عمرو عبد السميع

الحرب الدائرة السائرة في سوريا الآن، صارت ساحة مفتوحة لكل أنواع الدعاية السوداء، بما يعطي أي دارس للإعلام أو علوم المخابرات، فرصة مراقبة.

بيان عملي آخر (أو تمرين مشهور بلغة الرياضيات) حول البروباجندا وبالذات الدعاية السوداء، إضافة- بالقطع- إلي ما يتم ضد مصر منذ بدايات العقد الماضي ويتواصل الآن في المنابر التي تسيطر عليها عناصر الإخوان أو الطابور الخامس.

نحن أمام ميدان رماية مفتوح علي المستوي الإعلامي تمارس فيه آليات (التكرار) و(الكذب) و(عرض الرأي علي أنه حقائق) و(الربط بين أحداث غير مرتبطة بطبيعتها) واستغلال المزاج السائد للتأثيرات السلبية علي الناس، وبالذات ما يتعلق بـ (الخوف)، إذ في مناخ الخوف تنتشر (الإشاعة)، ويزداد إحساس الناس (بالخطر) فيقبلوا العنف- وحتي المسلح- الذي يشيع ويذيع في المنطقة منذ أحداث ما يسمي: (الربيع العربي).

نحن نشاهد دعايات وأكاذيب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإسلاموية والولايات المتحدة (التي كانت أنشأت وحدة للكذب في وزارة الدفاع- البنتاجون أيام غزو العراق- وحتي إن ألغيت فإن مثيلاتها كثيرات في الخارجية و42 وكالة فيدرالية للمخابرات ولو تحت مسميات أخري).

وللأسف لقد أنجرت بعض الأنظمة العربية، التي كانت أنشأت ترسانات إعلامية محلية ودولية كبري في السنوات الماضية إلي تلوين الأخبار بالرأي، ونشر الأكاذيب، والتخلي عن الحيادية علي نحو جعل من فضائيات وصحف عربية- بنت سمعتها في السابق علي موضوعيتها- مستنقعات للدعاية السوداء.

إن مراقبة ما يذيعه الإعلام العربي نقلا عن كيان سوري يسمي (المرصد) يعطينا فكرة عن أن معظم ما يسبح الآن في الفضاء الإعلامي حول سوريا ليس صحيحا، أو في أحسن الفروض ليس دقيقا.

الملف- إذا تجردنا من عواطفنا- يفتح شهيتنا لأن نقرأ أطروحة ماجستير أو دكتوراه في إحدي كليات الإعلام عن الدعاية السوداء والربيع العربي، وأنا- شخصيا- علي استعداد- من الآن- لمناقشتها.