ناصر أحمد العمار

مشكلة المتطرفين سوء الظن بالآخرين والنظر إلى عيوبهم فقط

(أكره ما عندي) أن أكتب عن ظاهرة سلبية مؤثرة أصيبت بورم خبيث قابل للانفجار في أي لحظة، قد يخلف وراءه أوراما صغيرة تنتشر في أجواء ملوثة فاقدة للمناعة تصيب جسد الأمة والعياذ بالله (لكن اللي جبرني على المر، اللي أمر منه) ولا بد من عرض الموضوع لخطورته عله يصل الى من يهمه الأمر!! مفهوم التطرف: اتخاذ المغلوب على أمره موقفاً متشدداً يتسم بالقطيعة في استجاباته للمواقف الاجتماعية التي تهمه، يحددها المكان والزمان (يعني في هذا الوقت وفي هذا المكان)، ويمكن أن يكون التطرف (زين) إيجاباً في القبول التام، أو أن يكون (شين) سلباً في اتجاه الرفض التام، ويقع حد الاعتدال في منتصف المسافة بينهما، يعني بين هذا وذاك (افتقدناه عند البعض من زمان لين صدقوا انفسهم بأنهم على حق).
ومفهوم التعصب: حالة من الكراهية تعتمد الى حكم عام يتسم بالجمود وعدم المرونة (حاد جداً كريه الطباع عنيف حتى على نفسه)، وقد يكون على مستوى الاحساس، (حساسية مفرطة، نقول عن فلان بانه حساس وايد ولايتقبل النقد).
ومشكلة التطرف والتعصب من القضايا الرئيسية التي تهتم بها المجتمعات المعاصرة التي يصعب تحديدها أو اطلاق تعميمات بشأنها، نظراً الى ما يُشير اليه المعنى اللغوي للتطرف من تجاوز لحد الاعتدال.
التطرف والاعتدال مرهونان بالمتغيرات البيئية والحضارية والثقافية والدينية والسياسية التي يمر بها المجتمع. وما نعنيه في مقالنا هذا هو التطرف الفكري الذي أوجد ثقافة غريبة لم نعهدها او نعرفها من قبل وفرض معايير ومقاييس جديدة كالذي حصل عندنا!! والتطرف قد يتحول من مجرد فكر الى سلوك ظاهري أو عمل سياسي (الأمثلة كثيرة عندنا)، كوسيلة الى تحقيق المبادئ التي يؤمن بها المتطرف، أو اللجوء الى الارهاب النفسي أو المادي أو الفكري ضد كل من يقف عقبة في طريقه او ضد الأفكار التي ينادي بها فكره المتطرف. فما بالك أن يكون لديه صديق متعصب او ينضم الى نفر (تبارك الرحمن) مصابين بانحراف عن معيار العقلانية لعدد من المعايير السلوكية التي يأخذ بها مجتمعنا، وبالتالي فالمتطرف المشحون بصبغة تعصبية، يتحول حينها من تطرف لفظي في إبداء الرأي (يتفلسف وينّظر امام الربع في الديوانية وبوسائل الاعلام المختلفة) كفكر أو سلوك ظاهر للعيان الى عمل سياسي (الساحة السياسية في الكويت غنية بالوقائع).قد يلجأ صاحبه الى استخدام العنف (السلوكي او اللفظي) كوسيلة لتحقيق مبادئه. وأحيانا يكون ذلك مضادا للقاعدة الاجتماعية!!..وهذا ما ابتلينا به ولله الحمد والفضل والمنّة..
إن مشكلتهم (أؤلئك البعض) سوء الظن بالآخرين والنظر اليهم نظرة تشاؤمية لا ترى في الناس إلا سيئاتهم، فالأصل عندهم الاتهام والإدانة وينعكس ذلك على علاقتهم بالمجتمع الرافض أصلاً لفكرهم المنحرف، وحتى يثبتوا صحة اعتقادهم ينشطون في الدفاع عنه بل وتسخير العديد من الوسائل الاعلاميه لإظهار أو اثبات صحة معتقدهم أو مواقفهم أمام المجتمع (بعض وسائلنا الإعلامية تبي جنازة تشبع فيها لطم) وقد يتطور الأمر عند الشعور بخيبة الأمل فيصبح هذا الفعل عند المتطرف له ردة فعل مضادة أقوى تدخل فيها حالة العنجهية والغرور والخواء الفكري بحجة صحة معتقده الفاشل، وهنا قد يقع المحظور وهو التصادم الفكري بأنواعه الخطيرة (بين مؤيد ومعارض) خاصة اذا لم يستوعب المجتمع حالة عدم التوازن التي يمر بها المتطرف والفهم الجيد في الكيفية التي يفكر بها...الكويتي (مايتنازل عن موقفه حتى لو غلطان - البعض - وتأخذه العزة بالنفس) حتى لو شعر بضعف موقفه، هنا يكون اصراره في غير محله وقد يتطور الامر (عليّ وعلى أعدائي) فما بال لو وجد تأييدا من الذي غرر بهم وأيّد أفكاره الهدامة؟ هذا ما يعيشه البعض في مجتمعنا في الوقت الحاضر، لكن المشكلة الأكبر انهم وجدوا في ذلك الفيروس الخطير (التطرف الفكري والتعصب) ضالتهم التي يبحثون عنها، فهي مصدر جديد لاثبات الذات أو ترميمها او حضن يرتمي به لسد جوانب العطف والحنان والأمان الاجتماعي الذي افتقده من والديه او من المجتمع او لشعوره بالنقص (المكانة الاجتماعية) ولإثبات وجوده وتحديد موقعه من الإعراب في مجتمع سمح نظامه الديموقراطي ان ينبت له ريش او يربي له (قرون) يناطح بها كل من يعترض آراءه حتى أرسى قواعد الخلاف والتحدي والعنترية والبطولات المزيفة ليساهم في تهيئة أرضية سبخة لغرس بذور التطرف والتعصب الفكري الأعمى (أنا اعترض، أنا اشتم، أنا أهوج، أنا ضد،......الخ اذا أنا موجود)!! حتى اعتقدوا ان ذلك مبعث الفخر لإنتاج صناعة كويتية من الثقافات والقيم الأخلاقية والفكرية المستمدة من فصول الربيع العربي!