صدقة يحي فاضل

إنها أزمة عالمية كبرى ومستغلة من أطراف دولية أخرى، فهناك أطراف تستغل هذه الظاهرة للابتزاز والضغط في اتجاهات تخدم مصالح آنية لها، وهذه الأزمة تتمثل في استشراء ظاهرة الإرهاب (الفاشي) في منطقتنا العربية الهامة والمحورية في العلاقات الدولية المعاصرة. والإرهاب قابل – بسهولة نسبية ملحوظة – للتمدد والانتشار في مناطق أخرى من العالم، ما لم يتم وقفه وتطويقه وحظر انتشاره، فهو عبارة عن ظاهرة تهدد أو يمكن أن تهدد معظم دول العالم.
لذلك، رأينا هذا التحالف الدولي لمحاربة هذه الظاهرة التي تتجسد الآن في عدة تنظيمات لعل من أهمها تنظيم «داعش»، هذا التنظيم الإرهابي الفاشي المشبوه الذي لا يقدم سوى القتل والتدمير والعودة بالحياة العامة إلى القرون الوسطى المظلمة، وينسى مؤيدوه الغافلون أنهم بتأييدهم الغبي لهذا التنظيم قد أصبحوا كالمستجير من الرمضاء بالنار. وقد اجتمع في بروكسل ممثلون لثمانين دولة تشكل الآن هذا التحالف الدولي الذي يتمنى له الخيرون التوفيق والنجاح في تحقيق مهمته هذه بشكل جذري وفي وقت معقول وبأقل تكلفة ممكنة.
إن ما يقوم به التحالف الدولي ضد «داعش» هو إجراء علاجي عسكري يشبه العملية الجراحية التي لا تزيد نسبة نجاحها عن خمسين بالمئة. إن العلاج الأمني العسكري لا يمكن أن ينجح في استئصال شأفة الإرهاب في المدى الطويل بدليل أن القضاء على «داعش» متى تم لن يمنع ظهور دواعش أخرى في ذات المنطقة أو في غيرها.
هذا، إضافة إلى أن هذا التعامل العسكري الدولي مع «داعش» ما زال يفتقر إلى استخدام الوسائل الأكثر فاعلية في مكافحته، ومن ضمنها: القوة البرية المناسبة، كما طالب سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. كما يجب أن لا يعطي التحالف لنفسه مدة مفتوحة لتحقيق هدفه الرئيس المعلن فكلما طالت الفترة انتشر الخراب وتفاقم القتل والتدمير واتسع الشق على الراتق.
إن هذه الحرب لا يمكن أن تنجح إلا إذا كانت جادة ومخلصة في القيام بما اعتبرته مهمتها الأساسية واتخذت كافة الوسائل التي تضمن تحقيق هدفها بأقل تكلفة ممكنة وبأسرع وقت ممكن. وقبل ذلك، لا بد من بدء حملة وقائية دولية شاملة كبرى ضد الإرهاب انطلاقا من مبدأ الوقاية خير من العلاج.