متى ما خرجت حرية الرأي من حيزها الشخصي، وتحولت إلى خطاب منبري وجماهيري، تصبح أداة من أدوات الإخلال الأمني التي لا يجب التوقف عن مكافحتها مهما كان الشعار الذي ترفعه أو اللغة التي تستتر خلفها.


إيلاف: يصف يحيى الأمير تصريحات رجل الدين الشيعي نمر النمر الأخيرة بأنها quot;مقززة ومستفزة للغاية، وقد تحدث كثير من شباب القطيف ومثقفوها وهم يرون في تلك اللغة نوعًا من الصراخ التافه والسطحي الذي لا يجيده إلا المهرجون، وهو ما ترفضه القطيف تلك المدينة التي ضخت في شريان المنطقة والوطن الكثير من القامات الثقافية والإدارية المخلصةquot;. وعلى الصعيد نفسه،تشير عزة السبيعي الى أن السعودية quot;تعاني من أمرين: الأول الممارسات غير الرسمية التي يمارسها أناس وصلوا الى مناصب قيادية وهم ممتلئون وتكاد تنز منهم العصبية والتطرف والطائفية، فيعاني من هم تحت إمرتهم من سلوكهم الإداري، وخصوصاً مع قدرتهم الرهيبة على الالتفاف على القوانين، قالت لي فتاة من مذهب ما: لا أستطيع أن أصبح مديرة مدرسة، فقلت لها: لا يوجد قانون يمنع من ذلك؟! قالت: لكن ذلك ما يحدثquot; .

يحيى الأمير: اعتقال المنبر الطائفي.. هذا حقنا على الدولة
متى ما خرجت حرية الرأي من حيزها الشخصي، وتحولت إلى خطاب منبري وجماهيري، تصبح أداة من أدوات الإخلال الأمني التي لا يجب التوقف عن مكافحتها مهما كان الشعار الذي ترفعه أو اللغة التي تستتر خلفها.
لكم كانت مقاطع الفيديو التي تبث على الإنترنت والتي تحمل لقطات من خطب منبرية لنمر النمر مقززة وتافهة للغاية، تستفز أبناء المذهب قبل غيرهم، وتستفز أبناء الوطن من كل أطيافه، ولذا لم يكن اعتقال نمر النمر الذي حدث أول من أمس خبرًا مفاجئًا، بل ـ في الواقع ـ كان منتظرًا منذ أن بدأ في تحويل منبره إلى مكبر صوت لبث الدعاوى المحرضة والتهييج والحث على المواجهة مع الوحدة الوطنية، من منطلق واحد فقط هو المنطلق الطائفي.
وفي واقعنا السعودي يصبح من واجب الناس على الدولة ومن حقهم عليها أن تسعى بكل قوة لمنع أي اختراق للقيم الوطنية العليا التي على رأسها الوحدة الوطنية.
ذلك المنبر الذي طالما وقف عليه نمر النمر، وهو يفصل مواقف متطرفة ويائسة في الغالب، ليس سوى نموذج على التفكير الديني المتشدد حينما يعيش غربة عن واقعه وعن مجتمعه ويجعل من انتمائه الطائفي التعريف الوحيد لحياته ولدوره.
لقد تحول النمر إلى اسم سيئ السمعة في القطيف، يصفه الجميع بالمتطرف والبهلوان والساذج، لكن تلك السذاجة أبدًا لا تعفي الأجهزة الأمنية من أن تقوم بدورها.
حرية الرأي والتعبير لا علاقة لها بكل ذلك التهييج الذي ظل يمارسه النمر طيلة السنوات الماضية، ولقد تخلت عنه مختلف المراجع الدينية الشيعية، بل حتى تلك المراجع لم تسلم منه قادحًا ومشنعًا عليها وواصفًا إياها بأقذع التهم والأوصاف.
ومتى ما خرجت حرية الرأي من حيزها الشخصي وتحولت إلى خطاب منبري وجماهيري تصبح أداة من أدوات الإخلال الأمني التي لا يجب التوقف عن مكافحتها مهما كان الشعار الذي ترفعه أو اللغة التي تستتر خلفها.
