جاسم فيصل القضيبي
لي العديد من الأصدقاء من الإخوان المسلمين، بعضهم جمعتني به الثانوية، وآخرون في الجامعة، وقليل منهم بعد ذلك. ولكن يجمع أكثرهم أمر عجيب، وهو سر انتشارهم وقبولهم (كأفراد) داخل أي مجتمع، أدبهم الجم، وحسن معشرهم.
بدأت دعوة الإخوان في مصر على يد حسن البنا، وهي دعوة سياسية ذات صبغة إسلامية، فكل التيارات الإسلامية هي مذاهب أصلاً، ولكن شكلت لها جناحاً سياسياً. أما الإخوان، فهم تيار سياسي (بزي إسلامي) يضم بين جناحيه كل أطياف المذاهب. أنت لن ترى سلفياً صوفياً ولا معتزلياً اثنى عشرياً، ولكن ستجد الإخوان يضمون بينهم الصوفي والأشعري والمعتزلي والنقشبندي والماتوريدي وغيرهم، لذلك لن تجد من الإخوان إجابة عن سؤال: أي إسلام ستقيمون؟ سوى الإجابة الرمادية: laquo;الإسلام المعتدلraquo;، فهم أنفسهم لا يعلمون! فالإخوان هم كعطر 555 ولكن في قارورة شانيل.
يلتقي الإخوان بحزب الله في العديد من الأمور، بل حقيقة الإخوان هم أقرب نسخة عربية لهذا الحزب، وهذا واضح من تصريحاته، وكذلك الإخوان، ففي أول اختبار حقيقي لهم عندما احتلت الكويت عارض إخوان الكويت دخول قوات أجنبية لتحرير بلادهم، توافقاً مع توجه laquo;الإخوان الأمraquo;. فإذا كان مسح بلادهم من الخريطة لم يخرجهم عن عباءة الإخوان وقدموا التيار على بلادهم، فكيف بما دون ذلك؟! لا يفصح اتباع حزب الله خارج لبنان، وأيضاً، بعض من داخله عن انتمائهم، حفاظاً على مصالح الحزب ومصالحهم. الغاية تبرر الوسيلة، لذلك تجد للإخوان دعوة علنية ظاهرة وسياسية باطنة، وهما متناقضتان أشد التناقض. إسرائيل عدوة ولكن ستظل سفارتهم قائمة وبيع الغاز مستمراً. يؤيدون الثورة السورية ولكن سيسمحون لعبور البارجات الإيرانية. وفي الكويت يهاجمون إيران وسفيرها ولكن يدعونه لموائدهم، ولكن إن غضب الشارع، فهو خطأ بالدعوات الموزعة. فالخروج في تظاهرات وتعطيل مصالح الناس وإغلاق المطارات وإدخال بلادهم ثمن مقبول لتحقيق غاياتهم، والخروج إلى الساحات وتأجيج الشارع هي صنعة الإخوان، التدخل في شؤون الدول الأخرى وإثارة شعوبها سياسة أصيلة لتصدير الثورة عند حزب الله، والإخوان تدخلوا عبر منظّرهم القرضاوي وبعض الشخصيات الكويتية من حاملي فكر الإخوان في الشأن الإماراتي، فهل نلام إذا عبّرنا عن خشيتنا من مساعيهم؟
التعليقات