النظام يحتاج إلى قتل خمسين سوريًا يوميًا واجتياح ثلاث أو أربع مدن وبلدات لا ليربح المعركة بل ليتفادى السقوط.


يحلل سركيس نعوم ما يقوله مسؤولون إيرانيون من أن طهران لا تدعم الرئيس بشار الاسد لأنه علوي بل الهدف من السياسة التي تنتهجها الدولة الاسلامية هو إقامة محور عربي واسلامي قوي قادر أولاً على مواجهة التحدي الغربي والأميركي المزمن للعرب والمسلمين، وقادر ثانياً على تحرير الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل.

وينقل سركيس عن مصادر سياسية متابعة لسياسة ايران المحلية والاقليمية أنquot; ايران تتحرك من منطلقين. الأول، فارسي والثاني مذهبي، وذلك كله بغية الوصول الى وضع تتمكن بواسطته من أن تكون القوة الاولى أو الأعظم في الشرق الاوسط (العربي والاسلامي)quot; .
ومن شأن ذلك وضع العرب تحت الحماية الايرانية، كما أن من شأنه أيضًا دفع السنّة العرب الى وضع لا يحسدون عليه في مقابل تعزيز وضع الشيعة.
ويزيد سركيس في القول إن quot; المناخ المذهبي الحاد الذي يسود المنطقة في هذه المرحلة، والذي بدأ يتحول أو في أكثر من مكان الى اشتباك مذهبي مرشح لأن يصبح حرباً مذهبية أو أهلية، و طريقة التعاطي المذهبي لإيران من جهة والعرب من جهة أخرى سواء مع موضوع سوريا أو موضوع العراق، كل ذلك، دليل على أن المذهبية صارت مسألة أساسية أو بنداً اساسياً في سياسات ايران وغالبية العالم العربي ومعه العالم الاسلاميquot;.
وحول محاولات ايران تأكيد نفوذها في سوريا والبحرين ودول أخرى، نشرت صحيفة (اسرائيل اليوم) أن طهران تقرن المحادثات بينها وبين مجموعة 'الخمس بزيادة واحدة' بشؤون أخرى مثل سوريا والبحرين.
وتتابع الصحيفة quot; سيطلبون بحسب ما يقول مصدر ايراني معروف، لكن غير رسمي، ابعاد الوجود العسكري الاميركي عن المنطقة والاعتراف بمكانة طهران الرفيعة في العراق وافغانستان، واسقاط الوسائل التي تفسرها ايران بأنها تهديد اميركي لنظامها، ومضاءلة الدعم الامني لاسرائيل والموافقة على انشاء نظام أمني جديد للمنطقة كلها، نظام تكون ايران في مركزهquot; .
من جانبه يقرأ علي حماده المواقف حول سوريا بالقول إنquot; ايران قادرة على الدعم لكن ضمن حدود، فالسلاح ليس هو المطلوب ولا المقاتلون بل ان ما ينقص بشار وبطانته هو البيئة الشعبية المؤيدة والحاضنةquot; . ويرى حماده أن quot;حزب الله فلا وزن له في معادلة سوريا الداخلية، واذا كان اللبنانيون يخشون سلاحه فإن الثوار في سوريا لا يخشونه ولا يقيمون له الوزن الذي يدعيه الحزب، خصوصًا اذا ما ادركنا أن الثورة باتت قادرة على حشد عشرات الآلاف من المقاتلين مع تحسن ملحوظ في نوعية التسليح.quot;
وبشأن روسيا يقول حماده quot; إنها على وشك خسارة جديدة في المنطقة لأنها تعجز عن ابتكار سياسات خارجية خلاقة وعصرية. ففي موسكو يستنسخون مرحلة بريجنيف مع فارق جوهري هو أن روسيا ما عادت دولة كبرى سوى بترسانتها النوويةquot;. التقرير يلخص تحليل كتاب عرب لما ستؤول اليه الاحداث المرتبطة بسوريا وايران ودول أخرى ..
