& ايليا ج. مغناير

هاجمت مجموعة من 400 مسلح من «جبهة النصرة» منطقة جرود بعلبك وقراها (شرق لبنان) واشتبكت أول من امس مع قاعدة متقدمة لـ «حزب الله»، الامر الذي اوقع 7 قتلى في صفوف الحزب و93 قتيلاً من «جبهة النصرة» بحسب ما قالت مصادر ميدانية من «حزب الله» لـ «الراي» في معرض كلامها عن ان «المجموعة المهاجمة من جبهة النصرة هي جزء من المسلحين الذين يراوح عددهم ما بين 3500 و 5000 مسلح موجودون في سلسلة الجبال الغربية بين لبنان وسورية ويشكلون فلولاً من المقاتلين الذين فروا من القصير وجبال القلمون بعد المعارك التي ادت الى سيطرة الحزب والجيش السوري على هذه المناطق».

واشارت هذه المصادر الى ان «المسلحين افادوا من تضاريس وجودهم الحالية، فاقاموا في هضاب واودية ومنحدرات وكهوف واستقروا فيها»، لافتة الى ان «عدداً لا يستهان به من هؤلاء المسلحين يحظى بدعم من جهات لبنانية قدمت لهم العون من خلال تزويدهم باوراق ثبوتية لتمكينهم من التوغل داخل الاراضي اللبنانية ويشكل هؤلاء اكثر من بيئة مقاتلة تحميها بيئة حاضنة موجودة في العاصمة بيروت وشمال لبنان». وتحدثت المصادر الميدانية في «حزب الله» عن ان «عدداً كبيراً من هؤلاء المسلحين موجود في جرود بلدة عرسال حيث تُقدم لهم مساعدات مالية وسواها من دول اقليمية ضمن مسميات عدة كهيئات شرعية ومساعدات للنازحين لتصل الى مسلحي جبهة النصرة»، الا ان هذه المصادر اوضحت لـ «الراي» ان «هؤلاء لم يصلوا بعد الى حد تنظيم صفوفهم كقوة واحدة متماسكة ترقى الى مستوى خوض عمليات هجومية منسقة وعمليات عسكرية واسعة تتيح لها احتلال اراض كبيرة، بل تقتصر قدراتها على شن عمليات محدودة كتلك التي حدثت (اول من امس) وادت الى استشهاد 7 من الحزب، اضافة الى عملية اخرى حصلت في رنكوس وادت الى استشهاد 4 مقاتلين».

ولفتت المصادر الى ان «الآلاف من هؤلاء المسلحين أقاموا معسكرات متعددة للدخول منها الى البقاع الغربي من خلال قرية جن التي تمتلك منافذ الى الداخل السوري وعلى مقربة من مزارع شبعا وتحت انظار الجيش الاسرائيلي»، مؤكدة ان «حزب الله اتخذ تدابير عدة للحد من خطر هؤلاء ومحاربتهم قبل ان يضطر الى قتالهم داخل لبنان، ولذلك فقد تمت السيطرة على اكثر الطرق التي تؤمن الامدادات لهم وتقطع شرايين التواصل فيما بينهم قدر الامكان، وهم موجودون في مساحة جغرافية تقدر بنحو 700 كيلومتر مربع، وقد جرى تقسيمها الى 7 مناطق عملياتية، وتم ملاحظة حساسية وجود مدينة عرسال ضمن الخطة العسكرية لخصوصيتها، ولذلك فان التواجد والتنسيق مع الجيش اللبناني اساسي لعزل المخيمات السورية المنتشرة خصوصاً في جرود عرسال لان المسلحين يفيدوا منها لتخزين الاسلحة والوسائل اللوجستية فيها».

وبحسب المصادر عينها فانه «تم التنسيق والتفاهم مع سلاح الجو السوري لتحديد واستهداف هؤلاء المسلحين في مناطق متعددة منها: وادي ميرا، وادي الدب، الرهوة، وادي الخيل ووادي الخربة، اضافة الى اودية وشعاب متنوعة يتم العمل عليها لتثبيت امكنة وجود المقاتلين وحصارهم»، ملاحظة «بدء ظواهر انشقاقات داخل هذه القوى، فمنهم من يريد الالتحاق بالدولة الاسلامية (داعش) لما تقدمه لهم من تناغم عقائدي ومنهم من دخل اليأس الى قلوبهم بسبب عدم وضوح الاهداف التي تبقيهم في هذه المناطق القاسية والوعرة والتي لا تقدم اي مردود عسكري في سياق الافق الاستراتيجي سوى ضرب لبنان واشغال حزب الله وجر البلاد الى صراع طائفي بهدف استنزاف لبنان وتشتيت قوة حزب الله التي تتصدى لهم«، متحدثة عن ان صمود هذه القوى لن يدوم طويلاً ولهذا فان حزب الله يحاصرهم ويحاول تثبيت مواقعهم وقطع كافة الامدادات ليترك لجنرال الثلج التكفل بالباقي».

وقالت هذه المصادر ان «حزب الله يستطيع التصادم مع هؤلاء المسلحين بوتيرة اسرع، الا ان ذلك قد يكلفه عدد كبير من الشهداء لذلك يتم التعامل مع الامر بتقطيع المناطق والدخول الى كل منطقة بعد تجميع المعلومات الاستخباراتية اللازمة والاختراق الامني لهذه المجموعات»، كاشفة عن «ان مصادرنا تشير الى انهم يحضرون لعملية عسكرية واسعة ولهذا فقد اقمنا مواقع متقدمة لمنعهم من احتلال قرى باكملها (كما كان مخططاً ) ومنع حدوث مجازر على غرار ما يجري في الداخل السوري »، مشيرة الى ان «الصدام العسكري الذي حصل في قرى بعلبك (اول من امس) قطع الطريق على مخطط كبير عبر ابعاد من تقدم من التكفيريين وارغامهم على الانسحاب لان هدفهم التمركز والانطلاق من قرى تجري ابادة كل من فيها اولاً، ليتم اعادة تنظيم صفوفهم واستقطاب آخرين».

&