بيروت - quot;الرأيquot;:إلى يبرود دُرّ، فرائحة البارود المتصاعدة من الهجوم الذي بدأه laquo;حزب اللهraquo; عملياً للسيطرة على يبرود السورية المتاخمة لعرسال اللبنانية، مرشّح لـ laquo;قلب الاولوياتraquo; في بيروت، على قاعدة ان laquo;لا صوت يعلو فوق صوت المعركةraquo;، وتالياً فإنه، وبحسب مصادر بارزة في قوى laquo;8 آذارraquo; مَن يربح في سورية يربح في لبنان.
هذا التطور المستجدّ الذي كانت توقّعته laquo;الرايraquo; قبل نحو اسبوع، بدأ يطغى على ملف تشكيل الحكومة laquo;المحتجزraquo; في علبة شروط زعيم laquo;التيار الوطني الحرraquo; العماد ميشال عون الذي يصرّ على رفض تقديم أي تنازل يسمح بـ laquo;الافراجraquo; عن الحكومة، وهو الامر الذي من شأنه وضع الاستحقاقات الاخرى في البلاد في مهب الريح.
وبدا ان مشروع تشكيل الحكومة السياسية قد laquo;دُفنraquo; مع استمرار تشدُّد عون واشتراط laquo;حزب اللهraquo; وضع حقيبته laquo;الداخليةraquo;، التي تُعتبر أمنية بامتياز في عهدة شخصية حيادية ورفْض جعْلها من حصة laquo;تيار المستقبلraquo; وخصوصاً ان ثمة جهازاً امنياً في الداخلية (فرع المعلومات) محسوباً على laquo;14 آذارraquo;.
وقالت مصادر بارزة في قوى laquo;8 آذارraquo; لـ laquo;الرايraquo; ان laquo;العودة الى خيار الحكومة الحيادية ستؤدي الى تشدُّد 8 آذار في خياراتها في المرحلة اللاحقةraquo;، مشيراً الى انه laquo;قد تنجح 14 آذار في فرض امر واقع الآن لكن الردّ سيكون لاحقاً في الاستحقاقات المقبلة كرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقانون الانتخابraquo;.
ولوّحت هذه المصادر بان laquo;ما بعد يبرود سيحدد المسار السياسي في لبنان، لان مَن ينتصر في سورية يمكنه فرْض وقائع جديدة، وهذا الامر ليس من باب التهويل بقدر ما هو ترجمة لقوانين اللعبة في اطار الصراع الدائر في لبنان والمنطقةraquo;.
وفُهم من هذه المقاربة للاولويات اللبنانية واستحقاقاتها، ان مَن يعجز عن تشكيل حكومة لن يكون في امكانه الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية، وتالياً فان الاستحقاق الرئاسي سيكون امام احتماليْن هما التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان او الفراغ وهو المرشح الأوفر حظاً بعد انهيار التفاهم السياسي على الحكومة.
وتذهب السيناريوات الاسوأ التي laquo;انتعشتraquo; من جديد الى حدّ الغمز من قناة استحالة الاتفاق على أي قانون جديد للانتخاب في ظل شلل حكومي وفراغ رئاسي وانقسام على كل المستويات لم يسبق للبنان ان عاشه حتى في عز حربه الاهلية.
وهذا المناخ المستجد تزامن مع معلومات عن ان التحضيرات لمعركة يبرود بدأت قبل نحو اسبوع وتتمثل بأخذ مناطق وحشد قوات والتمركز على مناطق مشرفة على يبرود واقامة استحكامات وقطْع طرق الإمداد وتشديد الحصار وتفادي الاخطاء التكتيكية التي ارتكبها laquo;حزب اللهraquo; في معركة القصير.