laquo;جمر تحت الرمادraquo; في المخيمات والحوار يواجه عملية laquo;إغراقraquo;

بيروت - ليندا عازار

... الوضع الأمني في لبنان يحتاج الى laquo;تصفيح سياسيraquo;. عبارة لوزير الداخلية مراون شربل تختصر المشهد اللبناني laquo;المرتبكraquo; والمترنّح فوق laquo;صفيح ساخنraquo; من ملفاتٍ - ألغام غالبية laquo;صواعقهاraquo; اقليمية وبعضها بـ laquo;فتائل تفجيرraquo; محلية.
... الاغتيالات السياسيّة التي عاد laquo;شبحهاraquo; يخيّم على الواقع اللبناني، الكهرباء التي أشعلت عتمتها laquo;القابضةraquo; على كل البلاد احتجاجات في الشارع الذي صار يرفع شعار laquo;ضوّا معنا الأحمرraquo;، والمخيّمات الفلسطينية التي خرجت فجأة من هدوئها الى توترات بدت laquo;مبرْمجةraquo; وان أُحيلت على laquo;الطابورالخامسraquo;، وملف المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في سورية الذي يراوح مكانه والذي جعل الأهالي يتحركون على أكثر من محور laquo;ميدانيraquo;، والحدود الشمالية والشرقية المفتوحة على laquo;كرة النارraquo; السورية المتدحرجة، وlaquo;الجمر الكامن تحت الرمادraquo; في طرابلس وlaquo;أخواتهاraquo; من مدن الاصطفافات البوليتيكو - مذهبية... هذه laquo;عُدّةraquo; الصخَب الذي تعيشه بيروت laquo;المشدودة الأحزمةraquo; هذه الأيام والذي يجعلها أشبه بـ laquo;مستودع أزماتraquo; تتوالد وتضع البلاد على حافة انفجارٍ كل laquo;مكوّناتهraquo; موجودة ولكنه يسابِق محاولات laquo;تعطيلهraquo; التي ترتكز على ارادة عربية وغربية تسعى لضمان ان يتجاوز لبنان laquo;العاصفةraquo; السوريّة بأقلّ أضرار ممكنة.
ولعلّ كلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون خلال جلسة مجلس الأمن (اول من امس) شكّل خير تعبيرٍ عن المخاطر التي تواجه لبنان والمخاوف التي تنتاب المجتمع الدولي حيال ايّ انفلات للوضع فيه او laquo;التحاقهraquo; بالأزمة السورية، اذ اشار الى laquo;أن لبنان لا يزال يواصل مواجهة الكثير من التحديات التي تهدد أمنه واستقراره والتي ترتبط في جزء منها بالأزمة المتواصلة في سوريةraquo;، مذكّراً بـ laquo;أن القتال في بداية الشهر الجاري في طرابلس بين السنّة والعلويين في أحياء باب التبانة وجبل محسن أدى الى سقوط 15 قتيلا وعشرات الجرحىraquo;، لافتاً الى laquo;أن انتشار قوات الجيش اللبناني ساعد على توقف العنف لكن الوضع لا يزال هشاًraquo;.
وما عزّز حال القلق الخارجي بازاء الواقع اللبناني laquo;المتصدّعraquo; نتيجة وقوفه بشكل رئيسي على laquo;الصدَعraquo; السوري، هو laquo;التحريكraquo; المباغت وlaquo;المنظّمraquo; للمخيّمات الفلسطينية التي شهدت محاولات تفجيرٍ وضعت الجيش اللبناني في اختبار صعب نجح في تمرير laquo;القطوع الاولraquo; منه بعد اتصالات مكثفة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية خفضت منسوب laquo;السخونةraquo; في نهر البارد (شمالاً) وعين الحلوة والرشيديّة (جنوباً)، من دون ان يتم laquo;اخمادraquo; الاحتقان الذي يشي بـ laquo;جولاتraquo; جديدة يُخشى ان يكون من الأصعب ضبطها.
