يوسف الكويليت


في سورية الأكراد هناك متحالفون مع السلطة، أسوة بحزب الله، وداعش تغزوهم وتدفع بهم للملاجئ أو التقتيل، والنظام لا يوجّه رصاصة لهم، والجيش الحر اسم بلا مسمى، لأن أمريكا لا تريد تقويته، ولا الدفع بأي قوة داخلية تسقط الأسد بمبرر مخاوف عودة سيناريو ليبيا، بينما تركيا لا تريد الدخول في حماية أكراد سورية معتبرة تسليح أكراد العراق خطوة قادمة لإنشاء جيش سوف تفرض الأحداث دخوله مستقبلا في حرب معها لتحقيق الحلم الكبير لدولتهم، بينما تطالب بمنطقة عازلة على حدودها تحميها قوى دولية، وقبل أن تحارب داعش تطالب بإسقاط نظام الأسد، وهو مركز الخلاف مع أمريكا، وهناك مخاوف تركية من امتداد المظاهرات في الداخل لعدم نصرة إخوتهم من قبل جيشها ومساعدتهم، وربما يؤدي ذلك إلى قطع مباحثات السلام مع السلطة التركية..

العراق بلا جيش محترف حيث بعد سقوط معظم مدنه بيد داعش بات الآن يعتمد على قوات الأمن والبشمركة، وربما يتم توافق مع العشائر لخلق قوة تحت مظلة طائرات التحالف لإخراج داعش من معظم مدنهم، لكن الشكوك لا تزال تحوم حول صدق الحكومة المركزية بناء على عدم الثقة معها، لكن هناك تباشير تدرس هذا التعاون ليكون نواة تشكيل جيش وطني يضم كل الفئات، لكن داعش لا تزال أقوى من الجميع ما لم تحدث مفاجآت تغير موازين القوى على الأرض، لكن ماذا لو امتلك هذا التنظيم وبتواطؤ مع الأسد أسلحة كيماوية حيث لا توجد ضمانات أن لا تتصاعد العداوات إلى ما هو أخطر من كل ما يجري الآن وتدخل المنطقة في حروب إبادة خاصة وأن التنظيمات الإرهابية ليس لديها رادع أخلاقي عن استخدام أي محرم يصعد بقوتها لتحقيق أهداف دولة الخلافة؟

اليمن، كما انهار جيش المالكي في العراق، انهار جيشه أمام الحوثيين وكل يتهم الآخر، الحكومة تقول إن تواطؤاً قد حدث، والحوثيون يرونها ثورة ضد الدولة، وهذا البلد الذي لا يحتاج إلى شرارة توقد الحرائق بدأت المظاهر الجديدة تعلن حرب التفجيرات بين تنظيم القاعدة، والحوثيين ما قد يدفع بسبب توسعهما، لأن تتصاعد الحرب بين الشمال والجنوب أسوة بأحداث سابقة ما لم يتم في اللحظات الأخيرة تجنب حرب أهلية قد تصبح حرب داحس والغبراء..

ليبيا، الذين يتحاربون ليسوا على تقاطع ديني لانعدام الطائفية هناك، غير أن ميليشيات القبائل وتنازعها سيطرا على المشهد، لوجود أكبر ترسانة عسكرية من مخلفات القذافي بين يدي هذه الفئات المتصارعة، وقد يدفع بمصر والجزائر وتونس وربما السودان للدخول في تعزيز قوة الجيش الليبي إما بدعمه بالقوة والخبراء أو حتى بعض الفصائل، أو الإبقاء على تدعيم حدودها، والمؤشرات تضع أمن هذه البلدان، أمام مخاطر غير عادية..

هذه المشاهد ليست قائمة في مدار آخر، وإنما على أرضنا العربية، والأسباب كثيرة، وأهمها انعزال السلطات عن شعوبها، ليحدث الفراغ ومعه المأساة..
&