الصحافة الدولية :بين حدود حرية التعبير.. وكبح جماح «الإسلاموفوبيا»

تورونتو ستار

&

&
صحيفة تورونتو ستار الكندية انتقدت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء ما اعتبرتها حملة ضد حرية التعبير في فرنسا حيث قامت السلطات هناك بتوقيف مواطنين ذنبهم الوحيد، مثلما تقول، أنهم عبّروا عن آراء ومواقف اعتبرتها السلطات تستوجب التوقيف والمحاكمة، مشيرةً في هذا السياق إلى إقدام السلطات الفرنسية، بُعيد أيام قليلة على المسيرة التي نظمت للتنديد بالهجوم على حرية التعبير، على توقيف الفنان الكوميدي ديودوني لأنه نشر على صفحته على فيسبوك عبارة تقول: «أنا شارلي كوليبالي»، في إشارة إلى المسلح الذي قتل شرطياً وأربعة أشخاص في محل بقالة.

كما أشارت إلى أن وزارة العدل الفرنسية كانت أصدرت تعليمات للشرطة وممثلي الادعاء العام بالتعامل «بأقصى أشكال الحزم والصرامة» مع أي شخص ينظر إليه على أنه يمجد الإرهاب، أو يعبر عن آراء عنصرية أو معادية للسامية. ولكن الصحيفة اعتبرت ذلك كلاماً عاماً وفضفاضاً علماً بأن هذه الجرائم يعاقَب عليها بالسجن لمدد طويلة، لافتةً إلى أن الوزارة لم تر داعياً على ما يبدو للتعامل بصرامة مماثلة مع من يقوم بالتحريض على معاداة المسلمين.

وفي الختام، ذهبت الصحيفة إلى أنه نظراً للصدمة التي أصيبت بها فرنسا فإن هذه الحملة ليست مفاجئة. ولكنها اعتبرت أنها مفرطة ومبالغاً فيها، وأنها تثير المخاوف بشأن ازدواجية المعايير بعد أن شارك الكثيرون في مسيرة الأحد دفاعاً عن حرية التعبير.

ذا هيندو

صحيفة ذا هيندو الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على انضمام ليتوانيا هذا الشهر إلى منطقة اليورو معتبرةً أن قبول التحاق فلنيوس بكتلة العملة الأوروبية الموحدة يمثل حدثاً تاريخياً مهماً يتمم انضمام بلدان البلطيق الثلاثة التي كانت في يوم من الأيام جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق (إيستونيا ولاتفيا وليتوانيا) إلى المؤسسات الغربية الرئيسية: حلف الناتو، والاتحاد الأوروبي، والآن منطقة اليورو.

وترى الصحيفة أن الطموحات الأوروبية لدولة سوفييتية سابقة أخرى، هي أوكرانيا، مثلما يعكسها تصويت برلمانها في ديسمبر الماضي لصالح الانضمام إلى «الناتو»، تساهم إلى حد كبير في النزاع الانفصالي الحالي في كييف، مضيفة أن سلوفينيا وسلوفاكيا، هما البلدان الوحيدان الآخران من الكتلة الشرقية السابقة، اللذان انضما على نحو مماثل إلى كل المؤسسات الثلاث.

وعلى هذه الخلفية، تقول الصحيفة، فإن تدفق الاستثمارات الغربية، وزيادة إمكانية التصدير، وانخفاض تكلفة الاقتراض الناتج عن الاندماج في منطقة اليورو.. كلها عوامل تبدو جذابة أكثر بالنسبة لسكان ليتوانيا الـ3 ملايين.

لوتان

صحيفة لوتان السويسرية حذرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء من أن سويسرا ليست بمنأى عن الحركات والتيارات المعادية للمسلمين التي أخذت تنتشر وتتقوى عبر أوروبا، على غرار حركة «بيجيدا» المناوئة للمسلمين في ألمانيا المجاورة، وخاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية.

وترى الصحيفة أن الهجوم أعاد إحياء التوترات والتشنجات التي تحيط بالنقاش حول مكانة الإسلام في المجتمعات الأوروبية وظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا»، ومن ذلك سويسرا حيث يستعر هذا النقاش. فالمسلمون يتمتعون باندماج أفضل في المجتمع مقارنة مع فرنسا، تقول الصحيفة، حيث يتمتع المسلمون بسمعة أفضل، ويعانون عزلة أقل، ويتطورون اجتماعياً واقتصادياً في ظروف أفضل، وهو ما يفسر لماذا تُعتبر أخطار التوترات والانزلاقات أقل فيها مقارنة مع بلدان أوروبية أخرى. غير أن على رغم مظهر التسامح هذا، تقول الصحيفة، إلا أن سويسرا يمكن أن تقع أيضاً في الفخ إن هي لم تتوخ الحذر، مذكرةً في هذا الإطار بالحركة المناوئة لتشييد المآذن التي نشطت في 2009.

الصحيفة شددت على ضرورة عدم الخلط بين المتشددين والمتطرفين المحسوبين على المسلمين والدين الإسلامي السمح الذي يدعو للسلام، منتقدةً «والتر وبمان»، من حزب الوسط الديمقراطي، الذي كان أحد وجوه الحركة المناوئة لبناء المآذن، وقد دعا إلى رفض كل طالبي اللجوء القادمين من سوريا والعراق، محذرةً من أنه إذا لم تتم محاربة مثل هذه الدعوات بالقوة اللازمة، فإنها ستساهم في عزل المسلمين، وإقصائهم، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى توليد التشدد والتطرف.

إعداد: محمد وقيف
&