كانت خطب النمر الأخيرة مقززة ومستفزة للغاية، وقد تحدث كثير من شباب القطيف ومثقفوها وهم يرون في تلك اللغة نوعا من الصراخ التافه والسطحي الذي لا يجيده إلا المهرجون، وهو ما ترفضه القطيف تلك المدينة التي ضخت في شريان المنطقة والوطن الكثير من القامات الثقافية والإدارية المخلصة.
إذن فالتطرف لا مذهب له، وبذات القوة التي واجهت بها الدولة منابر التطرف حين كانت تتخذ من الخطاب الديني بشقه السني شعارًا لها، فهي وبالحزم ذاتهيجب أن تواجه مثيلها من خطابات المنابر المتطرفة حين تتخذ من التدين بشقه الشيعي شعارًا لمواجهة الوحدة الوطنية والأمن الوطني.
لقد وقف المثقفون ووقفت وسائل الإعلام موقفًا واضحًا إبان المواجهات مع تنظيم القاعدة، ومع أفكار التشدد والغلو الديني، وتعرض الخطاب الديني السني المتشدد لوابل من القراءات والتحليلات النقدية التي واجهت كل عناصر التطرف في ذلك الخطاب، بل كان النقد داخليًا ومن خلال مثقفين وعلماء من أبناء المذهب نفسه، دون أن يجد أحد منهم حرجًا في أن ذلك قد يعني هجوما على التدين بكامله، وهو الموقف ذاته الذي يجب أن يكون مع أفكار التشدد الشيعية.
إن فكرة المراجع والانتماءات الدينية العابرة والمتجاوزة للحدود تمثل بحد ذاتها شرخًا واضحًا في معنى الانتماء الوطني، لا لدى أولئك الذين ينتمون للأمة ولا لدى الذين ينتمون لمراجع دينية خارج بلادهم، وكلها عوامل ترشح أننا بحاجة للمزيد من النقد الداخلي للتشدد الشيعي، مثله في ذلك مثل التشدد في إطاره العام، وهو ما بدأت تتعالى به أصوات نخب من المثقفين والعلماء الشيعة.
هذا الحدث هو في الواقع تطهير مستحق وواجب، وتنقية لمختلف الفعاليات الدينية السعودية، من أي مذهب كانت، من مثل هذه الأصوات المستفزة والساذجة، لكن أسوأ ما يحدث الآن هو أن تتحرك أصوات التشدد من أي جانب كانت لتحيل هذا الحدث أو غيره إلى أنه مواجهة طائفية، بينما التاريخ السعودي كله يثبت أن عمليات حماية الوطن وأمنه ووحدته لم يحدث أن انتبهت إلى مذهب ذلك الخطر أو إلى طائفته.
المضحك أنه أمام الواجب الوطني الذي يحتم إيقاف مثل هذه المنابر أن تستمع إلى من يتحدث عن الحرية والحق في التعبير.
( الوطن السعودية )
عزة السبيعي : لو كانت الطائفية رجلاً لقتلناه!
..وجعلناه أضحية ليوم فرحنا بوطن لطالما أثار غيظ الأعداء، لا أحد يعرف قدر وطننا إلا إذا غادره، ولا يشعر بقوة تجمعنا إلا عندما يجمعك الطريق البارد برجل من بلادك، فلا تسأله: من أي قبيلة أنت؟ أو: من أي منطقة أنت؟ بل يظل الحديث يبدأ وينتهي عن السعودية.
في بلاد أخرى يجاهد الناس حتى لا يكتب في هوياتهم ديانتهم ومذاهبهم، أما في بلادنا فلن تجد ذلك، فلا توجد خانة للمذهب، ولا يوجد رقم سجل مدني خاص بمذهب أو بمنطقة.
إن لدينا كثيراً من الفنانين والأدباء والنقاد ولاعبي الكرة ينتمون الى مذاهب مختلفة، ونحن نحبهم ونشاهدهم ونعتز بأشعارهم، ونرى الفتيان يحتضنونهم في نهايات المباريات دون أن يقول أحد: إنهم من مذهب كذا أو منطقة كذا!
