عقدت لجنة العقوبات على اليمن في مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مغلقاً أمس للبحث في الأدلة التى قدمتها الولايات المتحدة الى المجلس حول تعاون الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مع تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» لتنفيذ اغتيالات، إضافة الى دعمه الحوثيين منذ العام ٢٠١٢ بهدف «تنفيذ انقلاب» في صنعاء.

وكان زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي اعلن أمس تحديه أي عقوبات يمكن أن يفرضها مجلس الأمن على جماعته، وهدد مجدداً بـ «الخيارات المفتوحة»، كما اتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي والجهات المسؤولة بالتقصير في الحرب على «القاعدة» وحماية المواطنين. ودعا الحوثي أنصاره للاستعداد لأي «خيارات مفتوحة» في مواجهة ما وصفه بـ «الإجرام». وقال في خطاب تلفزيوني وجهه إلى أنصاره لمناسبة احتفالهم بعاشوراء أمس: «إن الضجيج الذي يثيره بعض الوسائل الإعلامية عن فرض عقوبات علينا أو على غيرنا لا يخيفنا».

وتضمن تقرير لجنة الخبراء في مجلس الأمن اتهاماً لصالح باستخدام تنظيم «القاعدة» لتنفيذ اغتيالات ضد أفراد واعتداءات ضد منشآت عسكرية لإضعاف الرئيس هادي وإيجاد شرخ بين الجيش والشعب». وأكدت الولايات المتحدة في رسالتها أنه «في خريف ٢٠١٢ أصبح صالح أحد أبرز داعمي التمرد الحوثي وهو كان وراء محاولات إحداث فوضى على امتداد اليمن». كما ورد في لائحة الأدلة أن الحوثيين «حاولوا تدبير هجوم على السفارة الأميركية في صنعاء في أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣ ونقلوا أسلحة من عمران الى مخيم الحوثيين في صنعاء في آب (أغسطس) الماضي».

ويتوقع ان تبت لجنة العقوبات بعد غد الجمعة في الطلب الأميركي إدراج كل من صالح وعبدالخالق الحوثي (شقيق عبد الملك) وعبدالله يحيى الحاكم احد قادة الحوثيين، ضمن لوائح العقوبات، ما لم تعترض أي دولة عضو في مجلس الأمن في إجراء لا يتطلب تنبي قرار، حسبما أكد ديبلوماسيون في مجلس الأمن.

من جهة اخرى شن تنظيم «القاعدة» ومسلحو القبائل المناصرون له هجمات متزامنة على مواقع الحوثيين في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (جنوب صنعاء) تحولت إلى حرب شوارع في بعض أحياء المدينة وعند مداخلها ما أدى إلى قتل أكثر من 30 حوثياً.

وتزامناً مع هذه الاشتباكات، التي وصفت بأنها الأعنف منذ سيطرة الجماعة على المدينة ومعاقل التنظيم القبلية في منطقة المناسح قبل حوالى أسبوعين، استهدفت طائرة أميركية من دون طيار مواقع لمسلحي التنظيم بغارتين ما أسفر عن قتل حوالي 23 مسلحاً بينهم قادة محليون في التنظيم، الذي كان المئات من عناصره انسحبوا أمام الزحف الحوثي إلى مناطق جبلية متاخمة لمحافظة مأرب المجاورة.

وقالت مصادر أمنية وشهود إن «الهجمات بدأت فجر أمس من ثلاث جهات، وسمع دوي انفجارت شديدة هزت مدينة رداع يعتقد أنها ناجمة عن سيارات مفخخة، في حين تطورت الاشتباكات إلى حرب شوارع في بعض أحياء المدينة وعند أطرافها الشرقية والشمالية، حيث مناطق دار النجد والصبيرة وقاع رداع».

وقدرت المصادر «سقوط حوالى 25 حوثياً في الاشتباكات التي توقفت مع طلوع النهار، إلى جانب أكثر من 23 مسلحاً من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في غارتين لطائرة من دون طيار ضربت شاحنتين للتنظيم في منطقتي يكلا والمتار في جبال قيفة المجاورة التي كان فر إليها عناصره من معقلهم الرئيسي في منطقة المناسح بعد اقتحام الحوثيين لها. وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع احتشاد آلاف اليمنيين أمس في صنعاء للمشاركة في تشييع السياسي اليمني الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الذي اغتيل السبت في أحد شوارع العاصمة برصاص مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية، وأثار مقتله غضباً واسعاً في الشارع الشعبي والأوساط السياسية.

وأفادت تسريبات رئاسية أمس، أن التشكيل الحكومي الذي يواصل الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس وزرائه المكلف خالد بحاح المفاوضات بشأنه سيتضمن تعيين خمسة نواب لرئيس الوزراء يمثلون مختلف القوى السياسية البارزة إضافة إلى 11 وزير دولة من الأحزاب الصغيرة.
&