سركيس نعوم: إيران لا تدعم بشار لأنه علوي
تعتقد جهات اقليمية، قد تكون تركيا واحدة منها، أن الأولوية المطلقة لايران هي ملفها النووي، وسوريا الاسد تأتي بعد ذلك. فاذا حصل تفاهم بين اميركا وروسيا واستطراداً الصين على ازاحة النظام السوري بقرار من مجلس الامن فإن ايران لن تقف في وجهه. وتعتقد ايضاً أن توصل ايران الى تسوية لملفها النووي مع اميركا والمجتمع الدولي بغربه وشرقه فإنها لن تمانع في حصول تغيير في سوريا يطال النظام كله ورموزه. وهي تعتبر أن سوريا مهمة لها كثيراً. لكن الأهم لها اكثر هو العراق. ولذلك فإنها يمكن، أن تضحي بالأولى سواء في حال توصلها الى تسوية جدية مع المجتمع الدولي أو في حال احتدام خلافها معه الى درجة تحوّله اصطداماً بل اشتباكاً عسكرياً واقتصادياً وامنياً وليس سياسياً فقط؟ هل الاعتقادان والاعتبارات المذكورة اعلاه في محلها؟ وكيف تنظر ايران الاسلامية اليها؟
اسرائيل اليوم : ايران ستفاوض على سوريا والبحرين
تريد طهران الى ذلك أن تقرن بالمحادثات الذرية شؤونًا أخرى مثل سوريا والبحرين. فسيطلبون بحسب ما يقول مصدر ايراني معروف، لكن غير رسمي، ابعاد الوجود العسكري الاميركي عن المنطقة والاعتراف بمكانة طهران الرفيعة في العراق وافغانستان، واسقاط الوسائل التي تفسرها ايران بأنها تهديد اميركي لنظامها، ومضاءلة الدعم الامني لاسرائيل والموافقة على انشاء نظام أمني جديد للمنطقة كلها، نظام تكون ايران في مركزه.
مها بدر الدين: الحرب الأهلية
استماتة النظام السوري في تغيير مسار الثورة السورية من ثورة اندلعت للقضاء على نظام حكم الفرد والتخلص من عبء أسرة الأسد التي أثقلت عاتق الشعب السوري باستبدادها التاريخي والانتقال إلى مستقبل أكثر حرية وكرامة وديموقراطية، إلى حرب أهلية وقودها الناس والحجارة، تأكل الأخضر وتحرق اليابس، وترمي في اتونها الوالد والمولود، وتحرق بنارها بلداً كان يوماً آمناً، وهو ما فشل فيه النظام حتى الآن رغم المجازر المروعة التي ارتكبها وصبغها بلون الطائفية، مستفزاً بممارساته الوقحة نزعات الانتقام والثأر الفطرية التي تدخل في تكوين النفس البشرية والتي نجح الشعب السوري حتى الآن بكبح جماحها.
علي حماده: حزب الله .. الحائط المسدود
النظام يحتاج إلى قتل خمسين سوريًا يوميًا واجتياح ثلاث او اربع مدن وبلدات لا ليربح المعركة بل ليتفادى السقوط. اما الآن فإنه يحتاج الى مئات القتلى يوميًا والى حرب مفتوحة على مدار الساعة بكل انواع السلاح وصولاً الى الطيران كي لا يسقط. وانحسار سيطرته على الارياف والمدن المتوسطة انتقل الى المدن الكبرى مثل دمشق وحلب حيث الارض تهتز وتغلي من دون انقطاع. وكما روى لي احد القادة الفلسطينيين العارفين بالداخل السوري، فإن العاصمة دمشق ستفيق ذات يوم لم يعد ببعيد وقد غطتها معارك الشوارع من اقصاها الى اقصاها إيذانًا بسقوط النظام.
وبالعودة الى quot;حزب اللهquot; في لبنان، وبالاشارة الى ما يروج له من سيناريوهات امنية وعسكرية، يمكن الحزب أن ينفذها للسيطرة على لبنان ميدانيًا، فإن افضل ما يمكن هذا الحزب أن يفعله راهنًا هو التفكير الجدي بالعودة الى مشروع اللبننة، ليس على قاعدة التحايل من اجل نسف صيغة البلاد وميثاقها الوطني كما اقترح السيد حسن نصر الله عندما طرح تشكيل هيئة وطنية تأسيسية، بل من خلال تصفية جناحه العسكري والامني والانخراط بالدولة في اطار الميثاق الوطني القائم (الطائف) والتسليم نهائيًا بالصيغة الراهنة. نقول هذا لأننا لن نعطي quot;حزب اللهquot; مكاسب سياسية غير منطقية وغير مقبولة في وقت وصل هو الى حائط مسدود على كل الصعد بدءًا من سوريا وصولاً الى المحكمة الخاصة بلبنان، ومرورًا بتصنيفه منظمة quot;ارهابيةquot; وملاحقته في معظم بلدان العالم.
(مصادر.. النهار اللبنانية، اسرائيل اليوم، الرأي الكويتية)