ولدينا كذلك أعضاء في مجلس الشورى ومديرو جامعات وأطباء ومسؤولون، لأنه لا يوجد في التنظيمات المدنية عندنا ما يحدد تقدمك في الحياة بحسب مذهبك، وليس هناك تنظيم أو قانون يفرض ذلك.
لكن للأسف في بلادنا هناك من يعاني من أمرين: الأول الممارسات غير الرسمية التي يمارسها أناس وصلوا الى مناصب قيادية وهم ممتلئون وتكاد تنز منهم العصبية والتطرف والطائفية، فيعاني من هم تحت إمرتهم من سلوكهم الإداري، وخصوصاً مع قدرتهم الرهيبة على الالتفاف على القوانين، قالت لي فتاة من مذهب ما: لا أستطيع أن أصبح مديرة مدرسة، فقلت لها: لا يوجد قانون يمنع من ذلك؟! قالت: لكن ذلك ما يحدث!
في الواقع ذلك يحدث بسبب الممارسات غير الرسمية لذا لن تجد ورقة تحمل أمراً كهذا، لكن الكل تعارفوا على هذا لأن مسؤولهم يريد ذلك!
الأمر الثاني هو انعدام قانون يُعاقب بموجبه الشخص الطائفي أو المناطقي الذي قد يشتم عرض قبيلة، أو يُدخل طائفة النار، أو يدعو علينا، أو يسخر من تقاليد بيئة معينة، ولقد شاهدنا في الإنترنت من يقوم بذلك ولا أحد يُسائله، فيضطر الناس للذود عن عرضهم أو كرامتهم بالشتم والانتقاص من الآخر، وهذا كله يتكفل بنشر الكراهية، ومن ثم تحدث الفرقة والخدوش في وجه الوطن، لذا نحن بحاجة لهذا القانون الذي أستطيع أنا وأنت أن نواجه به من يحقّر بيئاتنا أو مذاهبنا، ومن ثم تقديمه للمحاكمة.
أعتقد أننا لو عالجنا هذين الأمرين سنكون قد قتلنا الطائفية والمناطقية وأقمنا عيداً أبدياً للوطن حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
( الوطن السعودية )
محمد معروف الشيباني : بطولة و معارضة
لم يسلمْ منه الأموات فكيف يكون منه خير لأحياء؟ تضع كل المذاهب للميت حرمةً، فسخّر لسانه ومنبره لذمِّهِم وجعلها (بطولةً و معارضة)، فأنّى لأحدٍ أن يثق بتوازنه وعقلانيته.؟.أو ليس مفترضاً وجودهما فيمن يبتغي زعامةً لِئلّا يُضيِّع أتباعه بنزواته و جنونه.
الشتم ليس بطولةً، و الشديد ليس بالصُّرعةِ بل من يملك نفسه عند الغضب. بهذا نميِّز العقلاء من المفسدين. ذاك ما ظهر لنا منه، أما ما خفي من دسائس استوجبتْ اعتقاله فتحويها إضباراتُ الأمن.
روّج كثيراً و تحدى أنه بقلعة محصنةٍ مسلحة. فإذا (المباحث) الموصوفة (بزُوّارِ الفجر) يقبضون عليه لا خِلْسةً بل في عرينِه رابعةَ النهارِ ظهراً، ليُثبتوا سيطرتَهُم أمناً بكل شبرٍ من الوطن. ثم لم يُخفوه كدولٍ أخرى (فص ملح و ذاب)، بل أعلنوها بعد أربع ساعات. وعندما قاوم و أعوانُه بالسلاح أصابوا (رِجْلَه)، و لو بدول أخرى لجعلوها في مَقْتَلٍ ليتخلصوا منه بجريرتِه.
أساء لمكانة إخوتنا الشيعة. فلْيكُنْ القبض عليه تهدئةً لفتنٍ أراد إشعالها. و ندعو أشقاءنا شرقاً ألَّا تَحيد بهم المسألةُ عمّا يتوسمه فيهم المواطنون من أمانةِ المواطَنة. فلعل الأمنَ أراحهم من غلوائه و نزواته التي سعى الى إلصاقها بهم، و كثير منهم براء منها.
و لْيكُنْ عاقلاً كلُ من يحاولُ اختبار (حِلْمِ) الحاكم.
(البلاد السعودية)