حسن عبدالله عباس

قتل التنظيم الإرهابي «داعش» الرهينة الثانية الصحافي الاميركي ستيفن سوتولف بنفس الاسلوب الوحشي بقطع رأسه بعدما لم تفلح رسالة التهديد الاولى الى الحكومة الاميركية من خلال رأس فولي.

نفس الاسلوب الذي استخدمه في المرات السابقة. فما السبب، ولماذا القتل؟

من المعروف في عالم السياسة ان الحروب تعتبر وسيلة بذاتها خدمة للتحركات الديبلوماسية، فالديبلوماسيون يعلمون جيدا ذلك، فهم يستخدمون الكثير من الاوراق كي يحققوا المكاسب السياسية، والعنف والحروب ليست بأكثر من واحدة من بين هذه الاوراق.

لكن عند داعش فالامر مختلف تماما، هذه المنظمة لا تعمل لاجل السياسة، فلا يهم ان حققت مكاسب سياسية أم لا، فكل اهتمامها العمل ولأجل هدف واحد، «القتل»!

القتل الذي تمارسه «داعش» هو بحد ذاته ميزة وهو ما يجعلها جذابة في اعين الكثيرين، جذابة بالضبط وبمقدار الكره الذي تفتعله لدى الكثيرين ايضا! فهي بطريقتها هذه قادرة على استقطاب المجاهدين لانها منذ البداية تبرر وتجد الذريعة الكافية لأعمالها الاجرامية بحجة الفتوى وجواز قتل الناس ومن يقع بيدها من الاسرى. لذلك ترى ضحاياها من المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة، الجميع عندهم يستحق قصاص قطع الرأس. فكل ذلك جائز لانها مقر الخلافة الاسلامية!

فلا تجد في ادبياتهم المحاورات والنقاش السياسي. الشيء الابرز في مدرسة «داعش» هو التطرف والتشدد في انزال القصاص لا غير! فلذلك لا فرق لديهم ان كان المقتولون أطفالاً أو نساء، المهم ان القتل يأخذ مساره الطبيعي في كل من يعترض الطريق، او صادف انه كان في الطريق!

ميزة القتل الذي يمارسه هذا التنظيم الوحشي انه تفشى من جانب الرعب في الناس، ومن جانب آخر، تستقطب من تستهويه هذه المناظر، فالكثير من الفسقة والجهلة يرون ان القتل المستمر ما هو إلا أقصر طريق الى الجنة وأفضل وسيلة للتكفير عن الذنوب، فالامر ما هو الا جهاد بالنفس لملاقاة الحور العين!

إلا لعنة الله على الظالمين، اللهم اشغل الظالمين بالظالمين، واجعل سيوفهم تعود الى نحورهم، هم ومن احتضنهم وساندهم وساعدهم وامدهم بالنفس والمال والسلاح!

&