&
&
&فاطمة حوحو، أسماء وهبةعلمت "الوطن" من مصادر خاصة، أن لدى تيار المستقبل ملاحظات كثيرة على دعوة حزب الله للحوار بين الجانبين، وقالت "العبرة ليست في الكلام عن الحوار، بل في التوصل إلى نتائج، خصوصاً أن الشيطان يكمن في التفاصيل، فالمشكلة مع حزب الله ليست فقط في التفاصيل، بل في نظرته وموقفه من المرتكزات الجوهرية لفكرة الدولة والسيادة والمرجعية القانونية، فكل سلوكياته خلال السنوات الماضية تثبت تماديه في انتهاك المؤسسات وضرب التعايش المشترك، فقد وضع مصلحة دويلته قبيل مصالح الوطن، ورهن لبنان للسياسة الإيرانية، وهدد أمن البلاد بسلاحه غير الشرعي، وسعى إلى نسف ثوابت الكيان اللبناني. ولذلك ليس من السهل التوصل معه إلى اتفاق. التواصل ضروري، ولكن الحوار يجب أن يقوم على أسس واضحة، وعلى التسليم بالثوابت التي لولاها لما قامت الدولة اللبنانية ولما بقي للوطن وجود. فهل سيقبل الحزب بمناقشة نزع سلاحه وانسحابه من سورية؟ هذا هو السؤال المهم ومن هنا يبدأ الحوار".
إلى ذلك، أعلن السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي أن بلاده ستبدأ الخطوات العملية لتسليح الجيش تنفيذاً للهبة السعودية، مؤكداً أن باريس تقف إلى جانب اتفاق الطائف ولم تفكر أبداً بإعادة النظر في توازناته. وأضاف عقب لقائه رئيس الوزراء تمام سلام أمس "أطلعت رئيس الحكومة على توقيع الاتفاق الفرنسي- السعودي قبل يومين في الرياض، وسنقوم بكل ما هو ضروري لدعم الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب".
من جهة أخرى، قلل عدد من المحللين السياسيين في لبنان من أهمية وجدية التصريحات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، التي جدد فيها ثقته في إلحاق الهزيمة بالثوار السوريين، مشيرين إلى أن تصريحاته ظلت تتناقض مع الوقائع والأحداث على الأرض، وأن ما يزعمه عن تفوق عسكري على الأرض لا تؤيده الهزائم التي ظل يتلقاها مقاتلوه في الفترة الأخيرة، مستدلين بما حدث في الاشتباكات التي شهدتها بلدة بريتال على الحدود مع سورية في سبتمبر الماضي، حيث لقي 15 من مقاتليه مصرعهم وأصيب العشرات، والخسارة التي تكبدها بمقتل 8 من جنوده في القلمون أواسط الشهر الماضي.
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسامة خازن إن نصر الله ظل يطلق تصريحات نارية في الفترة الأخيرة لتحقيق أهداف سياسية، وأن هذه التصريحات تهدف لرفع الروح المعنوية المنهارة لجنوده على جبهات القتال، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "حزب الله يعيش وضعاً متردياً خلال الأشهر الماضية بسبب ارتفاع فاتورة تدخله في الأزمة السورية وتورطه بالقتال إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مما تسبب في سقوط أكثر من 1500 قتيل منذ أن اتخذت قيادة الحزب قرارها بالتدخل في الأزمة، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين بعاهات مستديمة، مما كبد الحزب الطائفي خسائر مادية تفاوتت مليارات الدولارات في شكل تعويضات لأسر القتلى والجرحى، إضافة إلى رواتب منتظمة تدفع لعائلات الجنود المشاركين في سورية. هذا عوضاً عن الضغط الشعبي العنيف الذي تمارسه قواعد الحزب على قيادته، والمطالبات بالانسحاب".
ومضى خازن قائلاً "في ظل هذا الوضع المتأزم يضطر أمين عام الحزب حسن نصر الله أحياناً إلى ارتجال تصريحات نارية متشددة يهدف منها لبث الحماس في نفوس مقاتليه، وهي تصريحات لا يمكن وصفها إلا بأنها جوفاء وتحمل إسقاطات كاذبة. والحقيقة هي أن الوضع الكارثي الذي يعيشه الحزب دفع نصر الله إلى إجراء نادر لمغادرة مخبئه وزيارة الجنود في القلمون لرفع روحهم المعنوية".
&
التعليقات