واذا كانت كل القراءات تقاطعت عند اعتبار ما جرى منذ يوم الجمعة الماضي في laquo;الباردraquo; قبل انتقاله الى عين الحلوة (ادى الى مقتل فلسطينييْن وجرح نحو عشرين) في اطار laquo;مؤامرةraquo; حاولت جرّ الجيش اللبناني الى مواجهة مع المخيمات، فان خلفيات هذه laquo;المصيدةraquo; تباينت بين قوى laquo;8 و14 آذارraquo;، اذ بقيت الاولى تغمز من قناة مناخ laquo;التحريضraquo; الذي تقوم به مجموعات اسلامية لبنانية على الجيش ربطاً بما حصل في طرابلس وعكار قبل نحو شهر ونيف بعد توقيف الشاب شادي المولوي ثم مقتل الشيخ احمد عبد الواحد على حاجز عسكري، في حين ربطت laquo;14 آذارraquo; ما يحصل بقرار سوري بتصدير الازمة السورية الى لبنان، وهو ما اعلنته صراحة الأمانة العامة لهذه القوى اذ توقفت امس عند laquo;حوادث المخيمات الأخيرة التي أطلّت برأسها بعد ظهور (زعيم الجبهة الشعبية القيادة العامة) أحمد جبريل في زياراتٍ خاصة للبنان واستقبال (الرئيس السوري) بشّار الأسد لهraquo;، مطالبةً رئيس الجمهورية ميشال سليمان laquo;بنشر الجيش في الناعمة وجميع القواعد تنفيذاً لقرارات طاولات الحوار السابقة، وعلى كلّ الأراضي اللبنانية بما فيها المخيّماتraquo;.
وفي موازاة البُعد السوري الذي أسقطته laquo;14 آذارraquo; على تحريك المخيمات، لم تتوانَ أوساط في هذا القوى عن وضع هذا التطور في سياق اغراق طاولة الحوار التي تلتئم في الجولة الثانية من نسختها الرابعة يوم الاثنين المقبل، بـ laquo;اولويةraquo; جديدة laquo;تسبقraquo; سلاح laquo;حزب اللهraquo;، وهو السلاح الفلسطيني المدرج في جدول الاعمال في البند الثاني وذلك بعدما كانت المواقف الواضحة صدرت برفض اي ربط بين سلاح الداخل (البند الثالث) وسلاح المقاومة على قاعدة ان الاولوية لـ laquo;الجبهة المشتعلة (الشمال) وليس الخامدة (الجنوب).
وتبعاً لذلك، ترى اوساط laquo;14 آذارraquo; ان توتير الوضع في المخيمات، يمكن ان يفيد في حرف الأنظار عن العنوان الرئيسي باتجاه اولوية بت laquo;السلاح الغريب اولاًraquo;، معتبرة رداً على القائلين ان مثل هذا الأمر من شأنه اعطاء دفع لمعالجة بند سلاح المخيمات الذي يُعتبر laquo;ورقةraquo; في يد النظام السوري، ان القواعد الفلسطينية خارج المخيمات هي laquo;الذراع الامنيةraquo; الاساسية لنظام الرئيس بشار الاسد وقد بقيت laquo;بمنأىraquo; عن مشهد الايام الاخيرة، ولافتة تالياً الى ان ثمة محاولة لجعل السلاح داخل المخيمات اولوية على المعسكرات المنتشرة جنوب بيروت وفي البقاع بشكل رئيسي، ومعتبرة انه ربطاً بما يمكن ان يتجه اليه الوضع السوري ثمة اطراف في laquo;8 آذارraquo; ترى فائدة ربما في عملية laquo;تقليم أظافرraquo; داخل المخيمات قطعاً للطريق على اي laquo;مفاجآتraquo; في الداخل اللبناني قد تحصل في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري ويمكن ان يحضر فيها العامل الفلسطيني laquo;مؤثراًraquo; في شكل او بآخر.
