لندن

إثر الاشاعات القوية التي انتشرت بالامس، يبدو ان رئيس سوريا بشار الاسد يمتنع في الوقت الحاضر عن مغادرة دمشق. غداة الضربة الدقيقة التي وجهها المتمردون الى قلب حكمه من خلال الانفجار الذي قضى على نصف قيادته الامنية، سارع الاسد الى تعيين قادة جدد للمناصب الشاغرة وعلى عجل. ولكن عندما تتحول المعارك الضارية في دمشق تدريجيا الى معارك على دمشق، يشعر الاسد على ما يبدو ان الخطر قريب جدا منه ومن أبناء عائلته، وبعد احداث الاسبوع الاخير ليس من المستبعد أن يضطر الى الرحيل مع زوجته ومقربيه الى قصره في اللاذقية او ان يطلب اللجوء في دولة اخرى.
مع حلول نهاية الاسبوع القريب في سوريا يتوقع ان تكون هذه المرحلة مشحونة بصورة استثنائية، ايضا مع حلول شهر رمضان وذلك بسبب الوضع الذي تضطرم فيه مشاعر المواطنين بصورة استثنائية. المعارك الضارية ابعدت الجماهير على ما يبدو عن الشوارع. وبعضهم ابتعد عن المدن الكبرى. في المقابل سرع اغتيال قادة النظام السوري المداولات حول مرحلة ما بعد الاسد. 'النيويورك تايمز' افادت بالامس بان قادة كبار في البنتاغون وفي جهاز الامن الاسرائيلي تداولوا مؤخرا حول خطة مشتركة للسيطرة على الترسانة الكيماوية والبيولوجية السورية او ابادتها عندما ينهار النظام. وفقا لتقارير مختلفة الامريكيون تداولوا مع الاردنيين حول نفس المسألة. عبدالله الثاني قال في هذا الاسبوع انه قد تكون هناك حاجة عند الضرورة لاجتياز الحدود (يقصد الى داخل سوريا ضمنيا) من أجل منع تسرب السلاح الكيماوي الى اياد غير مسؤولية.
يبدو أن اسرائيل تستصعب التقرير ما الذي يقلقها أكثر من الاخر: هجمة المتمردين السنة المتطرفين على احدى قواعد السلاح الكيماوي أم نقل الترسانة من الاسد الى حزب الله. حزب الله أكثر نشاطا من ذي قبل في ما يحدث في الدولة المجاورة. ظهور نصرالله العلني التاريخي بعد الهجوم في دمشق يشير الى ان الحلفاء في لبنان ايضا قلقون على نظام بشار الاسد.
اسرائيل تتخذ في الاونة الاخيرة سلسلة من الخطوات الاحتياطية الامنية على خلفية التدهور الامني في سوريا. المتابعة الاستخبارية لما يحدث هناك شددت وفي المقابل تم رفع حالة التأهب في جهاز الميدان النظامي، خصوصا في شمالي البلاد. في بعض الوحدات اعلن عن الغاء الاجازات في آخر الاسبوع.
الافتراض السائد في اسرائيل والغرب هو ان النظام السوري لا يمكنه أن يصمد امام سلسلة الاخفاقات التي مني بها في الاونة الاخيرة. 'المصيبة هي' قال مصدر امني بارز في اسرائيل هو أن 'مثل هذه التطورات ليست فقط غير قابلة للتنبؤ وانما ان الاستخبارات قد تخصصت طوال السنوات في متابعة ما يحدث في النظام السوري وفي هذه الحالة لا يعرف النظام ايضا ما هي فترة انتهاء مفعوله'. الجهة التي يفترض بها أن تعرف هي السلطات الروسية. الى جانب مصير ترسانة السلاح الاستراتيجي التي يمتلكها الاسد، يتابع العالم باهتمام كبير تحركات الاف الخبراء الروس الموجودين في سوريا. ومثلما حدث في عام 1973 عشية حرب الغفران قد يعبر الاجلاء المستعجل للخبراء الروس عن احتداد الازمة ووصولها الى ذروة جديدة.
مصادر رسمية في موسكو ادعت في الاسبوع الماضي انه لم يتبقَ في سوريا خبراء روس يعملون مع الجيش. ان كان الامر صحيحا فليس واضحا اين اختفى كل هؤلاء ومن الذي يقوم بصيانة قواعد التصنت الخاصة بالاستخبارات السورية على سبيل المثال.

آفي يسسخروف وعاموس هرئيل
هآرتس