هل ينعكس اعتدال روحاني في لبنان؟ ..قوى تطالب بالانسحاب من سوريا


خليل فليحان

لم تسجل ردود فعل من المسؤولين الرسميين على انتخاب حسن روحاني رئيساً جديداً لإيران خلافاً لدول كبرى أبدت ردود فعل بعد ساعات من إعلان فوزه بالرئاسة الأولى. ولكن كان من الطبيعي ان يُرسل رئيس الجمهورية ميشال سليمان برقية تهنئة الى نظيره الايراني، ولن يتأخر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن الاقتداء به. أول المرحبين من القوى السياسية في لبنان هو الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله الذي وصف الانتخاب بأنه quot;لائق ورائعquot;، وتمنى لروحاني ان يتمكن من تشكيل حكومة quot;التدبير والأملquot;. ومن المتوقع صدور تعليقات عن الاحزاب والقوى الاخرى المؤيدة منها او المعارضة للسياسة الايرانية نظراً الى فاعليتها وتأثيرها في المعادلة السياسية الداخلية. وروحاني هو رجل دين يحمل صفة quot;حجة الاسلامquot; ويتصف بالاعتدال ومن فريق الاصلاحيين ويناقض تالياً المتطرفين الذين كان الرئيس محمود احمدي نجاد ينتمي إليهم. وأُطلقت على روحاني صفة اخرى هي quot;الشيخ الديبلوماسيquot; للمرونة التي كان يعتمدها عندما كان مفاوضاً في الملف النووي الايراني. فهو مستعد لفتح مفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية من اجل انهاء الازمة النووية مع بلاده على قاعدة انه يريد انهاء العقوبات على ايران او على الاقل التخفيف منها لإنهاء أو خفض نتائجها السلبية التي أرهقت اقتصاد بلاده. وهذا يفسر الاقبال الكثيف على الانتخابات في ايران لايصاله الى سدة الرئاسة مما يعني ان الاكثرية تطالب بالتغيير في السياسة التي كانت متبعة. وقد وعد الرئيس الجديد بوقف تدخل بلاده في السياسات الداخلية للدول المجاورة، فهل سيطبق ذلك على لبنان؟..


مسؤول بارز أوضح لـquot;النهارquot; أن علاقة ايران بلبنان quot;معقدة لانها ليست مثل العلاقة بين سائر الدول وتنقسم قسمين، الاول على المستوى الرسمي، والثاني على مستوى الطائفة الشيعية، والأعمق في السنوات الاخيرة مع quot;حزب اللهquot;. وقال: على المستوى الرسمي لا تشوب العلاقة أي شائبة، وتقوم على احترام وتعاط على اكمل وجه بين رئاستي الجمهورية واحترام خاص لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وقبله للرئيس اميل لحود. والاتصال بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين قائم ودائم والتنسيق مستمر حول مختلف مواضيع الساعة. أما القسم الثاني من العلاقة فهو مع الطائفة الشيعية، والمسألة ليست جديدة وكانت قائمة منذ زمن الشاه. وهي في الوقت الحاضر مختلفة. صحيح هناك علاقة بين طهران والرئيس نبيه بري وفي العاصمة الايرانية مكتب لحركة quot;املquot; وممثل مقيم لها. الا ان العلاقة مع الحزب مختلفة وتوطدت وتعمّقت بعد الانتصارات التي حققها مقاتلوه في مواجهاتهم مع اسرائيل منذ السبعينياتquot;.
وتابع: quot;من الصعب التكهّن بالكلام على تغيير روحاني لسياسة بلاده مع الحزب نظراً الى أهميتها الاستراتيجية في الصراع مع اسرائيل. والحزب الذي حقق انتصارات ضد اسرائيل لا يمكن توقّع فرض خطوات عليه لا يقتنع بهاquot;. وتوقّع أن تطلب اليه اميركا وبعض الدول الاوروبية والأمين العام للامم المتحدة سحب الحزب لقواته من المعارك في سوريا خلال المحادثات المتوقعة معه في شأن الأزمة السورية ودور إيران الداعم للنظام حتى النهاية والدور الفاعل لقتال الحزب في أكثر من بقعةquot;.