&نايف العصيمي&

بدءاً من فلسطين مروراً بسورية وانتهاءً بالعراق، وصف خبراء سياسيون هذا المثلث بأنه الأهم وذو الأولوية في حال رغبت دول العالم أن تقضي على الإرهاب، مؤكدين أن الحل العادل للقضية الفلسطينية، وإزاحة الأسد، ومعالجة تكوين الجيش العراقي، أولى خطوات الحرب الناجحة على "الإرهاب".
وهناك في الجانب السوري، اتفقت الآراء السياسية على أن إزاحة "الأسد" عن السلطة سيسهم في تسريع القضاء على الإرهاب، إلا أن القوى العظمى تختلف مصالحها في هذا الجانب على وجه الخصوص، بحسب ما يراه الساسة الذين تحدثوا إلى "الوطن".


إزاحة الأسد


بداية، من جهته يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، أن حرب المجتمع الدولي ضد "داعش" الإرهابية، يجب أن تسبقها أولاً إزاحة الأسد من السلطة على سورية، بالإضافة إلى دعم الحكومة العراقية لتكون قادرة على تشكيل جيش غير مذهبي، بحيث يكون مشكلاً من كافة الأطياف العراقية باتزان.


أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد هاشم، فقد اتفق مع التواتي، إذ قال إنه إذا كان الجيش في حال اتزان وغير عرقي أو مسيس لجهة خارجية، فإن ذلك سيسرع من تحقيق الغاية المرجوة من التحالف الدولي لدحر "داعش"، والإرهاب عموماً.


وبدوره، ذهب أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور أسعد الشملان، للإشارة إلى أن عدم الوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية واستمرار نظام الأسد، بالإضافة إلى الممارسات الطائفية والإقصائية في المشهد السياسي العراقي، كلها من الأسباب التي غذت الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة.


الانحياز لإسرائيل


وأكد الشملان أن عدم إزاحة نظام الأسد عن طريق الدعم الفاعل للقوى المعتدلة المناهضة له، وتقصير الولايات المتحدة والدول الأوروبية في ذلك، أشاع حالة من الإحباط والقنوط شكَّلت مدخلاً للقوى المتطرفة لاختطاف الثورة السورية. فيما عملت السياسات الطائفية والإقصائية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي على تكريس الطائفية في العراق، الأمر الذي استفادت منه الجماعات المتطرفة ذات التوجهات الإرهابية في تثبيت أقدامها على الساحة العراقية.


ويرى الدكتور هاشم أن دول العالم أعطت "داعش" من الضخامة والقوة أكثر من الواقعية التي يعيشها هذا التنظيم الصغير، متسائلاً عن كيفية عدم استطاعة جيش أي دولة تريد القضاء على الإرهاب، بأن تواجه "داعش" وتقضي عليه، مستدركاً بالقول: "دول العالم ضخَّمت قدرات الجيش العراقي في وقت سابق وقالت إنه من ضمن أقوى 4 جيوش في العالم، لكي تعطي نفسها حق القضاء عليه وهذا ما حدث".
قومية الجيش


وحول تسليح وتدريب القوى العراقية لمواجهة "داعش"، أشار التواتي إلى أن التحالف الدولي يتحدث عن تأهيل المليشيات العراقية التي تسمى جيشاً، وتأهيل "البيشمركة" ذي الأهداف الانفصالية سيكون مفيداً لغاياته، إذ إن التسليح والتدريب سيبسط هيمنتهم على شمال العراق بما فيها نينوى والمناطق المجاورة من المحافظات السنية. وأضاف "لا أعتقد أن من الممكن استخدام قوات البيشمركة في الدخول إلى سورية، لسبب بسيط، وهو أنهم امتداد لحزب العمال التركي الذي تعتبره الحكومة التركية تنظيماً عسكرياً.


وهنا أكد الشملان أن البيشمركة لن يذهبوا ليقاتلوا خارج الأراضي الكردية، لأن هذا بالنسبة لهم في تكوينهم قاعدة لا جدال فيها، إذ إنهم لن يقاتلوا على غير أراضيهم، ولن يذهبوا للقتال خارج نطاق الأراضي الكردية، مستدركاً بالقول "في تركيا تغيرت أوضاع الأكراد لوجود قناعة تقول إنه ما دام هناك نظام ديموقراطي فلماذا ننفصل كدولة".
&