة الى quot;بنغازي السورية الجديدةquot; حيث سيرتفع بسرعة عدد الوحدات العسكرية المنشقة عن الجيش النظامي الملتحقة بمركز القيادة الجديد المحرر ما سيؤدي الى حدوث بلبلة قصوى في صفوف الجيش الحكومي, وخصوصا في صفوف الوحدات المترددة التي تنتظر فرصة سانحة للانشقاقquot;.
وقال احد اعضاء الوفد لmacr;quot;السياسةquot; في لندن ان quot;إعلان الجيش السوري الحر سيطرته التامة على احدى المدن الساحلية الكبرى الذي سيؤدي الى قطع الطريق الساحلية الشمالية المؤدية إلى تركيا بكاملها, سيدفع بخطط الاستخبارات الاميركية quot;سي اي ايهquot; والاوروبية والتركية والخليجية قدماً لدعم انقلاب عسكري يطيح نظام الاسد, هم يحضرون له منذ منتصف العام الماضي, ويشجع سلاح الجو السوري على حسم موضوع هذا الانقلاب لصالح الثورة والجهات الداخلية والدولية الداعمة لها.