صالح الحمادي

أعادنا وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، إلى الزمن الجميل وهو يمنح المناطق التعليمية 165 صلاحية كانت ممنوحة لقيادات التعليم قبل خمسين عاما، وكان كل مدير تعليم في منطقته يملك "القرار".


خالد الفيصل أعادنا إلى الزمن الجميل بمنح كامل الصلاحيات لمديري التعليم، وكأنه يقرأ علينا مقدمة "اليمني الأصل التونسي المنشأ الجزائري العيش الأندلسي المعرفة ابن خالدون" من خلال مقدمته الشهيرة "التاريخ يعيد نفسه"، عندما كان خالد الفيصل الشاب اليافع المتقد غيرة وحماسا وعطاء لتنمية جزء غال من وطنه "عسير"، وكان يشاهد ويسمع مدير تعليم عسير في حينها محمد صالح الفواز "رحمه الله" يفتح مدارس جديدة خلال جولاته الميدانية، ويتخذ القرارات التي تخدم العمل وتحقق الهدف دون الرجوع إلى مركزية "الرياض"، لأن داء "الفساد" حينها وأزمة الثقة لم يستشريا بعد في المجتمع السعودي، ولأن النوايا طيبة والسرائر نقية، لذا كان أي مدير تعليم يفتح مدرسة خلال جولاته الميدانية، وينقل أي معلم، ويُرقّي أي موظف، ويوقع عقود إنشاء مشاريع، وعقود إيجار بسهولة، ودون دوائر الشك التي نحرت المخلصين والشرفاء من الوريد إلى الوريد. بقي أمام الأمير خالد الفيصل حل مشكلة طوابير الخريجات بنصف وظيفة ونصف مدة التقاعد، وتحرير حاملي شهادات الماجستير من سلطة لجنة تجاوزت التعليمات إلى مزاجية القرار الفردي، فاللوائح تنوب عن أي لجنة إلا إذا أردنا تعميم الحل في المحلول، فهذه كأس مرارة يتعاطاها طابور بطول 1500 معلم سعودي ذنبهم الوحيد تطوير أدواتهم بالحصول على الماجستير، للوصول إلى المستوى السادس فحالت اللجنة البشرية المزاجية دون ذلك!