وكانت التطورت المتصلة بالوضع في المخيمات رست على الوقائع الآتية:
bull; الهدوء الحذر في البارد وعين الحلوة بعد تشييع الشابين احمد قاسم وفؤاد لوباني غداة عمليات رشق مواقع الجيش بالحجارة في درب السيم جنوب عين الحلوة، واحراق الاطارات بالقرب منها، وسط التزام العسكريين بضبط النفس.
bull; اعلان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيان بعد اجتماع لها بسفارة فلسطين في بيروت حرصها على الاستقرار الأمني داخل المخيمات ومع الجوار اللبناني، وتمسكها بالعلاقة الحسنة مع قيادة الجيش وعناصره.
bull; اجراء مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور اتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية لتهدئة الاجواء.
bull; تأكيد أحد مسؤولي الفصائل الفلسطينية في مخيم نهر البارد اركان بدر ان اتفاقا تم العمل عليه بين الفصائل والجيش اللبناني يتضمن تشكيل لجنة تحقيق في مقتل قاسم ولوباني، رفع الحالة العسكرية عن المخيم، الغاء تصاريح الدخول الى المخيم، اطلاق 11 شخصاً اوقفوا اثر المواجهات.
ومن خلف غبار هذا الملف الشائك، بقيت أزمة الكهرباء تتفاعل في الشارع، من خلال قطع الطرق واحراق الاطارات في مناطق عدة، فيما برزت محاولات لاحتواء ملامح الاهتزاز في العلاقة بين تيار العماد ميشال عون وحلفائه ولا سيما laquo;حزب اللهraquo; باعتبار ان laquo;الغضبةraquo; في الشارع انفجرت بوجه صهر عون وزير الطاقة جبران باسيل.
وكان لافتاً انه بعد كلام باسيل حول عدم تمسك التيار العوني بالتفاهم الحاصل مع laquo;حزب اللهraquo; واتهام شركائه بالتغطية على العمال المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان (محسوبين بغالبيتهم على الرئيس نبيه بري)، ثم البيان الذي أصدره اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الذي اتهم وزير الطاقة بممارسة استقواء على الضاحية وحرمانها التيار، laquo;دافعraquo; رئيس كتلة نواب laquo;حزب اللهraquo; محمد رعد عن باسيل، معتبراً laquo;ان احتجاج الناس على تزايد انقطاع التيار الكهربائي أمر مفهوم ومبرر، وان كان أسلوب قطع الطرق وحرق الدواليب لن يفيد في المعالجةraquo;. واذ اكد laquo;ان الحكومات السابقة التي تعاقبت بعد الطائف، تتحمل جميعها مسؤولية كبرى عن تدهور قطاع الكهرباءraquo;، قال: (...) الوزير باسيل يقوم بواجباته ضمن صلاحياته الدستورية وعلى الحكومة أن تواصل اهتمامها ودعمها لتنفيذ مقرراتهاraquo;.
وبدا كلام رعد محاولة لاحتواء امتعاض العماد عون الذي عبّر عنه بعد اجتماع كتلته البرلمانية اول من امس اذ اعلن أن laquo;من يحرّضون العمال والناس على اقفال الطرق لقطع الكهرباء هم أنفسهم الذين قطعوا المال عن مؤسسة الكهرباء لتنفذ المشاريع اللازمةraquo;، مؤكداً laquo;نحن المنتصرون الوحيدون اليوم، ونحن باقون في وزارتنا ومواقعنا، ويا جبل ما يهزك ريحraquo;، متهماً laquo;من هم من دون ضمير ولا وفاء بالتحريض على وزير الطاقةraquo;.


فليتشر: المجتمع الدولي يعمل لئلا تصل العدوى السورية إلى لبنان


أكد السفير البريطاني في بيروت طوم فليتشر laquo;ان التحدي اليوم بالنسبة الى المجتمع الدولي هو العمل بجدية لتحييد لبنان عن الوضع السوري وعلى الا تصل العدوى السورية اليه، وهذا هو عملنا في الايام المقبلةraquo;.
واعلن فليتشر بعد زيارته امس زعيم laquo;التيار الوطني الحرraquo; النائب العماد ميشال عون laquo;اننا بحثنا في الاوضاع الدولية والاقليمية والمحلية، لا سيما الجهود المحلية التي يجب ان تبذل في لبنان من اجل تكملة الحوار الذي نرحب بهraquo;.
وحين سئل: هل ترون من ضمن السياسة البريطانية ان الحرب في المنطقة آتية في الاشهر المقبلة؟ اجاب: laquo;يجب الا نكون متشائمين لهذه الدرجة. والوضع لم يفلت بعد، ونبذل جهوداً كبيرة في المجتمع الدولي لتجنب مثل هكذا وضعraquo;.