حسن علي كرم
تركيا والأردن دعتا لإقامة معسكرات داخل الحدود السورية
من الاعراف الدولية ان اية دولة اذا قبلت لجوء النازحين أو المهاجرين أو الهاربين من الحروب والكوارث الى اراضيها عليها كفالتهم في الاقامة وتوفير المستلزمات الانسانية لهم.
ولعل اسخن قضية تشغل بال دول المنطقة حاضرا ولا سيما البلدان المتاخمة لسورية هو الوضع الانساني في ذلك البلد للسوريين في الداخل أو الهاربين من جحيم الحرب الاهلية، والآن كل البلدان المجاورة لسورية تعاني وتشكو من عدم قدرتها استيعاب المزيد من النازحين واللاجئين الى اراضيها وتوفير المستلزمات الضرورية لهؤلاء، وهناك ضغط على البلدان غير المجاورة مثل الكويت لاستقبال هؤلاء النازحين، بل هناك ضغط على الحكومة الكويتية من قبل التيارات الاسلامية والمتعاطفين مع الثورة السورية لفتح المنافذ واستقبال النازحين السوريين، بل يبدو ان ثمة طلائع من هؤلاء قد دخلت الكويت والواقع اننا لسنا هنا ضد مشاركة الكويت في الاعمال الاغاثية الانسانية، فالكويت سباقة في مثل هذه الامور، وهي معروفة بأياديها البيضاء واستعدادها في المجالات الانسانية، لاسيما أننا لن ننسى دور سورية ابان محنة الكويت واحتلالها من قبل النظام البعثي العراقي، وكذلك قبول الكويتيين اللاجئين أو المقيمين على اراضيها.
غير ان الموضوع يختلف من التعاطف الانساني واستعداد الكويت لمثل هذه الحالات التي ليست لها خبرة سابقة، حيث لم يسبق للكويت ان استقبلت نازحين في اثناء الحروب والكوارث بأعداد كبيرة، والاهم من هذا كله ان البلدان التي نزح اليها السوريون اسكنوهم في مخيمات مؤقتة على الحدود المتاخمة ولم يسمح لهم بالسكن في داخل المدن الآهلة بالسكان، كما وان هذه البلدان اخذت تشكو من زيادة النازحين وعدم قدرتها ايواءهم مثل تركيا والاردن اللتين دعتا الى غلق الحدود واقامة معسكرات للنازحين داخل الحدود السورية.
خوفنا ليس في توفير الحكومة الكويتية الخدمات الانسانية للسوريين اللاجئين ولكن خوفنا هو ان يتحول الايواء المؤقت الى اقامة دائمة، خصوصا مع توفير الرعاية الكريمة من السكن والعلاج والتعليم وصرف الاعانة المالية اليومية وغير ذلك، وهذا ان توفر فلا اظن سيفكر النازحون السوريون للعودة الى بلادهم فتحدث عندنا حالة جديدة هي اشبه بحالة الاخوة البدون وهي القضية التي عجزت الحكومة عن حلها، لأننا لا نريد ان يكون عندنا بدون جدد نقول للحكومة الكويتية احذري السماح للسوريين النازحين دخول البلاد، واذا كان ولا بد فلتقدم الكويت المساعدة المالية للمنظمات الانسانية وبخاصة جمعية الهلال الاحمر الكويتي لتوفير الايواء لهؤلاء في الاماكن الآمنة القريبة من بلادهم.
الكويت لا تستوعب لاجئين، وليست مكانا مناسبا لاستقبال اللاجئين، ولعل بالمناسبة نشد على يد المسؤولين في وزارة الداخلية وقف كروت الزيارة بعدما تفاقمت اعداد الزيارات بذريعة زيارة الاهل ولم الشمل فتحولت بعض حالات الزيارة الى طرارة وباعة متجولين، دعونا يا سادة من العاطفة، وليكن للحكومة موقفها الصارم وعدم الاستسلام للضغوط التي يمارسها الاسلاميون الكويتيون الذين يقيمون علاقات مع قيادات الثورة وقيادات الجيش السوري الحر على الحكومة الكويتية لاستقبال النازحين.
نكرر التحذير من قبول النازحين لاننا لا نريد خلق قضية بدون جديدة، ونقول صراحة اذا دخل السوريون البلاد فلن يخرجوا.
- آخر تحديث :
التعليقات